طريقة سهلة لحفظ الأربعين النووية للكبار في رمضان
طريقة سهلة لحفظ الأربعين النووية في رمضان
حظي كتاب الأربعين النووية بعناية لعله لم يحظ بمثلها كتاب آخر، وانتفع به خلق كثير من الكبار والصغار، ولعل الله -عز وجل- يسر ذلك بلطفٍ منه لأسباب لا يمكن الجزم بها، ولكن لعل منها إخلاصَ مؤلفه وحسنَ انتقاء أحاديثه الجامعة، وما زال العلماء والمشايخ يحفِّظون هذا الكتاب للطلبة صغاراً وكباراً، وهو جدير بالحفظ لما فيه من أصول الدين العامة التي يحسن أن يعرفها كل مسلم.
برنامج رمضاني لحفظ الأربعين النووية بإتقان
من المناسب اغتنام مواسم الطاعات بالخير، وأحسن ما يمكن ملء الوقت به هو الانشغال بالعلم سعياً في معرفة السبيلِ الموصلة إلى رضى الله -سبحانه-، وهذا برنامجٌ سهلٌ لحفظ الأربعين النووية في رمضان بإتقان لا يحتاج كثير عناء أو وقت بإذن الله -تعالى-:
أخلص نيتك لله عز وجل
ولا تجعل لك قصداً من الحفظ إلا تحصيل العلم تقرباً إلى الله -سبحانه-، فإن ذلك يعينك على الحفظ ويقربك من توفيق الله لك ويرفع من همتك وإرادتك، وكم من عمل عظمته النية، وكم من عمل صغرته النية.
تقسيم الكتاب إلى ثلاثة أقسام
كتاب الأربعين النووية يحتوي على اثنين وأربعين حديثاً، فلو جعلناه مقسماً إلى ثلاثة أقسام فسيكون كل قسمٍ أربعة عشر حديثاً، وهذا معناه أن من حفظ في كل يوم حديثين فإنه سينهي الأربعين النووية في ثلاثة أسابيع فقط. وهذا البرنامج الذي يحسن افتراضه والعمل عليه، ليبقى عندنا في رمضان وقتٌ لإكمال التقصير إن حصل، ولتكون أكثر تفرغاً للعبادة في العشر الأخير.
بعد الفجر حديث
إذا كان كثير من الناس لا يصلون الفجر في أول وقتها في غير رمضان، فإن أكثرهم يصليها في المسجد في رمضان، وبين أذان الفجر والصلاة وقت انتظار لا يقل عن عشرين دقيقة، فمن اغتنم هذا الوقت الذي ينتظر فيه الصلاة بحفظ حديث من الأربعين فإنه وقت كافٍ لذلك وزيادة، وبذلك يتحقق حفظ نصف المقرر اليومي.
بعد العصر حديث
عادة ما يكون الناس بعد العصر قد انتهوا من أعمالهم فمن كان في وظيفته عاد منها، وهذا الوقت مناسب للحفظ أكثر من غيره، لخلوِّ المعدة من الطعام، وقدرة الذهن على التركيز، فمن جعل هذا الوقت لحفظ الحديث الثاني فسيجد أن الأمر سهل جداً بإذن الله، ويمكن تخصيص وقت الانتظار بين الأذان والإقامة لذلك.
مراجعة المحفوظات قبيل النوم
أحسن الأوقات لتثبيت الحفظ في الذاكرة هو تكرار المعلومات قبيل النوم؛ لأن الدماغ سيظل منشغلاً في الغالب بما كان آخر عهد الشخص في يقظته وقبيل نومه، حتى أن كثيرين يجدون أنفسهم يكررون ما ناموا عليه عندما يستيقظون، والمراجعة لن تستغرق وقتاً طويلاً أبداً، فنحن نتكلم عن مراجعة حديثين يومياً فقط.
اتخذ لك صاحباً يتقاسم معك برنامج الحفظ
من المسلمات أن الإنسان إذا كان منفرداً؛ فإن احتمال تسلل الفتور إليه أكبر من أن يكون معه آخر يعينه ويذكره ويتنافس معه، ومن المناسب أن هذا الشخص قريباً منك كأخٍ أو أختٍ أو زوجٍ أو صديق كثير التواصل؛ فذلك أدعى للاستمرار وعدم التكاسل، فالمرء قويٌّ بإخوانه، وجوُّ التنافس يزيد من الهمة والعزيمة كثيراً.
اجعل نسخة في جيبك أو جوالك
حاول أن تكرر ما حفظته في كل وقت فراغ ذهني، كأن تكون ماشياً في طريق فيمكنك مراجعة ما حفظت، فإذا غابت عن ذاكرتك كلمة فيمكنك مراجعتها بسهولة من النسخة التي معك، ويمكن أن تكون نسخة إلكترونية في جوالك؛ وذلك أيسر من نسخة ورقية، وأبعد عن نسيانها بعيدة عنك، ففي أيامنا سهل أن ينسى أحدنا أي شيء إلا جواله.
الاستماع لتسجيل صوتي للكتاب
ستجد الكتاب مسجلاً بأصوات أشخاص كثيرين، يمكن انتقاء المناسب منها، فإذا وجدت وقتاً مناسباً لسماع الكتاب بين الحين والآخر فسوف يساعدك هذا على الحفظ، بتذكر ما حفظ وتثبيته، وبالاطلاع على لم يُحفظ بعد فيصير قريباً من الذهن بالتكرار، فيسهل بذلك حفظه وقت الحفظ.
برنامج مراجعة في العشر الأخير
إذا انتهيت من الحفظ في ثلاثة أسابيع وذلك يسير بإذن الله عز وجل، فاجعل وقت العصر في العشر الأخير لمراجعة أربعة عشر حديثاً يومياً، وبذلك ستراجع الأربعين النووية ثلاث مرات قبل نهاية رمضان من غير أن تحتاج وقتاً طويلاً.
فكرة تحفيزية تفاعلية
من المفيد لمن يخشى على نفسه التكاسل وعدم الاستمرار أن ينشئ مجموعة على تطبيقٍ ما "كالواتس أب" مثلاً، يجمع فيها عدداً من أقارب وأصدقاء يتشارك معهم البرنامج السابق، بطريقة إرسال حديثين يومياً على المجموعة مع إشعارات بأوقات الحفظ والمراجعة، والله الموفق.