صفات عائشة رضي الله عنها
صفات عائشة رضي الله عنها الخِلْقيّة
تميّزت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بوقارها وحُسن هيئتها، وقد ذكر أهل العلم والسِّير العديد من صفاتها الخِلقيّة، ومن أبرزها ما يأتي:
- كانت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- امرأةً جميلة، وكانت بيضاء بياضاً ناعماً ومشرباً بالحمرة، ولذلك لُقِّبت بالحُمَيْراء.
- كانت -رضي الله عنها- نحيفة الجسم في شبابها، فلمّا كبرت سمنت وامتلأت، ويدلّ على ذلك قولها -رضي الله عنها-: (سابَقني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسبَقْتُه، فلبِثْنا حتَّى إذا أرهَقني اللَّحمُ سابَقني فسبَقني، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذه بتلك).
- كان شعرها طويلاً وجميلاً، وكانت أقرب إلى الطول في جسمها.
- يدلّ على جمالها -رضي الله عنها- قول أمّ رومان لها في حادثة الإفك: (... يا بُنَيَّةُ، هَوِّنِي علَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ؛ فَوَاللَّهِ لَقَلَّما كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا ولَهَا ضَرَائِرُ، إلَّا أكْثَرْنَ عَلَيْهَا...)، وقول عمر بن الخطاب لابنته حفصة -رضي الله عنهما-: (... لَا يَغُرَّنَّكِ أنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هي أوْضَأَ مِنْكِ، وأَحَبَّ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -يُرِيدُ عَائِشَةَ-...).
صفات عائشة رضي الله عنها الخُلُقيّة
تميّزت السيدة عائشة -رضي الله عنها- بالعديد من الصفات والمناقب والفضائل، كيف لا وقد لازمت النبي -صلى الله عليه وسلم- واقتفت منه عظيم الأثر في الأخلاق والعلم والعبادة، ونذكر أبرز صفاتها الأخلاقية فيما يأتي:
التقوى والعبادة
تميّزت السّيدة عائشة -رضي الله عنها- بصفات التّقوى والخشية من الله -تعالى-، فقد كانت كثيرة التّهجّد والقيام باللّيل، وكانت تُحافظ على النوافل والتطوع لله -سبحانه-، وتُسبّح الله -تعالى- وتذكره في معظم وقتها، وكانت تقوم الليل مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتصوم في معظم الأيام، وتحرص على صلاة التراويح حرصاً كبيراً، وقد حجّت واعتمرت مرَّاتٍ كثيرة.
السخاء والكرم
كانت السّيدة عائشة -رضي الله عنها- شديدة الكرم والسّخاء، تؤثِر السائل على نفسها، حتّى أنّها كانت تتصدّق بكلّ ما يصلها من الأموال، وقد دخلت عليها امرأةً تطلب الطعام، فلم تجد عندها سِوى تمرة، فأعطتها إياها، وقد قال عروة -رضي الله عنه-: "رأيتها تصدق بسبعين ألفا وإنها لترقع جانب درعها"، وأرسل معاوية -رضي الله عنه- لها مئة ألف درهم، فوزّعتهم على الفقراء ولم تُبقِ لها شيئاً منهم.
الصبر
تعرّضت السّيدة عائشة -رضي الله عنها- إلى محنةٍ وابتلاءٍ عظيم في حادثة الإفك حينما نالت منها ألسنة المنافقين في المدينة، وتكلّموا في عرضها الشّريف، وقد صبرت متحمِّلةً ذلك ما يقارب الشّهر حتّى شاء الله -تعالى- أن تتنزّل فيها آيات من القرآن الكريم تُبَرّئها من كلام الناس وإفكهم، ولم يكن لسان مقالها في فترة الإفك سوى أن تردّد قول يعقوب -عليه السّلام- (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ).
العلم الغزير
كانت السّيدة عائشة -رضي الله عنها- من علماء المسلمين، ومن أكثرهم فقهاً ورواية لحديث رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-، ولا غرابة في ذلك فهي التي لازمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتلقّت عنه الكثير، وقد انتفع الصّحابة الكِرام من علم السّيدة عائشة وفقهها، حتّى كانوا يتردّدون على بيتها للاستماع إلى ما في جعبتها من الفقه والعلم والحديث.