صفات عمر بن الخطاب الجسدية والخُلقية
الصفات الجسدية
كان لعمر بن الخطاب صفات جسدية ذات دلالة على القوة والحزم والهيبة والوقار، فقد كان أبيض الوجه وقيل فيه سمرة، وأرجع المؤرخون سبب ذلك إلى أن عمر كان وجهه أبيض إلّا أنّ زهده في الطعام والشراب، وأعباء الخلافة والجهد وقلّة النوم والتنقل ليلاً ونهاراً كان لهم دور كبير في سمار وجهه، وكان أصلع الرأس وطويل الجسد وبه ضخامة وقوة في البنية، جهوري الصوت، إذا غضب فتل شاربه صاحب لحية عظيمة، كما كان رضي الله عنه أعسر، كثير الشعر والشيب، إذا مشى أسرع وإذا تكلّم أسمع وإذا ضرب أوجع.
الصفات الخُلقية
امتلك الفاروق رضي الله عنه صفات خلقية حميدة، كان لها الأثر الكبير في تكوين شخصيته المؤثرة على مر الزمان، فقد كان ذكياً صاحب رأي شديداً في الحق متحمساً، صاحب هيبة عظيم الورع، دقيق في محاسبة نفسه وافر في العدل وفي للرسول،ويُمكن تقسيم صفاته الخلقية على حسب دلالاتها كالتالي:
- صفات دالة على قوة الإيمان: فقد كان شديداً في الدين وصاحب غيرة على محارم الله، وقابل للحق بعد معرفته وسريع في العودة إليه، كما أنّه مُحبّاً للذكر وسماع الموعظة حتى يزداد عنده اليقين، صاحب خشية عظيمة لله تعالى ودائم الخوف والوجل من لقائه جل وعلا، رقيق القلب له وخاشع سريع البكاء وكثير الدمع، ورع ومبتعد عن الشبهات.
- صفات دالة على العزم والإرادة: كالزهد في الدنيا وزينتها والصبر على ذلك، والهيبة التي تميّز بها حتى هابه صحابة الرسول فكيف بالرعية، بالإضافة إلى السماحة والكرم فقد كان كارهاً للمدح والثناء، وصاحب شجاعة وجرأة في الحق وعلى أعداء الله.
- صفات دالة على السهولة واللين: ومنها التواضع وعدم التكبّر، إضافة إلى المرح واللعب مع أصحابه، ومنها تنافسه مع ابن عباس فيمن له نفس أطول بوضع الرأس في الماء.
توافق آراء عمر مع القرآن
وردت الكثير من الأحاديث وأقوال الصحابة في توافق آراء الفاروق مع ما نزل في القرآن الكريم ، حتى قال بعض علماء السير والتاريخ أنها تجاوزت العشرين، وإن دل ذلك على شيء إنما يدل على رجاحة عقله وغزارة علمه، ومن هذه الآراء قوله باتخاذ مقام ابراهيم مصلّى فنزلت آية: (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى).كما جاء في غيرته على زوجات الرسول ودخول الناس إلى بيت النبي وقوله لو تأمرهن أن يتحجبن فنزلت آية الحجاب ، وغير ذلك الكثير كتحريم الخمر وأسرى بدر وعدم الصلاة على المنافقين.