طريقة الاستغفار باليد
طريقة الاستغفار باليد
دلت الأحاديث النبويّة الشريفة أنّ السُنّة في الأذكار المشروعة العقد باليد؛ منها حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو-رضي الله عنهما- قَالَ: (رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَدِهِ)،وكذلك حديث يُسَيْرَةَ، وكانت من المهاجرات، قالت: قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ، وَاعْقِدْنَ بِالأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مسؤولاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ، وَلَا تَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ)، وفيما يلي بيانٌ لطرق الاستغفار باليد.
العدّ بالأصابع
فسّر الملا علي القاري قوله -عليه الصلاة والسلام- (وَاعْقِدْنَ بِالأَنَامِلِ) أي الأصابع من باب إطلاق البعض وإرادة الكلّ،وقال المناوي: "هذا ظاهرٌ في عقد كلّ أصبع على حدّته، لا ما يعتاده كثيرٌ من العدّ بعقد الأصابع"،ومراده بعقد الأصابع أي: مفاصلها، "وَالْعَقْدُ بِالأَْصَابِعِ أَنْ يَعْقِدَهَا ثُمَّ يَفْتَحَهَا"، فالعقد بالأصابع يكون بضمّ كلّ إصبعٍ لوحده لباطن الكفّ، ويقول مثلا: أستغفر الله، أو أي ذكرٌ مشروعٌ آخرٌ، وكلّ إصبعٍ يُعدُّ مرَّةً واحدةً، وحين الانتهاء من ضمّ كلّ أصابعه يعود ويفتحها كلٌّ على حدةٍ ويقول الذّكر، وهكذا.
العدُّ بالأنامل
الأنامل: رؤوس الأصابع أي أطرافها، قال ابن علان: محتملٌ أنّ المراد أن يكون العدُّ بالأنامل نفسها، وهو ما قال عنه ابن حجر أنّه الأقرب، وهذه الطريقة شبيهةٌ بالعقد بالأصابع، ولكنّ العدّ هنا يكون برؤوس الأصابع وذلك بوضع الإبهام على كلّ أُنملةٍ.
العدُّ بالمفاصل
العقد بمفاصل الأصابع وهو معروفٌ مشهور في زماننا، ففي كلّ إصبعٍ ثلاثة مفاصل، ويكون العدّ بوضع الإبهام في كلّ ذكرٍ على مفصلٍ، ويستطيع المرء أن يزيد في كلّ مفصلٍ ما يريد من الأعداد؛ بحيث يصل إلى العدد المعين الذي يريد.
العدُّ باليد اليمنى أم اليسرى؟
السُّنة أن تكون الأذكار المشروعة باستخدام اليد اليمنى؛ ففي روايةٍ لحديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: (رأيتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يَعقِدُ التَّسبيحَ)، قال ابنُ قُدامةَ: (بيمينِه)، والروايات الأخرى للحديث ليست فيها هذه الزيادة، ولذلك اختلف العلماء المعاصرين على أقوال:
- قول الشيخ الألباني -رحمه الله-: إنّ السنَّة التسبيح باليمنى، ولا يجوز التسبيح معها باليسرى.
- قول الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-: إنّ السنَّة ا لتسبيح باليدين ، وعدم اقتصار التسبيح على اليمنى.
- قول علماء اللجنة الدائمة: إنّ الأفضل التسبيح باليمنى، وجواز التسبيح معها باليسرى.
وممّا لا شكّ فيه أنّ استخدام اليمنى أفضل وأكمل، وقد (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في طُهُورِهِ، وتَرَجُّلِهِ، وتَنَعُّلِهِ)، فقد جاء في فتوى اللجنة الدائمة: "الأمر في ذلك واسعٌ، ولا حرج في استعمال أنامل اليدين جميعًا كما هو ظاهرٌ من حديث يسيرة المتقدم، ولكنّ استعمال أنامل اليد اليمنى في ذلك أفضل".
العدّ بالسُّبحة
أجاب الشيخ ابن العثيمين -رحمه الله- على سؤالٍ عن التسبيح بالمسبحة هل هي بدعة ؟ فأجاب: التسبيح بالمسبحة ليس ببدعةٍ، ولا حرج فيه؛ لأنّ له أصلًا؛ وهو تسبيح بعض الصحابة بالحصى.