صيد الطيور البرية
صيد الطيور البرية
تتعرّض الطيور البرية للكثير من الظروف التي تُؤدّي إلى تناقص أعدادها، بما في ذلك فقدان الموائل، والتلوث، والصيد ؛ لذلك تحرص المنظّمات الدولية على تنظيم صيد الطيور، وجعله نشاطاً مستداماً يتوافق مع مبدأ الاستخدام الحكيم والمتوازن بيئياً، وتوعية الصيادين للتمييز بين الأنواع المتوفرة بكثرة التي يُمكن صيدها وتلك التي تُعاني من تناقصٍ حاد في أعدادها، وذلك اعتماداً على القائمة الحمراء التي يُصدرها الاتّحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
تتراوح أسباب صيد الطيور البرية ما بين الصيد بهدف الحصول على الغذاء، والصيد الترفيهي، والصيد التجاري، ويختلف موسم صيد الطيور البرية باختلاف المكان والنوع، فعلى سبيل المثال يُعتبر شهري أيلول وتشرين الثاني وقت الذروة لصيد جميع أنواع الطيور في مصر، علماً أنّ موسم صيد طيور السمان والطيور المُغرّدة يبدأ من منتصف شهر آب، ويستمر موسم صيد الطيور المائية والطيور الجارحة حتّى بداية شهر تشرين الثاني.
يُعدّ التمييز ما بين الصيد القانونيّ والصيد غير القانوني مهمّاً، حيث يُعرّف الصيد غير القانونيّ بأنّه الصيد الذي يتضمن صيد أنواع محمية بموجب تشريعات وطنية أو أقليمية أو دولية، أو الصيد أثناء الموسم المغلق، أو الصيد في مناطق محميّة، أو الصيد باستخدام وسائل محظورة.
طرق صيد الطيور البرية
يُمكن الإمساك ببعض أنواع الطيور البرية البالغة باليد وهي جاثمة في أعشاشها أثناء الليل، على أن يتمّ ذلك بهدوء تام بعد التخلّص من معظم مصادر الإنارة في المنطقة، كما يُمكن صيد الطيور البرية بعدّة طرق من بينها ما يأتي:
الأسلحة النارية
يُسمح بصيد الطيور البرية باستخدام بنادق الشوزن بعد الحصول على ترخيص، ولا يُسمح بالصيد باستخدام البنادق الهوائية، أو البنادق ذات العيار الصغير، علماً أنّ لجنة مناهضة ذبح الطيور (CABS) تسعى جاهدةََ لحظر استخدام بنادق الصيد حظراً كاملاً؛ وذلك لأنّها تُلوّث التربة والماء بالرصاص المستخدم لتصنيع الطلقات، كما يُمكن أن يُؤّثر الرصاص على الجهاز الهضمي للطيور التي تلتقطه من الماء، فيُؤدّي ذلك إلى انتقاله إلى الحيوانات التي تفترس هذه الطيور، إلى جانب معاناة الكثير من الطيور عند إصابتها بجروح خطيرة تُسبّب لها موتاً بطيئاً ومؤلماً.
الشِّباك
تحظر الكثير من الدول في العالم استخدام بعض أنواع الشِّباك لصيد الطيور لأنّها تتسبب في اصطياد أعداد كبيرة من الطيور بشكلٍ عشوائي، ومن أهم أنواع شباك صيد الطيور ما يأتي:
- شِباك الضباب: تُستخدم غالباً لصيد الطيور المُغرّدة، وتُثبّت عمودياً على أعمدة بحيث تكون مخبّأةً بين الشجيرات، وتُفحص مرّةً أو مرّتين في اليوم للحصول على الطيور العالقة.
- شِباك التقييد: تتكوّن من شبكتين ممدودتين على الأرض ومُثبّتتين بنوابض بحيث تفصل بينهما منطقة مفتوحة يُوضع فيها طُعم لجذب الطيور، وعند وصول الطيور إلى المنطقة يُشغّل الصّياد النوابض يدوياً فتُطْبق الشباك على الطيور، ويُمنح الصيّادون تراخيص خاصة لصيد أنواع معيّنة من الطيور، لذلك يتوجب على الصياد إطلاق سراح الأنواع التي لا يُسمح له بالاحتفاظ بها.
- الشباك الأرضية: هي شِباك تُلقى على الأشجار وتُستخدم لصيد الطيور التي تعيش على الأرض، وذلك بمساعدة كلب صيد يُستخدم لملاحقة الطيور وإجبارها على الطيران لأعلى فتعلق بالشِّباك.
- شِباك المدفع: وهي شِباك كبيرة مزوّدة بأربعة مدافع صغيرة تتّصل بالحافة الأمامية للشبكة بحبال، وعندما تُطلق المدافع النار تتحرّر الشبكة وتُحيط بالطيور، ومن عيوب هذه الطريقة أنّها تحتاج لفريق عمل يُساعد على نقل المعدّات ونصب الشبكة، ويُشار إلى أهمية التأكّد من قانونيّة استخدام البارود في المنطقة.
المصائد
تُستخدم المصائد لصيد الطيور البرية في مناطق كثيرة من العالم، إلّا أنّ بعض أنواع المصائد تُسبّب الكثير من المعاناة للطيور؛ لذلك فهي تُستخدم فقط في مناطق محددة من العالم كنوعٍ من المحافظة على تقاليد الصيد القديمة، وفي ما يأتي بعض أنواع المصائد المستخدمة لصيد الطيور البرية:
- مصيدة القفص: من أكثر أنواع المصائد شيوعاً، وتتكوّن من قفص يُوضع بداخله طُعم، وفي بعض الحالات قد يكون الطعم طائر آخر، ويُزوّد القفص برفرف يسمح بإغلاق باب القفص بمجرّد دخول الطائر إليه.
- مصيدة كسارة الحجر: وتتكوّن من عيدان صغيرة تُثبّت عليها صفيحة حجرية قد يصل وزنها إلى 10 كغم، وعند اقتراب الطيور لالتقاط الطعم الموضوع تحت العيدان، تتحرّك العيدان فتسقط الصفيحة وتسحق الطائر؛ إلّا أن هذه الطريقة لا تسمح للطائر بالموت مباشرةً، فيُعاني الكثير من الألم قبل موته.
- مصائد الأنشوطة: وهي حلقات رقيقة تُصنع من شعر ذيل الحصان أو البلاستيك تُوضع بالقرب من أشجار التوت، وعند اقتراب الطائر لتناول التوت تسقط الأنشوطة على رأسه، بالتالي عندما يُحاول الطائر الهرب تشّد الحلقة حول رقبته وتخنقه.
- مصيدة القوس: هي قوس معدني تُثبّت عليه عصا أفقية وخيط بحيث يظل مشدوداً، ويُوضع بالقرب من طُعم محبّب للطيور، بالتالي عندما يستقر الطائر على العصا للوصول إلى الطعم يندفع القوس، فيُطبق الخيط على رجليّ الطائر مُسبّباً له الكثير من المعاناة والألم إلى أن يصل الصيّاد للموقع لتحريره.
- مصائد الغراء: تتكوّن من غصن أو عصا يُوضع عليه مادة لاصقة قوية، وعندما يُحاول طائر الجثوم على الغصن يلتصق بالغصن، ويزداد التصاقاً كلّما حاول تحرير نفسه.
- مصيدة السلم: وهو قفص طيور مزوّد بفتحة من الأعلى تُؤدّي إلى درجات مُثبّتة بمسامير تبدو كسلم، وتسمح للطائر بالدخول بسهولة كي تحتجزه بالداخل.
نبذة عن الطيور البرية
يُوجد ما يزيد عن 10 آلاف نوع من الطيور البرية، يُصنّف ثُمنها كأنواعٍ مهددةٍ بالخطر بحسب القائمة الحمراء التي يُصدرها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وتتراوح حالة الخطر التي تتعرّض لها هذه الأنواع كالآتي:
- أنواع قريبة من الانقراض: مثل: البلبل رماديّ الرأس والكروان عظيم الركبة.
- أنواع معرّضة للانقراض: مثل: صائد الذباب الكشميري وطائر بيتا شنايدري.
- أنواع مهدّدة بالانقراض: مثل الصقر الحر وعقاب السهوب.
- أنواع مهددة بالانقراض بشكل حرج: مثل: النسر أبيض الظهر، والقطرس المموج، والزقزاق الاجتماعي.
- أنواع منقرضة في البرية.
- أنواع منقرضة.