طرق لزيادة وزن الحامل النحيفة
هل هناك طرق لزيادة وزن الحامل النحيفة؟
إنّ عدم اكتساب الوزن الكافي خلال الحمل أو انخفاض وزن الحامل عن المعدّل الطبيعيّ قبل الحمل قد يؤدي إلى أن تكون الحامل نحيفة، وقد يترتب على ذلك ارتفاع فرصة انخفاض وزن الجنين عند الولادة بحيث يكون وزنه أقل من 2.5 كيلوغرامًا، مما قد يستدعي بقاء الجنين في المستشفى لعدّة أيّام بعد الولادة، بالإضافة إلى أنّ انخفاض وزن الحامل قد يؤدي إلى انخفاض مستوى السكّر في الدم لدى الطفل الرضيع وصعوبة إرضاعه.
تُنصح الحامل في حال عدم اكتساب الوزن الكافي خلال الحمل على الرغم من الحصول على السعرات الحراريّة المُوصى بها بتناول المزيد من الطعام بهدف اكتساب المزيد من الوزن، ونبين فيما يأتي بعض الطرق التي قد تساهم في زيادة وزن الحامل النحيفة بشيءٍ من التفصيل:
زيادة عدد الوجبات المتناولة على مدار اليوم
يُنصح بتقسيم الوجبات اليوميّة إلى ما يتراوح بين 5-6 وجبات صغيرة عوضًا عن ثلاث وجبات كبيرة، مع الحرص على عدم تخطي بعض الوجبات.
اتباع نظام غذائي صحي
يُشار إلى أنّ معظم الأطعمة آمنة خلال الحمل مع ضرورة الحذر من تناول بعض الأطعمة وتجنّب بعضها بشكلٍ تام خلال الحمل، كما يُنصح باتّباع نظام غذائيّ صحيّ ومتوازن يحتوي على الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، والحدّ من تناول الدهون.
وفي سياق الحديث نبين أنّ اكتساب الوزن بمعدل طبيعيّ خلال الحمل يكون ببطء وبشكلٍ تدريجيّ، ويدل على اكتساب الجنين للعناصر الغذائيّة الضروريّة خلال الحمل ونموه بمعدل طبيعيّ، لذلك يجدر استبدال النظام الغذائيّ بنظام غذائيّ أكثر ملائمة للحمل في حال كان انخفاض الوزن في الحمل ناجمًا عن اتّباع نظام غذائيّ غير مناسب.
معرفة عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم
لا تحتاج المرأة الحامل رفع عدد السعرات الحراريّة المُكتسبة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أو ما يُعرف بالثلث الأول من الحمل، إذ تبدأ الزيادة من الثلث الثاني من الحمل ويتم ذلك بإضافة ما يقارب 340 سعرة حراريّة يوميًا إلى النظام الغذائيّ، بينما تحتاج الحامل لإضافة 450 سعرة حرارية إضافية في اليوم مع بداية الأشهر الثلاثة الأخيرة أو الثلث الأخير من الحمل.
اختيار الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والعناصر الغذائية
قد تفقد المرأة الحامل الشهية في بعض مراحل الحمل ويُنصح في هذه الحالة ب التركيز على الأطعمة الغنيّة بالسعرات الحراريّة ؛ لتعويض النقص في السعرات الحراريّة، بالإضافة إلى الحرص على اختيار الأطعمة الغنيّة بالألياف، والبروتينات، والدهون الصحيّة، وفيما يأتي بيان بعض الأمثلة على هذه الأطعمة:
- خبز الحبوب الكاملة.
- المكسرات.
- الأفوكادو.
- زبدة الفول السودانيّ.
- الأسماك الدهنيّة مثل السلمون.
- زيت الزيتون.
- البازلاء.
- الفاصوليا.
- الشوفان.
- الأرز البنيّ.
- النشويات مثل حبوب الإفطار والمعكرونة.
- اللحوم أو الدواجن الخالية من الدهون.
- الفواكه المجفّفة.
- البيض.
- الجبن.
تجنب الأطعمة غير الصحية
يُنصح بتجنّب الأطعمة غير الصحيّة والتي تحتوي على سعرات حراريّة عالية وفوائد غذائيّة منخفضة خلال فترة الحمل، إذ تساهم هذه الأطعمة في زيادة الوزن فقط دون الحصول على العناصر الغذائيّة، وما تحتاجه المرأة الحامل والجنين في هذه المرحلة هو اكتساب الوزن بالتزامن مع الحصول على العناصر الغذائيّة الضروريّة.
وفي الحقيقة تكون الأطعمة غير الصحية غنيّة بالدهون المشبعة والسكّريات مثل الحلويات، والمشروبات السكريّة، والكعك، ومن الجدير بالذكر أنّه تمّ ربط النظام الغذائيّ الغنيّ بالسكريات والدهون المشبعة خلال الحمل بارتفاع فرصة إصابة الجنين بارتفاع سكّر الدم وارتفاع ضغط الدم في مراحل لاحقة من حياته.
اختيار المشروبات الصحية عالية السعرات
توجد بعض المشروبات الصحيّة الغنيّة بالسعرات الحراريّة وليست كتلك التي يُنصح بتجنّبها خلال الحمل، ومن المشروبات الصحيّة خلال الحمل العصائر المضاف إليها الحليب كامل الدسم، أو بديل الحليب المضاف إليه البروتين.
عدم الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية
يُشار إلى أنّه من الضروري المحافظة على النشاط البدنيّ أثناء الحمل، ولكن تجدر الموازنة بين ممارسة الرياضة وبين الحصول على الراحة الكافية، لذلك يُنصح ب اتباع تمارين رياضية مناسبة للحامل مع عدم تجاوز المعدّل الطبيعيّ المُوصى به من التمارين الرياضيّة والمتمثل بما يقارب 30 دقيقة من التمارين الرياضيّة لمدة 4 أيام في الأسبوع على الأقل.
مقدار الزيادة الطبيعية في الوزن خلال الحمل
يُقدّر المعدّل الطبيعيّ لاكتساب الوزن خلال الحمل بشكلٍ عام بما يتراوح بين 11-16 كيلوغراماً مع وجود اختلاف في مقدار الزيادة اعتمادًا على وزن المرأة قبل الحمل؛ ففي حال كانت الحامل تعاني من زيادة الوزن قبل الحمل فسوف تحتاج إلى اكتساب مقدار أقل من الوزن، وفي حال كانت تعاني من نقصانٍ في الوزن قبل الحمل فيُنصح باكتساب المزيد من الوزن.
كما تؤثر بعض العوامل الأخرى في هذه الزيادة؛ ففي حال الحمل بتوأم أو أكثر فيجب اكتساب المزيد من الوزن أيضًا، ويُشار إلى أنّ اكتساب الوزن بالقدر المُوصى به خلال الأشهر الأولى من الحمل يؤثر بشكلٍ ملحوظ في صحة الجنين، ونبين فيما يأتي المقدار التقريبيّ المُوصى به لزيادة الوزن خلال الحمل اعتمادًا على وزن المرأة قبل الحمل:
- اكتساب ما يتراوح بين 13-18 كيلوغراماً في حال كانت الحامل تعاني من انخفاض الوزن عن المعدّل الطبيعيّ قبل الحمل.
- اكتساب ما يتراوح بين 11-16 كيلوغراماً في حال كان وزن الحامل طبيعيًّا قبل حدوث الحمل.
- اكتساب ما يتراوح بين 7-11 كيلوغراماً في حال كانت الحامل تعاني من زيادة الوزن قبل الحمل.
- اكتساب ما يتراوح بين 5-9 كيلوغرامات في حال معاناة الحامل من السُمنة قبل الحمل، وفي بعض الحالات قد يوصي الطبيب في هذه الحالة بعدم اكتساب المزيد من الوزن.
ومن الجدير بالذكر أنّه يتمّ اكتساب الوزن خلال الحمل ببطء وعلى طول فترة الحمل، وفي حال ملاحظة زيادة الوزن بصورة سريعة، أو توقف زيادة الوزن لمدّة أسبوعين متواصلين تجدر مراجعة الطبيب، وفي سياق الحديث نبين أن الزيادة الطبيعية الملحوظة في الوزن تكون عادةً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، ويوصي الأطباء بأن تكون زيادة الوزن بحسب أشهر الحمل كما يأتي، علمًا بأنّ هذه القيم تختلف بين النساء:
- بين 0.5-1.8 كيلوغرام في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
- بين 0.9-1.8 كيلوغرام في كل شهر من باقي أشهر الحمل.
وصفات لزيادة وزن المرأة الحامل
تعتبر الوصفات الآتية مصدرًا مغذيّاً وغنيًّا بالسعرات الحراريّة والتي قد تفيد في زيادة الوزن خلال الحمل:
- الشوفان المُضاف إلى كأس من الحليب يساهم في اكتساب 226 سعرة حراريّة تقريبًا، ويتمّ تحضيره بطبخ الشوفان وإضافة كوب من الحليب الخالي من الدسم.
- البيض المسلوق مع فطيرة مغطاة بالفواكه يُساهم في اكتساب ما يعادل 140 سعرة حرارية تقريبًا، ويتمّ تحضيرها بإضافة بيضة مسلوقة، وفراولة متوسطة الحجم إلى نصف فطيرة مصنوعة من القمح الكامل.
- مزيج التفاح، واللوز، والجبن ويتم تحضير المزيج بإضافة تفاحة كبيرة مقطعة إلى شرائح إلى 14 حبّة من اللوز، ونصف كوب من الجبنة، وتساهم هذه الوصفة في اكتساب 305 سعرات حرارية تقريبًا.
- لبن الزبادي مع التوت البري، ويتمّ تحضيره بإضافة نصف كوب من التوت البري إلى 470 مليليتر من اللبن، وتساهم هذه الوصفة في الحصول على 131 سعرة حراريّة تقريبًا.
ويجدر التنويه إلى ضرورة أن تحرص الحامل على سلامة الغذاء وتجنب استخدام الحليب والأجبان غير المبسترة، والبيض النيء، وأي طعام قد يُسبب لها الحساسية واستشارة الطبيب في هذه الحالة.
ملخص المقال
يساهم اكتساب الوزن ضمن الحدود الموصى بها خلال فترة الحمل في المحافظة على سلامة الحمل والجنين وضمان حصوله على العناصر الغذائيّة الضروريّة، ويختلف مقدار الزيادة الموصى بها بين النساء الحوامل اعتمادًا على وزن المرأة قبل الحمل؛ فقد تحتاج المرأة التي تعاني من انخفاض الوزن عن المعدّل الطبيعيّ قبل الحمل إلى اكتساب المزيد من الوزن خلال فترة الحمل، وفي المقابل تحتاج المرأة التي تعاني من الوزن الزائد قبل الحمل إلى اكتساب مقدار أقل من الوزن خلال فترة الحمل، ويجدر التنويه إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال ملاحظة حدوث زيادة غير طبيعيّة في الوزن أو في حال انخفاض وزن الحامل عن المعدل الطبيعيّ.