طرق التعبير عن المشاعر
طرق التعبير عن المشاعر
هُنالك العديد من الطرق التي تُساعد المرء على البوح بمشاعره الصادقة والتعبير عنها، ومنها ما يأتي:
كتابة الرسائل والخطابات
قد يرى البعض كتابة الخطابات والرسائل الوديّة التي تحمل في جعبتها أصدق المشاعر وأعمقها من الأساليب الرومانسيّة القديمة، إلا أنها طريقة عفوية ومميزة تُساعد المرء على البوح بمشاعره والتنفيس عنها بأريحيةٍ وقول ما ينتابه من عواطف دافئة وعميقة قد يجد صعوبةً في الاعتراف بها وجهاً لوجه للطرف الآخر، وبالتالي تكون الرسالة بوابةً تسمح لمشاعره بالخروج إلى النور والظهور بوضوحٍ وشفافيّة بعيداً عن الخجل والتردد، كما أنه من ناحيةٍ أخرى فقد يكون التعبير عن الأحاسيس الداخليّة من خلال الرسائل طريقةً تُريح المرء من عناء التفكير وتجميع الكلمات وتصفيفها بشكلٍ لائق للبوح بها، كما تُتيح له فرصة استرجاع الذكريات وأن يأخذ وقته في الكتابة والتعبير كما يُحب وبالشكل الذي يُرضيه، حيث يكون الأمر أقل إجهاداً له خاصةً إذا كان خجولاً نوعاً ما، ويُمكنه الاستعانة بخطه الجميل للكتابة؛ لمنح الرسالة طابع خاص ومميّز أيضاً.
تقديم الهدايا
تُعتبر الهدايا وسيلة عفويّة ولطيفة للتعبير عن مشاعر الود والاهتمام بالآخرين، خاصةً تلك التي تكون مُفاجئة وغير مُترقبة من قبلهم، حيث تُدخل البهجة لقلوبهم وترسم الابتسامه على وجوههم، وتُشعرهم بمكانتهم المُميزة في نفس مُقدم الهديّة، ولا يُشترط أن تكون الهدايا ثمينة وباهظة الثمن، فالخروج في نزهةٍ مُفاجئة، أو الذهاب لحضور فيلم سينمائي مُفضّل للشخص، أو دعوته على الغداء أو العشاء، أو تقديم شيءٍ بسيط وإن كان يدوي الصنع لكنه يُناسب ذوقه وتفضيله، جميعها أموراً جميلة ستُسعده وتُعبّر عن مشاعر شريكه الصادقة والعميقة اتجاهه.
استخدام إشارات لغة الجسد
تُعبّر إشارات لغة الجسد عن مشاعر المرء بطريقةٍ عفوية ولطيفة، حيث إن التعبير غيري الشفوي الملموس من قبل الشريك يؤثر به بقوّة ويُترجم له المشاعر بوضوحٍ حتى وإن غابت الكلمات، ويتمثّل ذلك بالعلامات الآتية:
- التواصل البصري والتمعّن بتركيزٍ في الشريك، حيث إن العينين تبوح بالمشاعر بلغةٍ صادقة وعميقة، وتُعزز حضور المرء وتُثبت مشاعره بقوّةٍ.
- اللمسات الوديّة اللطيفة التي تُبرهن صدق المشاعر وتدل على الاهتمام والمودّة اتجاه الشريك.
- الابتسامة العفوية اللطيفة، والضحكات المرحة والتصرّف بخفة ظلٍ ومحاولة إسعاد الشريك قدر الإمكان وقد يصل ذلك للتصرف ببلاهة والظهور بشكلٍ مُبهج لكن غير مُبالع به في سبيل إدخال البهجة لقلبه ورؤيته يضحك أيضاً.
المُصارحة والتحدث بصدق ولُطف
يجب على المرء أن يُخصص وقتاً خاصاً بينه وبين شريكه بحيث يتحدّث معه بحبٍ ورومانسيّة بعيداً عن خلافات العلاقة أو الأمور العلميّة والحياتيّة الأخرى، بحيث يجد الوقت المُناسب للتحدّث بلغة الحب التي تُقرب المسافة بينهما وتُعزز العلاقة وتدعمها، حتى يبوح من خلالها بشكلٍ مُباشر عن مشاعره الدافئة، وعواطفه العميقة التي تنتابه عند التواجد مع شريكه، ويكون صادقاً ولطيفاً ورومانسيّاً، كأن يتغزل به ويمدحه، ويُظهر له امتنانه لوجوده بجانبه ومكانته الكبيرة داخله، وسعادته ودوره المهم في تغيير حياته للأفضل، ويستخدم الكلمات الجميلة، والعبارات الرومانسيّة التي تُشعر الطرف الآخر بالحب والآمان والسعادة.
التواصل الصحيّ مع الطرف الآخر
يُساعد التواصل الصحيح بين الأشخاص في بناء العلاقات ودعمها، والتعبير عن مشاعر الأطراف بشكلٍ ملموس، خاصةً عندما يكون مبنيّاً على أساسات صحيّة وقويّة، وأبرزها ما يأتي:
- الاستماع باهتمام : يُعتبر الاستماع والاهتمام من الهدايا الثمينة التي يُمكن أن يُقدمها المرء لشريكه، والتي قد تُغني عن الكثير من الهدايا الأخرى؛ لأنها تُسهم في بناء تواصلٍ صحي وهادف تنتج عنه علاقات مُثمره ومبنيّة على التفاهم، والتشارك، والود المُتبادل؛ لأن استماعه للطرف الآخر سيُشعره بأن شريكه يهتم بمشاعره ويُراعيها ولا يُفكر في نفسه فقط أو يتصرف بأنانيّة، أو يُحاول فرض رأيه أو غيره، بل يدل على المحبة والاحترام الشديد الذي يُكنه له.
- الاحترام المُتبادل والتعبير عن الشكر والامتنان: مع تطور العلاقات واستمراها والتنقّل في مراحلها وأخذ الوقت الكافي بين كل شوط ينسى الكثير من الأشخاص ضررة التعبير عن الامتنان والسعادة بوجود هذا الشخص الثمين الذي غيّر حياته، فيتغاضى عن شكره مثلاً عندما يفعل شيئاً مميّزاً او حتى عاديّاً من أجله، أو يظن بأن العلاقة الناجحة لا تحتاج امتناناً وهو أمرٌ خاطئ، فالامتنان والشكر يزيد المودة ويُعبر عن صدق المشاعر، ومدى تأثر المرء بوجود أحبته وإخلاصه لهم من أعماقه، ورغبته بالحفاظ عليهم، ولا ننسى التسامح معهم عندما يخطئون بحقه دون قصد، ووجوب الاعتذار لهم عند الخطأ بالمُقابل، فجميعها أمور بسيطة لكن لها أثر كبير في النفوس، وتُعزز استقرار العلاقات أيضاً.
- المُبادرة للمُساعدة وتقديم الدعم: لا تقتصر المُساعدة على إشعار الطرف الآخر بالامتنان والرضا والمحبة اتجاه شريكه، وإنما هي سبب للشعور الداخليّ بالراحة والسعادة في نفس الوقت، وهي أمر يجب على المرء أن يُبادر به نحو أحبته، وأصدقائه، واتجاه الآخرين أيضاً، فيمد لهم يد العون ويُساعدهم عند الحاجة قدر المُستطاع، فهو بذلك يُثبت لهم مدى اهتمامه به، وصدق مشاعره اتجاههم، ويكسب احترامهم ومودتهم بالمُقابل.
نصائح هامة عند التعبير عن المشاعر
هُنالك العديد من النصائح التي يوصى بالنظر لها وأخذها بعين الاعتبار عند الرغبة بالتعبير عن المشاعر بعفويّةٍ وصدق، ومنها ما يأتي
- السيطرة على المشاعر وضبطها، واختيار الوقت المُناسب للتعبير عنها بحيث يكون البوح بها أمراً تدريجيّاً بالتزامن مع شخصيّة الطرف الآخر ورغباته وتفضيلاته، وطبيعة العلاقة به، حيث إن هُنالك بعض العلاقات التي تكون فيها المشاعر غير مُتبادلة بسبب تسرع المرء في البوح، أو اختيار طريقة غير مُناسبة للتعبير، الأمر الذي يجعل الشريك يُسيء فهمه.
- تقبّل فكرة أن هُنالك بعض العلاقات التي يكون فيها المرء غير محظوظٍ، وبالتالي يحب أن يتسع صدره ويتقبّل النتيجة بعد اختيار التوقيت والظروف المُناسبة للتعبير عن مشاعره وإخبار الطرف الآخر بها، وعدم التأثر بشكلٍ مُبالغ به إذا ما لم تسر الأمور كما يتمناه، فليس كل ما يطمح به المرء يحصل عليه دائماً.
- تجنّب التردد والخوف والخجل المُبالغ به خاصةً عند تطور العلاقة ومرور وقتٍ جيّد عليها، ففي بعض الأحيان يُسبب ذلك تشكيك الطرف الآخر بصدق المشاعر، وفي المُقابل عدم السماح للخوف بأن يُسيطر عليه بشكلٍ مُبالغ به ويُسبب فشل العلاقة وانتهائها قبل أن تبدأ، وحتى في بعض الحالات وإن كان المرء على علاقة بشريكه وحدث انفصال جزئي، أو سوء فهم، فيجب أن يُحاول إصلاحه والتعبير عن مشاعره وعواطفه بصدقٍ وجرأة؛ حتى لا يخسر شريكه بسبب إهماله وانتظاره الطويل.
أهمية التعبير عن المشاعر
قد تنتاب المرء الكثير من المشاعر والأحاسيس المُرهفة والعميقة المدفونة في داخله، والتي يحتاج للإفصاح عنها، وإثباتها عندما يجد الشريك المُناسب، وهو أمر لا بد منه لبناء علاقاتٍ صحيحة أساسها الصدق والصراحة، كما أنّ التعبير عن المشاعر من جهةٍ أخرى يُريّح المرء من عناء التفكير والانتظار، والقلق والخوف من خسارة الطرف الآخر، لكنه أمرٌ لا يجب أن يكون عشوائيّاً وغير مدروس؛ حتى تُلامس هذه المشاعر الدافئة قلوب الآخرين وتصلها، وتكون سبباً للتواصل الوديّ البنّاء معهم، وجذبهم والتقرّب منهم عند طرحها بالطريقة المُناسبة.