صفات الملائكة
صفات الملائكة الخَلقية
نذكر فيما يأتي أبرز صفات الملائكة الخَلقية كما دلّت عليها النصوص الشرعية:
أولًا: مادة خلق الملائكة
الملائكة مخلوقات خلقها الله تعالى من نور فلا يستطيع البشر رؤيتهم، وقد طهّرهم الله من الوقوع في المعاصي والشهوات، ونزّههم عن صفات البشر فهم ينامون ولا يأكلون ولا يتناكحون كما أنهم لا يوصفون بوصف الذكورة أو التأنيث، قال تعالى: {وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىَ قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ* فَلَمّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنّا أُرْسِلْنَا إِلَىَ قَوْمِ لُوطٍ}، وقد برأهم الله تعالى من زعم الكفار فيهم بأنّهم إناث وأنهم بنات الله -والعياذ بالله- فقال تعالى: {وَجَعَلُواْ الْمَلاَئِكَةَ الّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرّحْمََنِ إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ الرّحْمََنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاّ يَخْرُصُونَ}.
ثانيًا: عِظَمُ خلق الملائكة
قال الله تعالى في الحكاية عن ملائكة جهنّم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، وقد ثبت في السنّة النّبوية أنّ النّبي -عليه الصلاة والسلام- قد رأى جبريل مرتين في هيئته العظيمة، وقد أخبر النّبي -عليه السلام- عنه حينما سئل في قوله: (إنَّما هو جِبْرِيلُ، لَمْ أرَهُ علَى صُورَتِهِ الَّتي خُلِقَ عليها غيرَ هاتَيْنِ المَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّماءِ سادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ ما بيْنَ السَّماءِ إلى الأرْضِ).
ثالثًا: أجنحة الملائكة
ثبت باستقراء النّصوص الشرعية من الكتاب والسنّة أنّ للملائكة أجنحة على اختلاف عددها، فقال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
رابعًا: جمال الملائكة
خلق الله الملائكة في صورة حسنة، وقد قال الله -تعالى- في الحديث عن جمال جبريل: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى* ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى}، وقد تقرر عند النّاس وصف جميل الهيئة بالملاك، وقد حُكي في ذلك ما قالته النسوة لمّا رأين نبي الله يوسف -عليه السلام- قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ}.
صفات الملائكة الخُلقية
نذكر تاليًا أبرز صفات الملائكة الخُلقية كما دلّت عليها النصوص الشرعية:
أولًا: وصفهم بأنّهم كرام بررة
قال تعالى: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ* كِرَامٍ بَرَرَةٍ}، فالملائكة سفراء الله تعالى على الأرض، وهم كما وصفهم الله متصفين بأخلاق وأفعال حسنة، وقد وردت أحاديث صحيحة في وصف حيائهم.
ثانيًا: إعطاؤهم القدرات
أعطى الله تعالى الملائكة قدرة على التشكل والتمثل بغير أشكالهم التي خلقوا فيها، وقد ثبت أن الملائكة تمثلت في صورة بشر فجاءت إبراهيم -عليه السلام- وجاؤوا لوطًا في صورة حسنة، وتمثلت لمريم -عليها السلام- حينما أتاها المخاض.
ثالثًا: طاعة الملائكة وعباداتهم
فالملائكة مجبولون على طاعة الله -تعالى-، وهم لا يسأمون كما أخبر الله عنهم، قال تعالى: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، فالله تعالى لم يخلق في الملائكة شهوة لارتكاب المعاصي.