ضعف النمو عند الأطفال الرضع
ضعف النمو عند الأطفال الرضع
يُطلق مصطلح ضعف النمو أو فشل النمو أو فشل الازدهار (بالإنجليزية: Failure to thrive) واختصارًا FTT، أو تعثر الوزن (بالإنجليزية: Weight faltering) أو الوزن المتعثر (بالإنجليزية: Faltering weight)، على الأشخاص الذين يكون معدل النمو لديهم غير كافٍ أو عند توقف النمو، ويصيب هذا الاضراب غالبًا الرضع والأطفال الصغار على الرغم أنه قد يصيب جميع الأعمار أيضًا، ويذكر أن هذه الحالة ترتبط ببعض العوامل؛ كتدني الحالة الاجتماعية والاقتصادية، وانخفاض مستوى التعليم للوالدين، ووجود الضغوطات النفسية والاجتماعية في البيئة المنزلية المحيطة بالطفل أيضًا، ويشار لعدم وجود ارتباط بين الإصابة بضعف النمو وجنس أو عرق الطفل.
الأعراض
قد يعاني الرضّع الذين لديهم ضعف في النمو من بعض الأعراض، وفيما يأتي بيانها:
- ضعف التغذية نتيجة ضعف المص.
- فقدان الوزن، أو عدم اكتساب الوزن الكافي.
- الكسل والخمول.
- التقيؤ أو الإسهال.
- النوم لأوقات طويلة جدًا أو قصيرة للغاية.
- البكاء بصوت ضعيف.
- التهيّج.
- تصلب العضلات أو وجود مشاكل فيها.
- عدم قدرة الرضيع على التواصل البصري عند حمله.
- عدم اهتمام الرضيع بما يدور حوله.
- الإمساك .
- تأخر أو بطء تطور المهارات البدنية، مثل المشي، والتدحرج، والجلوس، والوقوف.
الأسباب وعوامل الخطر
توجد العديد من الأسباب وعوامل الخطر الكامنة وراء ضعف النمو عند الأطفال، وقد يلعب أكثر من عامل دورًا في وقت واحد، ويعد السبب الرئيسي لذلك هو عدم حصول الطفل على التغذية بشكلٍ جيد، بالإضافة لعدم قدرة الطفل على الحفاظ وامتصاص الكمية اللازمة من السعرات الحرارية والمواد الغذائية اللازمة لينمو بشكل الصحيح، وينتج ذلك عن سببين رئيسيين هما؛ العوامل الاجتماعية أو البيئية المحيطة للطفل، ووجود اضطرابات طبية لدى الطفل، وفيما يأتي بيان ذلك:
العوامل الاجتماعية أو البيئية
تعد العوامل الاجتماعية والبيئية المحيطة بالطفل السبب الأكثر شيوعًا لضعف النمو؛ إذ تُعتبر السبب الأساسي في عدم حصول الطفل على تغذية كافية، وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:
- الفقر.
- معاناة الوالدين من مشاكل نفسية.
- إهمال الوالدين أو سوء معاملة الطفل.
- الاحتفاظ بالطعام ومنع الطفل عنه بشكل مقصود.
- حرمان الطفل من التغذية الجيدة بسبب المشاكل العاطفية، أو انشغال الأم أو مقدم الرعاية الأساسي بمطالب ورعاية الآخرين، أو بسبب تعاطي المخدرات أيضًا.
- عدم معرفة الوالدين حول موضوع التغذية السليمة، وعدم فهمهم لاحتياجات الطفل الرضيع أيضًا.
- التغذية غير الصحيحة، ويتمثل ذلك بعدم حصول الطفل على الكميّة الكافية من الطعام، فقد يُعاني من مشاكل في الرضاعة الطبيعية، أو قد يشرب عصائر الفاكهة الغنية بالسّكر بكثرة، أو عدم إدخال الأطعمة الصلبة في السن المناسب مما يؤدي لعدم حصول الطفل على التغذية الكافية لينمو بشكل صحيح، وبالتالي حدوث ضعف النمو.
الاضطرابات الطبية
قد يرتبط ضعف النمو أحيانًا بمجموعة من الاضطرابات الطبية، وفيما يأتي تعداد بعضها:
- وجود صعوبة في مضغ أو بلع الطعام بسبب مشكلة خلقية مثل الشفة الأرنبية (بالإنجليزية: Cleft lip and palate).
- وجود اضطرابات تؤثر في قدرة الطفل على الاحتفاظ بالطعام أو امتصاصه أو هضمه، مثل مشكلة الارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزية:Gastroesophageal reflux)، أو وجود تضيق في المريء، أو سوء الامتصاص المعوي (بالإنجليزية: Intestinal malabsorption).
- الإصابة بالعدوى مهما كان نوعها، أو الإصابة بعدوى فيروس الإيدز أو ما يُعرف بفيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية:Human immunodeficiency virus ) واختصارًا HIV.
- الإصابة بالاضطرابات الهرمونية، أو الاضطرابات الأيضية مثل مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، أو التليف الكيسي (بالإنجليزية: Cystic fibrosis).
- وجود مشاكل في جهاز الغدد الصماء (بالإنجليزية: Endocrine system)، مثل قصور الغدة الدرقية، أو نقص هرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone deficiency)، أو نقص في الهرمونات الأخرى.
- الإصابة بالأورام.
- الإصابة بأمراض القلب، وأمراض الكلى، وأمراض الكبد.
- الإصابة بأمراض الدم، مثل فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia).
- وجود أمراض وراثية مثل متلازمة داون (بالإنجليزية: Down syndrome)، أو اضطرابات التمثيل الغذائي الوراثي (بالإنجليزية: Hereditary metabolic disorders).
- الإصابة بأمراض دماغية أو في الجهاز العصبي المركزي، حيث قد تسبب صعوبات في التغذية عند الطفل.
- الإصابة بأمراض تنفسية، فقد تؤثر في نقل الأكسجين والمواد المغذية في الجسم.
- نقص وزن الطفل عن معدله الطبيعي عند الولادة.
- حدوث مضاعفات أثناء الحمل.
تشخيص ضعف النمو عند الرضع
في العادة يُشخّص ضعف النمو عند الأطفال من قبل الطبيب المختص بعد إجراء مجموعة من الفحوصات الروتينية، والتي تشمل قياس الوزن، والطول، ومحيط الرأس، بالإضافة لإجراء فحص جسدي شامل للطفل، والاستفسار عن التاريخ المرضي للطفل أو الأسرة، وطريقة تغذية الطفل، ونظام إخراجه، والعوامل الاجتماعية والعاطفية والمادية التي قد تؤثر في تغذية الطفل.
وبصورة عامة قد يكون معدل التغير في الوزن والطول أكثر أهمية من القياسات الفعلية، ويجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين يعانون من مشكلة ضعف النمو لا يتطابق الطول والوزن ومحيط الرأس لديهم مع مخططات النمو القياسية (بالإنجليزية: Growth charts) للأطفال الآخرين من نفس العمر والجنس، وعلى سبيل المثال ينخفض وزن الطفل أقل من منطقة المئوية الثالثة في مخططات النمو القياسية، أو يقل بنسبة 20% عن الوزن المثالي بالنسبة لطول الطفل، وبالتالي قد يكون النمو قد تباطأ أو توقف بعد منحنى النمو المجرى سابقًا، بالإضافة إلى ما ذكر قد يجري الطبيب أيضًا فحوصات للدم والبراز والبول والأشعة السينية بناءً على نتائج هذا التقييم، وفي حال اشتبه الطبيب بوجود مرض يسبب ضعف النمو سيجري اختبارات شاملة أكثر.
العلاج
يعتمد مقدم الرعاية الصحية في علاج ضعف النمو على المسبب ومدى خطورة الحالة، وفيما يأتي بيان ذلك:
- تثقيف الوالدين لتوفير نظام غذائي متوازن يناسب الطفل، وذلك في حالة تأخر النمو الناتج عن عوامل غذائية.
- تحسين العوامل النفسية العائلية والظروف المعيشية التي تؤثر في تغذية الطفل، وذلك في حالة تأخر النمو الناتج عن عوامل نفسية.
- تقييم سلوكيات الوالدين؛ إذ قد تساهم في مشاكل الطفل.
- إدخال الطفل إلى المستشفى في العديد من الحالات، وذلك لتنفيذ خطة علاجية طبية وسلوكية ونفسية اجتماعية شاملة بشكل مكثف.
- توفير نظام غذائي صحي متكامل، وغني بالسعرات الحرارية والسوائل للطفل.
- تجنب إعطاء الطفل مكملات غذائية دون استشارة الطبيب أولاً.
- تعويض أي نقص موجود في الفيتامينات أو المعادن بعد استشارة الطبيب.
- تحديد الحالات الطبية الأخرى التي تؤدي إلى الإصابة بضعف النمو وعلاجه.
دواعي مراجعة الطبيب
إنّ تتبع ومراقبة التغيرات التي تحدث في صحة الطفل مهم جدًا في مرحلة النمو، وفي حال كان الطفل لا ينمو كما هو متوقع، أو كان الطفل يفقد الوزن ولا يكتسبه تجب مراجعة الطبيب لتقييم حالته، وكما تجدر مراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور علامات الجفاف على الطفل، وفيما يأتي بيان بعضها:
- جفاف في شفاه الطفل.
- انخفاض معدل التبول والتبرز لدى الطفل عن المعتاد.
- انخفاض حجم اليافوخ (بالإنجليزية: Sunken fontanelle)، وهو عبارة عن منطقة ناعمة ولينة من رأس الطفل.
- يكون الطفل مُتعبًا أكثر من المعتاد.
- ظهور هالات سوداء حول عيني الطفل.