طبيعة الحياة الاقتصادية في العصر الجاهلي
طبيعة الحياة الاقتصادية في العصر الجاهلي
تشمل الحياة الاقتصادية كل ما يتعلق بالاقتصاد من تجارة، وزراعة وصناعة و حِرف يدوية ، ولقد اعتمد الاقتصاد في الجاهلية على عدة عوامل منها: الجو؛ حار أو بارد، التربة؛ جافة أم خصبة، الظروف الاجتماعية؛ نشاط وجهد أهل هذه البيئة، وثروات طبيعية، ولقد كان للجاهليون أوجه اقتصادية عديدة؛ برية وبحرية.
كما أقاموا الأسواق، وأنشأوا القوافل، وتنقلوا بين البلدان العديدة عربية وأجنبية، واهتم بالاقتصاد جميع الفئات الاجتماعية في الحياة الجاهلين، من ملوك وتجار وصنّاع ومزارعين وشعراء وأدباء وخطباء، ولقد كانوا يجتمعون جميعًا في الأسواق لغايات العرض والطلب.
امتلأت الحياة الجاهلية بالأسواق، وكانت تزخر بالناس من مختلف الفئات، التجار والصناع، والأدباء والشعراء، حيث يتم إلقاء الشعر والخطب في هذه الأسواق أيضًا، إذ كان لكونه مكانًا لتجمع أكبر عدد من الناس، يقصده كل ما يملك شيئا يريد عرضه والتكسب منه، كحرفة أو منتج أو حتى قصيدة يلقيها فيشيد بها الناس.
أشكال الاقتصاد في الجاهلية
تنوعت الأشكال الاقتصادية في الحياة الجاهلية بين عدة مهن وممتلكات، نفصل منها الآتي:
التجارة
شملت نوعان للتجارة؛ البرية والبحرية، ولقد تقسمت التجارة بين داخلية؛ بين التجار وأهل البلاد أنفسهم، وخارجية؛ إلى خارج بلاد العرب، مع الحكومات الأجنبية كالهند، والفرس والروم، وأفريقيا.
اعتبرت التجارة عند الجاهليين أشرف المهن، وأعلاها قدرًا ومنزلة، ولقد كان التاجر يتلقى تقديرًا واحترامًا، وكانت التجارة البرية عمادًا للتجارة لدى الجاهليين، فلقد استخدموا فيها القوافل التي سارت في المدن تبيع وتشتري. وكان أهل مكة من خيرة التجار وأبرعهم، حتى أنّ القرآن الكريم قد تحدث عن تجارتهم.
الصناعة والتعدين
وهي شكل اقتصاديّ مهم ولازم، إذ تعتبر الصناعة محور الإنتاج؛ وعليها يقاس تقدم الأمة ومنزلتها ومقدارها، ومع ذلك وعلى الرغم من أهمية الصناعة والحرف إلا أنّ الجاهليين ازدروا هذه المهنة واعتبروها موكلة للعبيد لا الأحرار.
الثروة الحيوانية
اعتبر الجاهليون الإبل مصدر ثرواتهم الحيوانية، وبعدد امتلاكها تُقاس ثروة المرء؛ لفوائد الإبل المتعددة، حيث اعتبر هو مال العرب. وتشكل الثروة الحيوانية مصدرًا اقتصادية جيدًا لمن لا يملك صناعات عديدة وطبيعة يمكن الاستفادة من مواردها.
الثروة الزراعية
اعتمدت حياة الإنسان منذ القدم على ما توفره له الأرض من غذاء، ومن الواضح أنّه قد استثمر لاحقًا هذه القدرة الإنتاجية للأرض ببناء ثروة زراعية له، حيث توجّه الجاهليون من الطائف وبلاد اليمن ويثرب إلى تطوير الموارد لهذه الثروة الزراعية، فأقاموا السدود، وحفروا القنوات المائية، ما أدى إلى تحسين إنتاجية الأراضي الزراعية وشملت مساحات كبيرة من المنطقة.
استخدموا بعض الأدوات التي عاونتهم في زراعتهم كالمعاول، والمحفرة والمخدة؛ وهي حديدة تنكش بها الأرض، والحرّاث حيث صنع من الخشب ويجره الثور، والمالق وهي خشبة عريضة تجرها الثيران أيضًا، وظيفتها هي نثر الحبوب على امتداد الأرض.