صفة صلاة الوتر ووقتها
صلاة الوتر
يعرف الوتر في اللغة على أنّه: الفرد من الشيء أو العدد الفردي، أما في الاصطلاح: فإن الوتر هي صلاة مخصوصة يؤديها المسلم في وقتٍ محدد، وسميت بالوتر لأنّ عدد ركعاتها يكون فردياً، وهي تعتبر واحدةً من السنن المؤكدة التي حثّ على أدائها نبينا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-، والتي وردت في العديد من الأحاديث النبوية.
منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: (صلاةُ اللَّيلِ مَثنى مَثنى؛ فإذا خشيَ أحدُكمُ الصُّبحَ صلَّى رَكعةً واحدةً، توترُ لَهُ ما قد صلَّى)،حيث وضّح نبينا الكريم أنّ هذه السنة تُختتم بها صلاة الليل ، حيث إنّ عدد ركعاتها يكون فردياً، وأقلّها ركعة واحدة، وأكثرها إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، وفي هذا المقال سنتحدث عن صلاة الوتر ووقتها.
صفة صلاة الوتر
صلاة الوتر تُصلى كغيرها من الصلوات؛ من حيث أنّها تُفتتح بالتكبير، وتُختتم بالتسليم، وهي تصلى بالفصل والوصل؛ وهاتان الصفتان وردتا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ يمكن للمسلم أن يصليها:
- ركعة واحدة
بأن يصلي ركعة واحدة، ويتشهد بعد السجود، ويسلم.
- ثلاث ركعات
بأن تصلى متصلة بتكبيرة إحرام واحدة؛ وجلوس واحدٍ في آخرها، يتشهد فيه المصلي ويسلِّم، ولا يقعد غيره، فلا يتشهد بعد الركعتين.
- خمس ركعات
بأن تصلى متصلة بتكبيرة إحرامٍ واحدةٍ، وجلوس واحدٍ في آخرها يتشهد فيه المصلي ويسلّم، ولا يقعد غيره، فلا يتشهد بعد الركعتين ولا بعد الأربع، أي لا يجلس إلا في آخر الركعة الخامسة.
- سبع ركعات
بأن تصلى متصلة بتكبيرة إحرامٍ واحدة، وتشهُّدٍ أول؛ يكون في آخر الركعة السادسة، ثم ينهض ليأتي بالركعة السابعة، ثم يجلس في آخرها، فيتشهد التشهد الثاني ويسلِّم.
- تسع ركعات
بأن تصلى متصلة بتكبيرة إحرامٍ واحدة وتشهُّدٍ أول؛ يكون في آخر الثامنة، ثم ينهض ليأتي بالركعة التاسعة، ثم يجلس في آخرها، فيتشهد التشهد الثاني ويسلم.
- إحدى عشرة ركعة
يسلِّم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة. ويُستحب أن يقرأ المسلم في الركعة الأولى سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون، أما في الثالثة، فيقرأ سورة الإخلاص.
وقت صلاة الوتر
يبدأ وقت هذه صلاة الوتر من بعد صلاة العشاء، في جميع أوقات الليل؛ وفيما يأتي بيان هذه الأوقات:
- وقت الوتر الشامل
وهو ما بين صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر الثاني ، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنّ الله -عز وجل- زادكم صلاة وهي الوتر، فصلُّوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر).
- الوتر قبل النوم
وذلك لمن خاف أن لا يستيقظ آخر الليل؛ فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنّ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: (من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أولَه، ومن طمع أن يقومَ آخرَه، فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ).
- الوتر في آخر الليل
لمن وثق بالاستيقاظ، وهو الأفضل؛ حيث يُستحب تأخير هذه الصلاة، وذلك حسب اتفاق المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة؛ لما ثبت من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- الذي أشرنا إليه سابقاً.
حكم ترك صلاة الوتر
اتفق علماء المسلمين عامةً على مشروعية هذه الصلاة، وعلى ضرورة اتباع سنن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعند بعض أهل العلم، فإنّ من اعتاد على ترك هذه الصلاة فشهادته مردودة، وقال الإمام أحمد: "من ترك الوتر عمداً فهو رجل سوء، ولا ينبغي أن تقبل له شهادة"، لذلك يجب على المسلم الحرص على تأديتها ولو بركعة واحدة.