طرق إكرام الجار
مشروعية إكرام الجار في الإسلام
يعدُّ إكرام الجار من الخصال الإيمانية الواجب على المسلم اتباعها فقال تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ"، كما وردت العديد من الأحاديث النبوية التي توصي المسلم بجاره ومنها قول النبي -صلى الله عليه وسلم: - (ما زالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ).
طرق إكرام الجار
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
يعتبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم طرق إكرام الجار بحيث يتم إكرامه من خلال نصيحته وتقريبه من الله تعالى بأسلوب حسن وطريقة مثلى.
البعد عن كل ما يؤذيه
يكون إكرام الجار بالبعد عن كل ما يؤذيه من التصرفات القولية والفعلية وبالصبر على أذاه في بعض الأحيان، وروى أبو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ".
عدم الظن السيئ بالجار
فقد قال تعالى: "يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ".
حسن العشرة والمعاملة بالمعروف والإحسان
فقد قال تعالى: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، ويكون ذلك كما يأتي:
- إكرامه وحسن ضيافته ومجالسته فورد في الحديث النبوي "ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ".
- إفشاء السلام بين الجيران وتفقد أحوالهم من حين لآخر مع مراعاة الأقرب فالأقرب.
- التعامل مع الجار بتواضع ودون تكبر.
- البشاشة والتراحم في الجيرة، والعفو و كظم الغيظ حال وجود إزعاج أو مضايقات من الجيران وعدم التسرع بما يؤدي للنزاعات.
- زيارته والقيام بواجبه في الأفراح والأتراح، وتقديم الهدايا والاطمئنان على المريض.
- التعاون بين الجيران عند الحاجة وتقديم المساعدات المالية أو المعنوية، ولقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم في معونة المسلمين لبعضهم أنه قال: "إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. وشَبَّكَ أصَابِعَهُ".
- وجود الستر بين الجيران وعدم نقل ما يخص أحوالهم وظروفهم للغير وحفظ حرمة الجار في حضوره وغيابه.
- التصدق عليهم إن كانوا أهلاً للصدقة وعدم المن عليهم لقوله تعالى: "الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"
- مراعاة آداب الاستئذان عند زيارتهم من إعلامهم بنية الزيارة وعدم الإتيان فجأة بدون سابق إنذار، وعدم إطالة الزيارة أو صحبة الصغار.
تقديم الجار الملاصق على غيره في الإحسان
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ لي جَارَيْنِ فَإِلَى أيِّهِما أُهْدِي؟ قَالَ: إلى أقْرَبِهِما مِنْكِ بَابًا).