أسباب و عوامل فتح القسطنطينية
تاريخ مدينة القسطنطينية
تعرف القسطنطينية في الزمن الحالي المعاصر باسم إسطنبول، وتقع في تركيا، ويعود تاريخ استيطانها لأول مرة إلى القرن 7 قبل الميلاد، وقد تطورت بعد ذلك بسبب موقعها المميز، وأصبحت ميناءً يصل بين قارتي آسيا وأوروبا، وفي سنة 330 بعد الميلاد، أصبحت القسطنطينية مكانًا للإمبراطور قسطنطين، وعُرِفت باسم روما الجديدة، وكانت منطقة غنية بالثروات، كما امتازت بجمال هندستها المعمارية، وقد ظلت إمبراطورية بيزنطية لألف ومائة عام، حتى وقعت تحت سيطرة الإمبراطور العثماني محمد الثاني سنة 1453.
العوامل والأسباب التي أدت فتح مدينة القسطنطينية
ساعدت عوامل مختلفة في فتح مدينة القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد الثاني، ومن أبرزها:
- بعد تدمير السلطان محمد الثاني كل القرى التي تجاور القسطنطينية، لم تعد المدينة قادرة على التواصل مع المدن القريبة منها؛ الأمر الذي دفع سكانها لاستهلاك جميع الأطعمة المحفوظة، والذخائر، والقوى المتوفرة داخل أسوارها.
- كان من ضمن العوامل الأخرى حماس العثمانيين الكبير وعزمهم على الخروج للجهاد، ورغبتهم الشديدة في الشهادة، وثقتهم العالية بالنصر، كما كان السلطان محمد الثاني ذكيًا وعلى علم في أمور المعارك.
- العدد الكبير لجيش محمد الفاتح بالنسبة لعدد الجيوش في ذلك الوقت، حيث وصل إلى 250,000 مقاتل حسب آراء بعض المؤرخين، وقد قام السلطان محمد بتطوير قدرات جيشهِ، كما تم تدريبهم على طرق القتال المتنوعة، وتطوير قدراتهم على حمل السلاح.
- اهتمام السلطان محمد بإقامة قلعة على مضيق البسفور ، على الرغم من محاولة إقناع الإمبراطور البيزنطي السلطان محمد بعدم بنائها مقابل مبلغ مالي، ولكن محمد الفاتح عزم على رأيه، لما له من آثار إيجابية على قوته عسكرية؛ وذلك بسبب موقعها الإستراتيجي، وقد بلغ طول القلعة 82 مترًا، وفيها مدافع قادرة على منع أي قارب من الاقتراب من القسطنطينية.
- قام السلطان محمد بإحضار مهندس يعرف باسم أوربان المجري، وكان ماهرًا في صنع المدافع، واستطاع صنع مدافع كبيرة الحجم ساعدت في السيطرة على المدينة.
أسباب فتح القسطنطينية
قام العثمانيون بفتح مدينة القسطنطينية لعدد من الأسباب، والتي يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
أسباب سياسية
من الأسباب السياسية لفتح القسطنطينية:
- توسيع نطاق النفوذ العثماني، وتأمين أسوار الدول العثمانية.
- زيادة الأمن والأمان، إذ أنّ القسطنطينية كانت الموقع الذي تدخل من خلاله الغارات البيزنطية والأوروبية على المناطق العثمانية حتى تقوم بمحاربتهم.
- وقف الترهيب البيزنطي، حيث إنّ البيزنطيين كانوا يثيرون الغرب على الدولة العثمانية، وكان يتم تنظيم الحملات الصليبية ضدّها، قاموا بتحريض ورثة الحُكم في الدولة العثمانية لمحاربة بعضهم، وهذا الشي سبب سفك الدماء، ومنع طرق الفتوحات الإسلامية .
- وقف التهديد لأمن الدولة العثمانية من قبل القسطنطينية، لأنها كانت ضمن أراضيها، السبب الذي كان بالإمكان أن يؤدي إلى ثورة على السلطان.
أسباب جغرافية
من الأسباب الجغرافية لفتح القسطنطينية:
- موقع القسطنطينية الجغرافي الاستراتيجي.
- كانت القسطنطينية تشكل عقبة أمام وحدة الدولة العثمانية بسبب وقوعها في آسيا الشمالية إلى شبه جزيرة البلقان.
- موقع القسطنطينية ما بين آسيا وأوروبا، والتقاؤها عند مضيق البوسفور الذي يربط البحر الأبيض بالبحر الأسود.
- الموقع الملاحي والبري الاستراتيجي لمدينة القسطنطينية.
أسباب دينية
من الأسباب الدينية لفتح القسطنطينية:
- الحصول على شرف تحقيق بشارة النبي -صلى الله عليه وسلّم- بفتح القسطنطينية.
- الوصول إلى هدف الأجداد القادة المسلمين بفتح القسطنطينية.
- إثبات كفاءة السلطان محمد الثاني واستحقاقهِ لخلافة المسلمين.
نتائج فتح مدينة القسطنطينية
من النتائج التي ترتبت على فتح مدينة القسطنطينية:
- نتج عن فتح مدينة القسطنطينية دمج الجهتين الجنوبية الآسيوية والشمالية الأوروبية للدولة العثمانية الإسلامية .
- تحول العاصمة من مدينة أدرنة إلى مدينة القسطنطينية، والتي أصبحت تعرف بدار السعادة، وإسلام بول، ولكن الاسم المعروف لها الأستانة، وقد عرفت رسمياً بإسطنبول، وما زالت تعرف بهذا الاسم.
- أصبحت القسطنطينية بعد الفتح مركزًا أساسيًا عسكريًا في جهتي الشرق والغرب، وتواصلت الفتوحات حتى وصلت إلى شواطئ البحر الأسود الشمالي، ومنطقة روسيا، وإلى اليونان، والبحر الأبيض المتوسط.
- نال السلطان محمد الثاني لقب الفاتح؛ وذلك بسبب فتحه لمدينة القسطنطينية.
- جعل محمد الفاتح مدينة القسطنطينية عاصمة له، وسماها باسم إسلام بول، وتعني دار الإسلام، وأعطى سكان هذه المدينة من غير المسلمين حرياتهم الدينية، كما سمح بعودة من خرجوا منها قبل سقوطها في يده.