ظهور دمامل تحت الإبط
ظهور دمامل تحت الإبط
دمامل تحت الإبط أو ما يُعرَف علميّاً بالتهاب الغدد العرقيّة القيحيّ (بالإنجليزية: Hidradenitis suppurativa) هو أحد أنواع أمراض الجلد المزمنة التي تصيب منطقة الإبط ومناطق احتكاك الجلد الأخرى مثل منطقة أعلى الفخذ، ويتمثل بظهور كتل أو نتوءات مؤلمة تُعرف بالدمامل، وتحدث الدمامل بشكلٍ عام نتيجة العدوى التي تصيب إحدى الغدد الزيتيّة أو بصيلات الشعر في هذه المناطق، ممّا يؤدي إلى ظهور الجلد بلون أحمر في منطقة العدوى، ومن ثمّ تظهر كتلة مؤلمة في المنطقة، والتي تتحوّل خلال ما يتراوح بين 4-7 أيّام إلى كتلة بيضاء بسبب احتوائها على السائل القيحيّ، وقد يتسرّب السائل القيحيّ من دمامل الإبط، وبعد شفائها قد تُشكّل نسيجًا ندبيًّا في منطقة الإصابة.
ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الدمامل لا ينتقل بين الأفراد، ولا يُعدّ أحد أنواع حبّ الشباب ، وهو من اضطرابات الجلد المتكرّرة وطويلة الأمد، بحيث يظهر على شكّل هبّات تظهر فيها الأعراض من التهاب وألم ثمّ فترات ركود تسكن فيها الأعراض وتختفي، وبحسب بحث نُشر في مجلة Current Dermatology Reports المتخصص في الأمراض الجلديّة عام 2014 م فإنّ ما يقارب 1% من الأشخاص حول العالم يعانون من التهاب الغدد العرقيّة القيحيّ أي دمامل تحت الإبط.
سبب وعوامل خطر ظهور دمامل تحت الإبط
لم يتمكّن العلماء من تحديد المسبّب الرئيسيّ للإصابة بدمامل الإبط، إلّا أنّه يُعتقد أنّها قد تحدث نتيجة لانسداد بصيلات الشعر وانفجارها، حيث تلتهب المنطقة مُسببة أعراض الدُمّل، وبالرغم من احتمالية إصابة الأفراد من أي مرحلة عمرية بالدمامل، إلا أنّها أكثر ما تشيع بين البالغين وخاصة خلال مراحل الشباب الأولى، ويُعتقد أنّ للهرمونات دورًا في ذلك، ومن العوامل الأخرى التي قد تزيد خطر الإصابة بهذا النوع من الدمامل ما يأتي:
- العُمُر: تظهر معظم دمامل الإبط في الفترة بين 18-29 عامًا من العُمُر لدى النساء، لذلك يلعب العُمُر دوراً في رفع خطر الإصابة، ويُشار إلى أنّ ظهور الدمامل في مرحلة مُبكّرة من العمر يزيد فرصة انتشار الدمامل في الجسم.
- النوع: إذ إنّ نسبة النساء اللاتي يعانين من التهاب الغدد العرقيّة القيحيّ (أو دمامل الإبط) أعلى من نسبة الرجال.
- التاريخ الصحيّ العائليّ: لما قد يكون للوراثة من دور في رفع خطر الإصابة بالمرض.
- السُمنة: أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة بين السُمنة وارتفاع خطر الإصابة بدمامل الإبط.
- التدخين: إذ تمّ ربط التدخين بارتفاع خطر الإصابة بدمامل الإبط.
أعراض وعلامات الدمامل تحت الإبط
قد تظهر الدمامل في أجزاء مختلفة من الجسم، ومن الأعراض التي قد تصاحبه ما يأتي:
- البثور أو الرؤس السوداء: إذ تظهر نقاط صغيرة منقرة من الجلد تحتوي على رؤوس سوداء ، وغالباً ما تظهر على شكل أزواج متقاربة، وهي من الأعراض الشائعة لدمامل الإبط.
- نتوءات مؤلمة: غالباً ما يبدأ الأمر بظهور نتوء منفرد ومؤلم تحت الجلد، والذي يستمرّ لعدّة أسابيع وأشهر، لتبدأ بعد ذلك مجموعة من النتوءات الأخرى المؤلمة بالتشكّل.
- الأنفاق الداخليّة: (بالإنجليزية: Tunnels) قد تتشكّل أنفاق داخليّة تحت الجلد في مناطق الإصابة، والتي قد تكون مصحوبة بالقيح، والرائحة الكريهة، ومثل هذه الحالات تكون بطيئة الشفاء.
- الألم المزمن: نتيجة الظهور المتكرّر للدمامل والخراجات، قد يعاني الشخص المصاب من الألم المزمن، بالإضافة إلى بعض التأثيرات النفسيّة مثل الاكتئاب والعزلة الاجتماعيّة.
- هبّات المرض: قد تؤثر بعض العوامل في تحفيز هبّات المرض مثل الرطوبة، والسُمنة، والحرارة، والتوتّر، بالإضافة إلى التقلبات الهرمونيّة ، إذ قد تلاحظ المرأة المصابة زيادة شدّة الأعراض قبل موعد الدورة الشهريّة، وزوالها بعد انتهاء الدورة الشهريّة، ولكن مع الوقت قد تلاحظ المرأة عدم زوال الهبّات، وتشكّل النسيج الندبيّ على الجلد.
تشخيص الدمامل تحت الإبط
لا يوجد اختبار تشخيصيّ محدّد يمكن اللجوء إليه لتأكيد تشخيص الإصابة بدمامل الإبط، لذلك يفحص الطبيب مناطق الجلد التي تظهر فيها الأعراض للكشف عن النتوءات، والدمامل، بالإضافة إلى سؤال الشخص المعنيّ بعض الأسئلة التي قد تساعد في التشخيص مثل شدّة الألم، ومدّة ظهور الأعراض، والتاريخ العائليّ الصحيّ، وفيما إن ظهرت هذه الأعراض في السابق، ويُشار إلى أنّه قد يتمّ تشخيص الحالة بشكلٍ خاطئ بالإصابة بحبّ الشاب، أو الشعر الناشب (بالإنجليزية: Ingrown hair)، وفي نهاية التشخيص قد يطلب الطبيب أخذ عيّنة من السائل القيحيّ وإرساله للمختبر للتحليل.
علاج الدمامل تحت الإبط
توجد مجموعة من العلاجات المختلفة التي قد تساهم في السيطرة على أعراض الدمامل، والوقاية من تطوّر المضاعفات الصحيّة، ويمكن استشارة الطبيب حول العلاج المناسب والمخاطر والإيجابيّات المتعلّقة بالعلاج، ومن الجدير بالذكر أنّ اختيار العلاج المناسب يعتمد على عدد من العوامل المختلفة مثل شدّة المرض، ومرحلة تطوّره، واستجابة الجسم للعلاج، وبشكل عام لا يوجد علاج وحيد يُخلص من الدمامل بشكل نهائيّ، لذلك عادة ما يُلجأ إلى اثنين أو أكثر من الخيارات العلاجية، ومن الطرق العلاجيّة المتّبعة ما يأتي:
تغيير نمط الحياة
توجد مجموعة من التغييرات التي يمكن إجراؤها على نمط الحياة للتخفيف من مشكلة دمامل الإبط، نبيّن بعضاً منها في ما يأتي:
- الحرص على خسارة الوزن الزائد.
- الامتناع عن التدخين .
- ارتداء الملابس الفضفاضة للمساعدة على التخفيف من الاحتكاك.
- تجنّب حلق شعر الإبط بشفرة الحلاقة.
- تجنّب وضع العطر، ومزيلات العرق المعطّرة في منطقة الإبط.
- استخدام الصابون والغسول المطهر للمساهمة في القضاء على بكتيريا الجلد، ويُنصح باستخدام الغسول الذي يحتوي على 4% من الكلورهيكسيدين (بالإنجليزية: Chlorhexidine)، والغسول المخصصة للتخفيف من حبّ الشباب.
- تطبيق كمّادات دافئة على المناطق المصابة للمساعدة على تصريف القيح، أو الجلوس في حوض استحمام دافئ، ويُنصح أن يكون ذلك لعشر دقائق في كل مرة.
العلاجات الدوائية
من الأدوية التي قد يتمّ وصفها لعلاج دمامل الإبط ما يأتي:
- أدوية الكورتيكوستيرويد: (بالإنجليزية: Corticosteroids)، مثل دواء بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، وتساهم هذه الأدوية في التخفيف من الانتفاخ أو التورّم والألم.
- مضادّات الالتهاب: من مضادّات الالتهاب (بالإنجليزية: Anti-inflammatories) التي قد يتمّ استخدامها دواء سيليكوكسيب (بالإنجليزية: Celecoxib)، ودواء الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، وهي من الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبيّة، وفي حال عدم فاعليّة هذه الأدوية قد يصف الطبيب بعض الأدوية ذات التأثير الأقوى.
- المضادّات الحيويّة: قد يتمّ وصف بعض أنواع المضادّات الحيويّة (بالإنجليزية: Antibiotics) في حال ملاحظة الإصابة ببعض أنواع العدوى البكتيريّة، مثل دواء إريثروميسين (بالإنجليزية: Erythromycin)، ودواء مينوسيكلين (بالإنجليزية: Minocycline)، ودواء تيتراسايكلن (بالإنجليزية: Tetracycline)، وقد يلجأ الطبيب إلى وصف بعض المضادّات الحيويّة الفمويّة مثل دواء دوكسيسايكلين (بالإنجليزية: Doxycycline)، ودواء كليندامايسين (بالإنجليزية: Clindamycin).
- دواء أداليموماب: قد يتمّ اللجوء إلى دواء أداليموماب (بالإنجليزية: Adalimumab) في الحالات الشديدة والمتوسطة من التهاب الغدد العرقيّة القيحيّ، وهو أحد مثبطات عامل نخر الورم (بالإنجليزية: Tumor necrosis factor inhibitors)، وهو أول عامل حيويّ أو عامل بيولوجي (بالإنلجيزية: Biologic agent) تمّت الموافقة عليه لعلاج هذا النوع من الدمامل، وتحديدًا الحالات المتوسطة والشديدة، وقد تظهر نتائج العلاج خلال أسبوعين من بدء العلاج.
- الأدوية الأخرى: من الأدوية الأخرى التي قد يتمّ استخدامها لعلاج دمامل الإبط أيضاً حبوب تنظيم الحمل (بالإنجليزية: Birth control pills) للمساعدة على علاج الحالة إن كانت تُعزى لسبب هرمونيّ، ودواء ريتينويد (بالإنجليزية: Retinoids) المستخدم عادة في علاج حبّ الشباب.
الجراحة
في حال عدم نجاح الطرق السابقة في علاج دمامل الإبط قد يلجأ الطبيب إلى إجراء عمل جراحيّ لإزالة التقرحات بالجراحة أو الليزر، كما قد يحتاج إلى إجراء جراحة ترميميّة للجلد في المناطق المتأثرة، ومن الخيارات الجراحيّة التي قد يتمّ اتّباعها نبيّن ما يأتي:
- كشف الأنفاق تحت الجلد: كما تُعرَف بعمليّة كشف السقف (بالإنجليزية: Unroofing)، وفيها تتمّ إزالة طبقات من الجلد لكشف الأنفاق المتشكّلة تحت الجلد في الحالات الشديدة والمتوسطة من المرض، وغالباً لا يحتاج الشخص المصاب إجراء هذه العمليّة بشكلٍ متكرّر.
- الإنضار: (بالإنجليزية: Debridement) قد يُلجأ إليها لإزالة عقدة ملتهبة بشكلٍ فرديّ.
- الجراحة الكهربائيّة: قد يُلجأ للجراحة الكهربائيّة (بالإنجليزية: Electrosurgery) في الحالات الشديدة من المرض لاستئصال جزء من الجلد المتأثر عن طرق التقشير مع المحافظة على الجلد الطبيعيّ.
- الليزر: قد يتمّ استخدام الليزر ثنائي أكسيد الكربون لإزالة الآفات الجلديّة.
- الاستئصال بالجراحة: في الحالات الشديدة المصحوبة بالأعراض المزمنة، قد يتمّ اللجوء إلى استئصال كامل منطقة الجلد المتأثر، وإجراء الجراحة الترميميّة.
- الشق والتصريف: قد يتمّ اتّباع هذه الطريقة في بعض الحالات النادرة للتخفيف من الألم بشكلٍ مؤقت، وذلك بسبب عدم فاعليّتها في علاج الدمامل، حيث تعود هبّات المرض بعد إجراء العمليّة.