طريقة الدعاء
طريقة الدعاء
يسعى كثير من الناس إلى البحث عن طريقة ليستجاب بها دعاؤهم، فالجميع لديه حاجات يريد أن تقضى عنه، والله -جل جلاله- قد وعد عباده بأن يستجيب دعاءهم، فقد قال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، ووصف نفسه أيضًا بأنه قريب من عباده، فقال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)، والله لطيف لا يخلف الميعاد.
وفي الحقيقة فإن كل دعاء يدعو به العبد مستجاب، ولكن تختلف طريقة الإجابة، وذلك بما يقدره الله من مصلحة العبد، بأن يعطيه دعاءه، أو يصرف عنه شرًا، أو أن يدخره له ليوم القيامة، وكل دعاء يدعوه الشخص بقلب صادق وهو موقن بالإجابة مستجاب، ما لم يدع بإثم أو قطيعة، لذا فليس هناك سبيل للدعاء غير صدق القلب فهو أحرى للإجابة.
وفي الحقيقة فليس هناك طريقة معينة للدعاء، وإنما للإنسان أن يدعو الله بأي شيء وعلى أي حال، ولكن هناك أسباب تعين على الاستجابة، وموانع تحول دون استجابة الدعاء وهي التي سنبينها في هذا المقال.
أسباب استجابة الدعاء
إن أهم سبب من أسباب استجابة الدعاء الحرص على فعل الخيرات والابتعاد عن المنكرات، وقد ذكر العلماء مجموعة من أسباب استجابة الدعاء، ونذكر أهمها من خلال النقاط الآتية:
- إن من أسباب استجابة الدعاء الأكل الحلال، والابتعاد عن الحرام بكل أنواعه.
- من أسباب استجابة الدعاء كذلك الإلحاح في الدعاء والتذلل والانكسار لله -سبحانه وتعالى-، مع الثناء على الله في الدعاء.
- من أسباب استجابة الدعاء الصوم؛ فإن من فضائله أنه سبيل لاستجابة الدعاء، فقد بين العلماء أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد، وأن دعاءه إجمالًا مجاب -بإذن الله-.
- من أسباب إجابة الدعاء اليقين مع حياة القلب، فإنه لا يجاب دعاء الغافل، كما أن سرعة الاستجابة لأوامر الله، واجتناب نواهيه، والإحساس بمعيته، وكثرة ذكره مما يعين على سرعة إجابة الدعاء.
- ومن أهم أسباب استجابة الدعاء تحري الأوقات التي يكون فيها الدعاء مجابًا، ومنها: الدعاء عند المطر، وعند السفر، وبين الأذان والإقامة، ودبر الصلوات المكتوبة، وعند فراغ الإمام من الفاتحة وقبل التأمين، وغير ذلك من أوقات استجابة الدعاء.
- من أسباب استجابة الدعاء ثقة المسلم بأن الله -تعالى- سوف يجيب دعاءه، فإن الله قريب من عباده، ويعلم ما يريدونه، فلا بد أن يكون العبد واثقًا بربه، متوكلًا عليه، وعالمًا بأن كل شيء بيده، ويثق أنه لن يرده صفر اليدين من الدعاء.
موانع استجابة الدعاء
بيّن العلماء أن هناك مجموعة من الأمور التي تمنع استجابة الدعاء، وأهما هذه الأمور ما يلي:
- أن يأكل الشخص المال الحرام، فقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وأن المال الحرام سبب لعدم استجابة الدعاء.
- من موانع استجابة الدعاء كذلك فعل المعاصي والمحرمات، فإن المعاصي سبب لبغض الخالق للمخلوق، ونزول منزلة العبد عند خالقه.
- ومن موانع إجابة الدعاء أيضًا أن يكون العبد تاركًا لأوامر الله، ومهملًا للواجبات، التي أوجبها الله على عباده.
- إن من موانع إجابة الدعاء أيضًا استعجال الإجابة، وذلك بأن يدعو الشخص فلا يرى إجابة فيترك الدعاء لأنه لم يستجب له عاجلًا، فلا بدّ أن يظهر الإنسان الافتقار لله -تعالى-، والتذلل له، والنقياد له، ويفهم حكمته في تأخير الإجابة فلا يترك بابه ولو تأخرت الإجابة.
- من موانع إجابة الدعاء أيضًا الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، كدعاء الشخص على الآخر بأن يصبح زانيًا مثلًا، أو أن يدمن الخمر، أو أن يكون كافرًا، فهنا إن استجاب الله الدعاء ومات شخص على الكفر مثلًا باء الداعي بالإثم.
- إن من موانع الإجابة كذلك ترك الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد ورد أن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء إلى السماء حتى يصلي العبد على النبي.
- أن يكون الشخص ظالمًا، فإن وقوع الظلم من الشخص يجعله غير مستجاب الدعوة، ولو كان يدعو على الظالمين.
ولا بد من الإشارة إلى أن العبد لا ينبغي له أن ييأس أو يترك الدعاء مهما بلغت ذنوبه، ومهما تأخرت الإجابة، فإن لله حكمة عظيمة في كل أمر يقدره، فلا بدّ أن يلزم المؤمن باب الله ويتذلل له ويكثر من الانكسار إليه ودعائه.