طريقة ذبح البقر
الطريقة الإسلامية لذبح البقر
وردت كثير من الأدلة التي تُبين حث الإسلام على الرفق بالحيوان، وأن يذبح بالطريقة الشرعيَّة، التي تضمن تجنُّب شعوره بعذابٍ أو ألم، فالله عز وجل رحيم بمخلوقاته من إنسان وحيوان وكل ذي روح، وقد أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمراعاة حقوق الحيوان قبل وأثناء ذبحه، بل والإحسان إلى الذبيحة خلال ذبحها، ف عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ)، أمَّا فيما يتعلق بالطريقة الإسلاميَّة لذبح البقرة، فتكون بسكينِ حادَّة قويَّة، حتى لا تتعذب الذبيحة، و يُسمِّي الله عند الذبح، فيقول: باسم الله، والله أكبر، ثمّ يبطح البقرة ويسدحها على جنبها الأيسر، ويضع قدمه فوق رأسها ليستطيع تثبيتها، ثمّ يُمسك رأسها بيده ويذبحها بقطع الحلقوم والمريء والودجين( العرقين المحيطين بالحلقوم والمريء) ، وهو الأفضل والكمال في طريقة الذبح.
طريقة ذبح البقر للمبتدئين
يُمكن توضيح خطوات ذبح البقر للمبتدئين كما يلي:
- ذكر الذابح اسم الله عز وجل قبل البدء بالذبح، وعدم الاكتفاء باستخدام آلة تسجيل لذكر التسمية، ولا يؤثم إن تركها ناسيًا.
- اختيار الطريقة المناسبة والمفضلة شرعًا للحيوان المراد ذبحه، من الطرق الآتية:
- الذبح: تُعدّ هذه الطريقة هي الأفضل شرعًا لذبح البقر والغنم والطيور وأمثالها، إذ تتم بقطع الحلقوم والمريء والودجين.
- النحر: في هذه الطريقة يُطعن الحيوان في اللبة وهي الحفرة التي توجد في أسفل العنق، وهي الأنسب لذبح الإبل ونحوها، كما وتجوز لذبح البقر.
- العقر: يجري العقر بإصابة الحيوان غير المقدور عليه وجرحه في أي مكان من جسده، فإن وصل إليه الصائد وكان ما يزال حيًا ينبغي عليه ذبحه أو نحره.
- اختيار أداة ذبح مناسبة، بحيث يكون نصلها حادًا ويدها مثبتة جيدًا.
- ستر السكين عن الحيوان المُراد ذبحه فلا تُحدّ أمامه.
- تجنب ذبح الحيوان أمام حيوانٍ آخر، والابتعاد عن تعذيب الذبيحة، بحيث لا يُقطع أي جزء من أجزائها، ولا تسلخ أو تغطس بماء ساخن.
- سلخ بعد الذبح مباشرةً والتأكد من تصفيتها من الدّم وخروج الروح.
سنن الأضحية قبل الذبح
لذبح الأضحية آداب وسنن، هي كالآتي:
- سن السكين أو تحديد الشفرة أو الأداة المراد الذبح بها.
- تمرير السكين بقوة كبيرة ذهابًا وإيابًا، ليذبح بسرعة.
- توجيه الذبيحة إلى القبلة، واستقبال الذابح لها.
- التسمية عند الذبح وهي مستحبة، ويُكره تركها عمدًا.
- استحباب النحر للإبل، والنحر هو قطع اللبة في أسفل العنق، والذبح للبقر والغنم وهو قطع الحلق أعلى العنق، ويُعنى الحلقوم والمريء.
- وضع الأضحية على جنبها الأيسر وترك رجلها اليُمنى وشد قوائمها الثلاث.
- عدم الزيادة في القطع، أو سلخ الجلد، أو كسر الفقار، وعدم قطع أي عضو، أو تحريك الذبيحة، أو نقلها إلى مكان، أو أن يُمسكها كي لا تضطرب، بل يتركها حتى تخرج الروح.
- سوّق الذبيحة إلى مكان الذبح برفق، وبطحها على جنبها برفق، وإعطاؤها الماء قبل الذبح، وعدم إظهار أداة الذبح لها، ولا تُذبح أمام حيوان آخر.
مميزات الذبح الإسلامي
تشمل طريقة الذبح الشرعية العديد من المزايا وهي كالآتي:
- إراحة الحيوان وخروج روحه بسرعة من خلال قطع عنقه بأداة حادة جدًا؛ إذ يؤدي إلى إحداث نزيف شديد، ويتسبب بانقطاع تدفق الدّم إلى المخ، وغياب الحيوان عن الوعي وتصفية دمه في غضون دقيقتين، ويموت دون أن يشعر بأي ألم على الإطلاق، وتوجد العديد من الدراسات التي أثبتت أنَّ هذه الطريقة هي أفضل طرق ذبح الحيوانات ومنها البقر.
- إخراج كل دم الذبيحة من أنسجة الحيوان وعروقه، إذ تؤكد الأبحاث العلميَّة أنَّ عدد البكتيريا باللحوم التي ذبحت على الطريقة الإسلاميَّة يصل في الغرام الواحد إلى سبعة آلاف، بينما يصل إلى أكثر من عشرين مليونًا في اللحوم المذبوحة بالطرق الأخرى؛ إذ أنَّ هذه الطرق تؤدي إلى موت الحيوان قبل الذبح فيتجمع الكثير من الدم في الذبيحة، وهو مضر بصحة الإنسان.
- السّرعة في إزهاق الروح، وهذه الطريقة تُعدُّ أقل ألما وعذابًا للحيوانات من الطرق الأخرى؛ وتراعي حق الحيوان بعدم تعرضه للتعذيب، وهذا من عظيم رحمة الله بخلقه.
طرق ذبح البقر غير الشرعية
هناك طرق عدة غير شرعية لذبح البقر ومنها ما يلي:
الصعق، وتوجد عدة طرق مختلفة لصعق الحيوان ومنها ما يلي:
- الصعق الكهربائي، وذلك بضرب الحيوان بعصاه يمر خلالها تيار كهربائي، وتكون الضربة على دماغ الحيوان فيؤدي إلى فقدانه للوعي.
- إطلاق مسمار معدني من خلال مسدس على رأس الذبيحة ليفقدها الوعي.
- القتل بالغاز، وذلك باستخدام مزيج من غازات تؤدي إلى أن يفقد الحيوان وعيه.
الطعن، ويكون بعد صعق الذبيحة، فيُؤتى بالحيوان ويربَّط ويعلَّق من رجليه ويرفع عن الأرض، وثم تقطع رقبته باستخدام سكين حادَّة فتتقطع الأوعية الدمويَّة المتصلة بالرقبة والصدر وهي التي تغذي الدماغ فبالتالي يفقد الحيوان الدم بسرعة ممَّا يؤدي إلى موته.
الخلاصة
تُعرف الأضحية كأحد مظاهر عيد الأضحى ، وهي كل ما يذبح تقربًا إلى الله عز وجل في أول أيام عيد الأضحى المبارك وأيام التشريق الثلاث، اقتداءً بنبي الله إبراهيم عليه السلام، وهي شعيرة من شعائر الله، ومن أعظم العبادات والطاعات، وقد حرص رسول الله صلى الله وسلم عليها وحثّ المسلمين على أدائها، فنزلت الكثير من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة الّتي دلَّت على أهميَّة الرفق بالحيوان عند الذبح، وأوضحت الطرق المؤديَّة لذلك، حتى لا تتسبب بأي ألم أو عذاب له.