صفات معاوية بن أبي سفيان
صفات معاوية بن أبي سفيان
الصفات الجسدية
كان معاوية بن أبي سفيان طويل الجسد، أبيض البشرة شديد البياض، جميل الهيئة، جمع خصال الجمال حتى قال فيه أعرابيٌ ذات يوم إنّه سيمتلك قلوب قومه، فردّت أمّه أنّه ليس القوم فحسب، وقد توسّم به والداه بمستقبل باهر، وكان القوم يظنون بسيادته لقومه.
الصفات الأخلاقية
كان معاوية فصيح اللسان، صابراً حليماً، ذا هيبة، ذكياً شديد الذكاء، وقد كان ابن عباس لا يرى أحداً أحقّ بالملك والخلافة منه، ذلك أنّه اتصف بصفات كبار رجال الدولة؛ من الحكمة، والكرم، والنظر إلى المستقبل البعيد، وقد اتّصف بمكارم الأخلاق ومحاسنها مما جعله قريباً من قلوب الناس.
فضائل معاوية بن ابي سفيان
سمّي معاوية بن أبي سفيان خال المؤمنين، ذلك أنّ أخته أم حبيبة زوجة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أمّ المؤمنين، كان يكتب الحسبة للناس، وولّاه عمر على الشام بعد أخيه يزيد بن معاوية، واستمر على ذلك في عهد عثمان بن عفان أيضاً، وكان من كتاب الوحي ، ويندرج تحت كونه خال المؤمنين العديد من الفضائل:
- أخو أمّ المؤمنين أمّ حبيبة زوجة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
- أول من دخل البحر بجيشه، فوجبت له الجنّة ، قال رسول الله: (أَوَّلُ جَيْشٍ مِن أُمَّتي يَغْزُونَ البَحْرَ قدْ أوْجَبُوا).
- من الذين رآهم رسول الله يركبون البحار على الأسرّة كالملوك، فقد روت أمّ حرام فقالت: (نَامَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَتَبَسَّمُ، فَقُلتُ: ما أَضْحَكَكَ؟ قالَ: أُنَاسٌ مِن أُمَّتي عُرِضُوا عَلَيَّ يَرْكَبُونَ هذا البَحْرَ الأخْضَرَ كَالْمُلُوكِ علَى الأسِرَّةِ قالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهمْ فَدَعَا لَهَا، ثُمَّ نَامَ الثَّانِيَةَ، فَفَعَلَ مِثْلَهَا، فَقالَتْ مِثْلَ قَوْلِهَا، فأجَابَهَا مِثْلَهَا فَقالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهمْ، فَقالَ: أَنْتِ مِنَ الأوَّلِينَ، فَخَرَجَتْ مع زَوْجِهَا عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ غَازِيًا أَوَّلَ ما رَكِبَ المُسْلِمُونَ البَحْرَ مع مُعَاوِيَةَ). ورؤيا النبي حقّ، وقد كان معاوية أمير هذه الغزوات.
- دخوله في فضل حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (جَاءَتْ هِنْدٌ إلى النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، وَاللَّهِ ما كانَ علَى ظَهْرِ الأرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِن أَنْ يُذِلَّهُمُ اللَّهُ مِن أَهْلِ خِبَائِكَ، وَما علَى ظَهْرِ الأرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِن أَنْ يُعِزَّهُمُ اللَّهُ مِن أَهْلِ خِبَائِكَ)، فهو من أهل خباء الذين ورد ذكرهم في الحديث، والخباء يعني: خيمة من وبر وصوف ثم أُطلقت على البيت كيفما كان.
- منزلته خاصة عند رسول الله، فقد دخل ذات يوم على قوم يذكرون الله، فسألهم عن سبب جلوسهم، فأخبروه أنّهم يذكرون الله، فاستحلفهم بالله، فحلفوا له، فقال: (أَما إنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَما كانَ أَحَدٌ بمَنْزِلَتي مِن رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَقَلَّ عنْه حَدِيثًا مِنِّي)، فدلّ ذلك على منزلته عند رسول الله.
- إخبار رسول الله للناس بأن ولاية معاوية ستكون رحمة بهم، حيث قال: (أولُ هذا الأمرِ نبوةٌ ورحمةٌ ثم يكونُ خلافةً ورحمةً ثم يكونُ مُلكًا ورحمةً)، فإمارته كانت مُلكاً ورحمة للناس.
- دعاء النبي له بالهداية والنجاة من عذاب النار.
- أحد الخلفاء الاثني عشر، الذين قال فيهم رسول الله: (لا يَزالُ هذا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا إلى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً).