طرق تدريس رياض الأطفال
استعمال الوسائل التعليمية الحديثة
تلعب الوسائل التعليمية (بالإنجليزية: Teaching Aids) دور مهم في العملية التعليمية ، إذ تعزز وتطور المهارات المكتسبة لدى الطفل بما يتعلق بالقراءة والكتابة والفهم والاستيعاب والتحليل والاستنتاج، فهي تخاطب حواس الطفل جميعها من سمع وبصر ولمس، كما وتقلل من أجواء الجمود داخل الغرف الصفية قدر الإمكان، ومن ناحية أخرى تعد الوسائل التعليمة مهمة لدعم المعلم لما توفره من مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب .
المجسمات التعليمية
تعد المجسمات التعليمية (بالإنجليزية: Educational Models) إحدى الوسائل المستخدمة ضمن العملية التعليمية الحديثة خاصة ضمن مجالات العلوم والأحياء والجغرافيا، إذ يعرض المجسم مع طرح المعلومات أو الخبرات، وأهم هذه المجسمات:
- في مجال الأحياء: مجسمات أعضاء الإنسان، مجسمات أشكال النباتات، مجسمات الحيوانات وأنواعها.
- في مجال العلوم: شكل الذرة، مجسم شكل المجرة وتوزع الكواكب، مجموعات النجوم وأشكالها (ذات الكرسي والدب الأكبر والجدي).
- في مجال الجغرافيا: مجسمات الجبال والتلال والبراكين والصخور.
أهم ما يميز هذه المجسمات من الناحية التعليمية:
- توفير خبرة تعليمية للطفل مشابهة للواقع.
- التعامل مع الحواس المختلفة.
- مراعاة الفروق الفردية للطفل لأن هذه المجسمات تخاطب البصر واللمس والسمع.
- توفير تكلفة مالية، إذ تعد المجسمات التعليمية بديل مناسب عن الرحلات الموجهة لمواقع تواجد الخبرات الحقيقية، خاصة في حال كان المرادف الحقيقي للمجسم في أماكن بعيدة عن مكان تواجد الطلاب.
- توفير خبرة تفاعلية سريعة للطفل، إذ إن إعطاء المعلومة للطفل مع توفير المجسمات يعزز عملية الإدراك والاستيعاب على عكس انتظار التفاعل مع الواقع لاحقًا.
- تنمية المهارات التفاعلية بين الطلاب، مما ينمي الجانب الاجتماعي خلال التفاعل الجماعي مع المجسم التعليمي.
البطاقات التعليمية
البطاقات التعليمية (بالإنجليزية: Flash Cards) أهم الطرق المستخدمة مع الأطفال، إذ تعزز هذه الطريقة مدة انتباه الطفل، وتطور قدراته على الفهم والاستيعاب من خلال إثارة القدرات البصرية الفكرية عن طريق عملية الربط بين المفهوم والبطاقة الدالة عليه سواء بطاقة لها محتوى كتابي أو صوري، إذ يقوم المعلم أو مقدم الخبرة بعرض البطاقة الدالة على مفهوم معين في الوقت نفسه الذي يعرض فيه المفهوم بشكل لفظي.
مثال: يعرض المعلم أو مقدم الخبرة معلومة عن نوع من أنواع الفواكه مثل التفاحة مع عرض بطاقة صورية لشكل التفاحة وأخرى كتابية، وغالبًا ما تستخدم هذه الطريقة بشكل كبير في تعليم الأطفال القراءة واكتساب اللغة. أهم ما يميز البطاقات التعليمية كطريقة تعليمية:
- انخفاض التكاليف المادية.
- سهولة التعامل معها ونقلها من مكان لآخر.
- استخدامها بعدة طرق ترفيهية مما يزيد من المتعة خلال العملية التعليمية؛ مثال ذلك استخدام البطاقات في لعبة المطابقة ما بين الصورة والكلمة.
- تقديم معلومات واضحة غير مبهمة، إذ إن البطاقات التعليمية واضحة المفهوم لا يشوبها أي نوع من التشويش أو الشك.
التعليم الإلكتروني
التعليم الإلكتروني (بالإنجليزية: E-learning) يوفر المعلم أو مقدم الخبرة للطفل المعلومات عن طريق استخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل شخصي، من خلال توفير روابط أو مواقع معينة يتم زيارتها والاستفادة من أهم المعلومات فيها، ومن ثم إعداد الملخصات من قبل الأطفال، وتعد هذه الطريقة ذات فعالية كبيرة مع أطفال الصفوف العليا؛ مراحل إعدادية وثانوية.
أما الأطفال في المراحل الأولى (ما قبل المدرسة والأساسي)، يمكن استخدام هذه الوسيلة لتحقيق أهداف نمائية عن طريق تعزيز التآزر الحركي البصري، وتطوير المهارات العقلية مثل حل المشكلات والفهم والاستيعاب والتحليل والتركيب كأهداف أساسية، مما يساهم في تحقيق الهدف التعليمي (الأكاديمي) بطريقة تفاعلية في الغرف الصفية.
أهم ما يميز هذه الطريقة:
- تنمية القدرة الاستقلالية والاعتماد على النفس.
- تطور مهارات إدارة المواقف والمشكلات.
- تنمية مهارات طلب المساعدة والتعاون خاصة في حال عدم القدرة على الفهم أو التعامل مع المصادر الإلكترونية.
وفيما يأتي بعض أساليب التعليم الإلكتروني:
الألعاب الرقمية
الألعاب الرقمية التعليمية (بالإنجليزية: Educational digital games) تستخدم من قبل المعلم كوسيلة من وسائل التشويق والإثارة بجعلها وسيلة للسباق أثناء الحصة التعليمية، او تستخدم كوسيلة للاستكشاف، وقد تكون على شكل تطبيقات على الهواتف الذكية أو تعرض عبر اللوح الذكي ويتفاعل معها الطالب مباشرة أثناء العرض التعليمي.
تظهر أهمية هذه الألعاب في:
- تعزيز قدرة الطفل على فهم واستيعاب القوانين، وبالتالي زيادة القدرة على الالتزام.
- تنمية مهارات الاستكشاف.
- تطوير الجانب الاجتماعي الأخلاقي من خلال احترام الطرف الآخر في اللعبة مع الحفاظ على روح المنافسة.
- تقديم التعزيز والتغذية الراجعة للطلبة، وبالتالي الحفاظ على مستوى تعليم إيجابي عالي.
الفيديوهات المصورة
يستخدم مقدم المعلومة سواء معلم أو غيره الفيديوهات كوسيلة توضيحية لما تم تقديمه من معلومات في نهاية الحصة التعليمية، أو كوسيلة تشويقية لشد انتباه الطلاب قبل عرض محتوى المادة التعليمية في بداية الحصة التعليمية، ويعتمد وقت تحديد العرض على طبيعة المعلومات إن كانت بحاجة لمعلومات قبلية أو لا.
الأنشطة الحركية والتمثيلية
يقوم المعلم بدمج مجموعة من الحركات أثناء عرض المعلومات والتي تساعد الطلبة على إعادة تركيزهم ونشاطهم وجذب انتباههم بطريقة أكبر، غالبًا ما تستخدم هذه الطريقة في مختلف المراحل دون استثناء.
أهم الطرق المستخدمة كنشاط حركي أو تمثيلي:
- محاكاة حركة كائن حي.
- محاكاة حركة الكواكب.
- تمثيل خبرة اجتماعية أو دينية.
- تمثيل ظاهرة طبيعية.
- استخدام الحركات في تمثيل مكونات الأعداد مثل القفز.
- استخدام حركات عشوائية بهدف إعادة النشاط للطلبة وكسر جمود المعلومات المقدمة.
- تغيير مكان تقديم المعلومة من الغرفة الصفية إلى المساحات الخارجية داخل أسوار المدرسة.
انتقاء طرق للتعامل مع الطفل
انتقاء طرق التعامل مع الطفل تعني الطرق المستخدمة من قبل المعلم ، لجذب ولفت انتباه الطالب قدر المستطاع والمتسقة مع ما لدى الطلبة من الفروق الفردية وطبيعة وسمات المرحلة العمرية، وعليه على كل معلم أن يتفهم خصائص المرحلة التي يتعامل معها بشكل جيد جدًا حتى لا تكون الطريقة المتبعة دون نتيجة أو هدف محقق.
استخدام أسلوب التشويق
يعتمد أسلوب التشويق بشكل كبير على إثارة حواس وتفكير الطالب قدر الإمكان أثناء العملية التعليمية، وحتى يكون هذا الأسلوب ذو نتائج مرجوة لا بد من مراعاة ميول الطلبة ورغباتهم قدر الإمكان والابتعاد عن التحيز، وأهم أساليب التشويق والتحفيز:
- المشاركة الفعالة بين الطالب والمعلم أثناء التجارب العملية.
- استخدام التشويق الغامض كطرح مسألة معينة وإعطاء الطلاب الوقت الكافي لحلها.
- منح الطلبة الفرصة في تبادل الأدوار في الفصل الصفي (يأخذ الطالب دور المعلم).
استخدام الطرق التعزيزية
التعزيز أحد الطرق التي يمكن من خلالها أن يتحكم المعلم بالعملية التعليمة والمتمثل بتقديم كل ما هو محبب للطفل (تعزيز إيجابي) أو سحب أمر منفر غير محبب (تعزيز سلبي) لتحقيق الهدف التعليمي.
وأهم الأمثلة على التعزيز في الفصل التعليمي:
- تقديم الهدايا التعزيزية.
- وضع اسم الطفل على لوحة الشرف.
- التواصل مع الأهل وتقديم المدح للطفل بشكل مباشر بما يحقق زيادة تقدير الذات والشعور بالثقة بالنفس.
- إتاحة الفرصة للطفل بعدم المشاركة في عملية تنظيف الفصل التعليمي الأسبوعية (تعزيز سلبي).
معاملة الطفل بلطف
تعد عملية معاملة الطفل بلطف من قبل المعلم من أهم المقومات التي تترك الأثر الإيجابي على العملية التعليمية وعلى نفسية الطفل:
- إظهار القدوة الحسنة باستخدام عبارات محببة للطفل؛ استخدام عبارات التقدير والشكر مع الحفاظ على الحزم والحدود.
- استخدام أسلوب حل المشكلات والابتعاد عن العنف الجسدي أو اللفظي، وإظهار السلوك اللطيف في حال وجود الصراع بين الأطفال (ضبط النفس من قبل المعلم).
- توفير وقت خلال يوم في الأسبوع لمشاركة الأطفال بعض الخبرات الشخصية وزيادة التفاعل الاجتماعي.
- الحفاظ على خصوصية الأطفال وأوضاعهم التعليمية واحترام قدراتهم العقلية.
- توفير وقت خاص للأطفال الذين يحتاجون لمناقشة بعض الاحتياجات الخاصة والمشكلات.
- الابتعاد عن المقارنات بين الأطفال.
التعلم التعاوني
هو الطريقة المستخدمة من قبل المعلم والتي يتم فيها تقسيم الطلبة لمجموعات صغيرة بحيث يتم إنجاز المهمة التعليمية بشكل مشترك بينهم، فكل طفل يكون مسؤول عن التوصل للنتيجة، وغالبًا ما يستخدم هذا النوع من الطرق التعليمة لرفع مستوى الأطفال ذو المستوى التعليمي المنخفض وزيادة خبراتهم التعليمية دون الشعور بالدونية أو الفروق الفردية، وتتم عملية تقسيم هذه المجموعات على الأسس التالية:
- التقسيم العادل؛ بحيث تضم كل مجموعة مستويات عالية ومتوسطة وضعيفة من القدرات التعليمية للطلبة.
- توزيع مهام تتطلب تفعيل مهارات الاستيعاب والتفكيك والتركيب بشكل متساوي بين الأطفال.
- التعبير الفردي عن التجربة التعليمية والنتائج التي تم التوصل إليها من قبل الطفل.
- توزيع المهام بحيث يكون لكل طفل مهمة معينة تحقق هدف واحد، إذ لا يجوز أن يتخلف طفل واحد عن القيام بما لديه من مهمة.
الخلاصة
تقوم العملية التعليمة بشكل أساسي على استخدام الوسائل التعليمة التي تساهم في تحقيق الأهداف التربوية والأكاديمية بصورة رئيسية، وأهم هذه الوسائل ما يخاطب العقل والحواس في الوقت ذاته كاستخدام مجسمات الكواكب أو بطاقات أسماء أو صور الأشياء أو الموارد التقنية مثل الفيديوهات إلى جانب الوسائل الحركية والنمذجة والتعلم عن طريق التمثيل والدراما.