ظاهرة هجرة الدلافين
موطن الدلافين
تعيش الدلافين في المياه الدافئة المعتدلة، وتتكيف مع العديد من الموائل البحرية ومصبات الأنهار، بما في ذلك الأنهار أحيانًا. يتأثر استخدام الموائل بعدم التجانس البيئي؛ بمعنى أن هذه الحيوانات تتوزع من خلال نظام بيئي اعتمادًا على عوامل مثل الموارد والعمق ودرجة حرارة المياه وتدرج قاع البحر ونوع الرواسب.
ووجد العلماء أن الخصائص البيئية المختلفة أدت إلى اختلافات بين مجموعات الدلافين؛ نظرًا لأن مجموعات الدلافين لها توزيعات داخلية وخارجية، يحدد العلماء نمطين بيئيين لهما اختلافات تشريحية وفسيولوجية وسلوكية وبيئية وجينية على سبيل المثال، تفضل الدلافين قارورية الأنف في اسكتلندا مناطق أعمق من تلك الموجودة في فلوريدا بالولايات المتحدة، والتي تفضل المياه الضحلة التي يقل عمقها عن 3 أمتار.
وتم العثور على الدلافين في المياه المعتدلة والاستوائية في جميع أنحاء العالم؛ فهم يعيشون في مجموعة واسعة من الموائل، بما في ذلك الموانئ و الخليج ومصبات الأنهار، وكذلك في المياه الساحلية بالقرب من الشواطئ، وحتى بعيدًا عن الشاطئ في المحيط المفتوح.
تتوزع الدلافين في الولايات المتحدة على طول الساحل الغربي قبالة كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن وفي جزر هاواي على طول الساحل الشرقي من ماساتشوستس إلى فلوريدا، وفي جميع أنحاء خليج المكسيك وفي منطقة البحر الكاريبي .
هجرة الدلافين
وجد الباحثون أن الدلافين تميل إلى البدء في الانتقال والهجرة عند انخفاض درجات حرارة المياه، متجهة نحو المياه الدافئة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت سبب الهجرة هو ببساطة للدفء، أو أنه بسبب عوامل أخرى، مثل زيادة عدد الفرائس، حيث تؤثر كمية الملوحة في المياه أيضًا على وجود الدلافين، إذ إن أعدادها تكون أقل وفرة في حال كانت نسبة الملوحة في المياه عالية.
معرفة المزيد عن موعد ووجهة الدلافين من المرجح أن يساعد في الحفاظ على الدلافين في جميع المواسم. يعتبر نوع الدلافين قاروري الأنف معرضاً للخطر بسبب التشابك في معدات الصيد الترفيهية والتعرض للمواد الكيميائية الزراعية التي وجدت طريقها إلى المياه، وكذلك الأنشطة الترفيهية البشرية.
ويشير الباحثون إلى أنه إذا تمت مراقبة ملوحة المياه ودرجة الحرارة، فقد يكون من الممكن التنبؤ عن هجرة الدلافين والمعرفة التي قد تمكنهم من حذر الصيد المهدد لوجودهم، واحتمال التقليل من المواجهات الفتاكة من الصيادين وغيرهم.
أسباب هجرة الدلافين
التغيرات في درجة حرارة الماء وحركات أسماك الطعام وعادات التغذية قد تكون مسؤولة عن التحركات الموسمية لبعض الدلافين من وإلى مناطق معينة، حيث أظهرت بعض الدلافين الساحلية في خطوط العرض العليا ميلًا واضحًا نحو الهجرة الموسمية، حيث تسافر بعيدًا جنوبًا في الشتاء. على سبيل المثال، تهاجر الدلافين الساحلية على الجانب الأطلسي من الولايات المتحدة بشكل موسمي بين نيوجيرسي ونورث كارولينا.
تظهر الدلافين الساحلية في المياه الدافئة حركات موسمية محلية أقل اتساعًا.