عادات وتقاليد تميز الأسرة الإماراتية
أهم عادات وتقاليد الأسرة الإماراتية
يتميز الشعب الإماراتي بمجموعة من الصفات التي تختلف عن غيره من الشعوب، وبرزت مجموعة من العادات والتقاليد التي يلمسها أي إنسان يقترب منهم، ومن أبرز سماتهم ما يأتي:
الانتماء إلى القبيلة
يمتاز المجتمع الخليجي عمومًا والإماراتي خصوصًا بانتمائه إلى جذوره التي تجمعها قبيلة واحدة، حيث يشعر الفرد الإماراتي بالانتماء إلى قبيلته والاعتزاز بها والافتخار بنسبه، فيحترم عادات قبيلته وتقاليدها ولا يخرج عنها ولا يخرج عن قول شيخ قبيلته، إذ يحوز على مكانة خاصة في داخله.
لكن في المجتمع المدني الحديث وبعد ازدهار الحياة واكتشاف النفط وامتداد الحضارة قلّت هذه الأمور نسبيًا وأمست أخفّ من ذي قبل بشكل واضح ملموس.
الأسرة الممتدة
يشعر الفرد الإماراتي بانتمائه إلى أسرته الممتدة من عمات، وخالات، وجدود، وأبناء عمومة، حيث يُمثل بيت العائلة المسكن الهادئ، والألفة، والمحبة، والسكون، والطمأنينة، وتُمثل الأسرة للفرد دلالات عتيقة ملموسة، بحيث يشعر بالدفء بين أحضانها، فالإماراتي يشعر بالتلاحم مع إخوته، ووالدته، وأبيه ولا يسمح لأي إنسان بالتجاوز معهم.
غالبًا ما تكون بيوت الأسر الممتدة متقاربة بين بعضها البعض، فبيت العمة قريب من بيت الجد قريب من بيت الأخ والأخت ونحو ذلك، وكانت المرأة لا تعمل في ذلك الوقت، حيث كانت مهامها المنزلية كثيرة تتمثل في استيقاظها من الفجر وإخراجها الماء من البئر، وإعداد الطعام، والخَبز ونحو ذلك.
أمّا بعد التطور الذي اجتاح الإمارات وصعوبة الحياة وتغير العمران خفّت بعض هذه الأمور بشكل ملحوظ، إلا أنّ الإماراتي بقي محافظًا على حب العائلة في قلبه.
التكافل مع الآخر
نشأ الشعب الإماراتي على الطّيبة والإحساس بالآخرين والتماسك والترابط، كما يتسم بالأخلاق العربية الإسلامية ، فلا يرون ملهوفًا إلا ويقدمون له يد المساعدة باسم التكافل الاجتماعي.
غالبًا ما يبتعد الشعب الإماراتي عن إثارة الأضغان بين بعضهم البعض، فالجار لا يأتي على ذكر ما يكرهه جاره ولا يعاتبه بل يحن عليه ويساعده ويهتم به، فالإماراتي هو الصديق الذي لا يخون، والجار الذي لا يغدر، والقريب الذي يشعر بغيره.
الكرم وحسن الضيافة
تربى الفرد الإماراتي على الأخلاق العربية القديمة المعروفة بحسنها، ومن المعروف أنّ العربي يتمتع بالكرم والجود فهو يُساعد غيره، ويأويه في بيته، ويُقدم له طعامه وشرابه، وما زال الشعب الإماراتي يُحافظ على هذه العادات، إذ لم تؤثر فيه الحياة المدنية الحديثة من هذا الجانب.
الزواج على الطريقة الإماراتية
إنّ الزواج على الطريقة الإماراتية يمتاز بعدد من الطقوس من أبرزها ما يأتي:
- نزول الزوج في بيت أهل زوجته
إنّ كل عريس إماراتي لا بدّ أن ينزل في بيت أهل زوجته 7 أيام قبل أن ينتقل هو وزوجته إلى منزلهما بعد عقد القران.
- مكسار العروس
إن مكسار العروس هي خيمة من القماش يتواجد فيها مجموعة من النسوة يعرضن فيها المجوهرات، والذهب، والحلي الذي قدمه العريس لعروسته، وهذه من العادات التي لم تندثر حتى الآن.
- الحنة
تُقدم العروس على جلب الحنانة قبل زفافها، وهي المرأة التي ترسم نقوش الحنة على يدي العروس وأقدامها، ويفعل الرجل كذلك هذا الأمر لكنّه لا يرسم النقوش بل يحني قدميه ويديه.
- دعوة الناس إلى الفرح
إنّ دعوة النّاس إلى فرح العروسين لا تقتصر على الوالدين والإخوة فقط كما في بعض البلاد، بل لا بدّ من دعوة الأهل كافة، والجيران، والمعارف.
- المهر
لا بد أن يقدم الزوج المهر لعروسه قبل عقد القران، وهو مبلغًا من المال، ويُمكن أن يكون المهر مجموعة من الأغنام، أو الجمال، أو حتى المجوهرات.
حلوى وطقوس الأعياد
يمتاز العيد في الإمارات بمجموعة من الطقوس والعادات وأهمها ما يأتي:
- تبادل التهاني والتبريكات في أول يوم من أيام العيد المبارك.
- اجتماع العائلة كلها عند كبيرها في أول يوم، حيث يتناولون في هذه المناسبة الوجبة الشعبية المعروفة باسم الهريس.
- اصطفاف فرق الموسيقا الشعبية في الأماكن العامة وإطلاق الأهازيج والأغنيات.
- تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء ونحو ذلك.
- تحضير الحلوى بشتى أنواعها والحرص على وجود الحلوى التقليدية التي تُسمى الخنفروش وكذلك الجباب، والبخبيص، والهريس.
- تقديم القهوة العربية والتمور لكل الزائرين.
إحياء طقوس رمضان السنوية
تبرز مجموعة من العادات والطقوس التي يمتاز بها الشعب الإماراتي في رمضان، ومن أبرز هذه الطقوس ما يأتي:
- التحضير والتجهيز لرمضان قبل قدومه بعشرة أيام من خلال إعداد المجالس التي ستجتمع العائلة فيها وتجهيز الأطعمة الخاصة بأول أيام رمضان.
- شراء (المير) وتجهيزه، وهو نوع من أنواع الهدايا التي لا بدّ للأقارب أن يقدموها لبعضهم في أول أيام رمضان وكذلك للأصدقاء والجيران.
- إظهار الفرح، والتسامح، وزيارة الناس بعضهم البعض، حيث إنّ أيام رمضان من الأيام الفضيلة التي يُحاول الشعب الإماراتي ألا يحمل ضغينة فيها.
- انتشار موائد الإفطار الجماعي في الأحياء كافة، حيث يُمكن أن يجتمع أهل حي كامل في مكان واحد ويتناولوا الإفطار مع بعضهم البعض، وهذا من شأنه أن يقوي أواصر المحبة بين الناس.
- زيارة الأقارب بعد صلاة التراويح، إذ لا يعود الناس بعد الصلاة إلى بيوتهم بل يذهبون إلى الأهل والأصدقاء كنوع من أنواع صلة الرحم.
ارتداء الملابس التي تمثل الهوية الإماراتية
ارتدت المرأة الإماراتية على طول الزمان مجموعة من الملابس الإسلامية المميزة، كالعباءة، و ارتدى الرجل الجلابية، والعقال، والغترة ، والشماغ، بالإضافة إلى التطريزات التي كانت تزين ملابس الرجال والنساء على حد سواء، كما ارتدت المرأة لباس الحرير، ويُذكر أنّ الأطفال مثل يرتدون مثل آباءهم وأمهاتهم.
ويُشار إلى أنّ اللباس يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحالة الاقتصادية التي تتمتع بها العائلة، ويعكس المستوى الاجتماعي لها غالباً.