صفات الضب
الضّب
الضّب (الاسم العلميّ: Uromastyx) هو نوع من السّحالي، ينتمي إلى طائفة الزّواحف، ورتبة الحرشفيات، وفصيلة الحراذين. يعيش الضّب في المناطق القاحلة وشبه القاحلة التي تمتدّ من شمال أفريقيا إلى الهند، ويتميّز برأس عريض وجسم متين، وذيل عليه أشواك تترتّب في صفوف أفقيّة تمتدّ من قاعدة الذّيل إلى نهايته، لذلك يُسمّى أيضاََ السّحلية شوكيّة الذيل (بالإنجليزيّة: Spiny-tailed lizard, or mastigure)، ويستخدم الضّب ذيله للدفاع عن نفسه ومهاجمة الحيوانات المفترسة ؛ وذلك بالتّلويح به من جانب لآخر وضرب مُهاجميه.
صفات الضّب
صفات الضّب الشكليّة
تتشابه أنواع الضّب المختلفة في صفاتها نوعاََ ما، إلا أنّه من الجدير بالذّكر أنّ التّركيز في هذا المقال سيكون على الضّب الإفريقيّ، وذلك لوجود دراسات عنه على الرّغم من قلتّها، وفيما يأتي أهمّ خصائص الضب:
- يبلغ طول صِغار الضّب عند خروجها من البيضة 5سم تقريباََ، وتزن من 4-6غ.
- يبلغ الضّب عُمر النّضج الجنسيّ في عمر ثلاث سنواتٍ تقريباََ، ويصل إلى حجمه النّهائي عند بلوغه السّنة الثّامنة، أو التّاسعة من العمر.
- يصل أقصى طول لجسم الضّب من 40-43سم، ويصل وزنه إلى 450غ.
- يميل لون جسم الضب إلى الرّمادي أو البني، ويكون مُنقّطاً بألوان تختلف من فرد لآخر، منها: اللّون الأحمر، أو البرتقالي، أو الأخضر، أو الأصفر، وتزداد كثافة الألوان مع بلوغه عمر النّضج الجنسي.
- تتأثّر ألوان جسم الضّب بدرجة الحرارة، فتصبح داكنةً في الطّقس البارد، وفاتحةً في الطّقس الحار.
- لا تختلف إناث الضّب عن ذكورها شكلياََ، إلا أنّ ألوان الذّكور تكون زاهيةً أكثر، ويميل الذّكر للنمو بشكل أسرع من الأنثى في فترة ما قبل البلوغ ، كما أنّ رأسه أضخم من رأسها، وقاعدة ذيله قد تكون أعرض، أمّا الثّقوب الفخذيّة فهي أكبر، ولونها أغمق من تلك التي لدى الإناث.
صفات الضّب السّلوكيّة
فيما يأتي أهمّ الخصائص السلوكيّة للضب:
- يتصّف حيوان الضّب بأنّه انعزالي، كما يتّصف بالعِدائيّة، ويمكن أن تطال عدائيّته أشقاءه إذا اجتمع معهم لفترة طويلة، كما يدافع عن مناطقه الإقليميّة بشراسة.
- يهاجم أعداءه ويعضّهم من الجوانب، ممّا يترك ندوباََ بيضاء، أو ندوباََ عديمة اللّون في الأماكن التي تعرضّت للعض.
- ينشط حيوان الضّب أثناء النّهار فقط.
- يبيت الضّب بياتاََ شتوياً لمدة تتراوح بين شهرين إلى خمسة أشهر، ولا ينشط إلا أثناء شهور الصّيف .
- يعيش الضّب غالباََ منفرداََ ضمن حدود أراضيه التي قد تصل مساحتها إلى 10-50كم، ويحرص على تحديد مناطقه الإقليميّة بإفرازات لها رائحة خاصّة يُفرزها من غدده الفخذيّة والشّرجيّة، إلا أنّه قد يعيش في بعض الأحيان ضمن جماعات صغيرة، كما يمكن أن يعيش بين 10-100 ضّب في كيلومتر مربّع واحد.
- يغازل الضّب أُنثاه بتحريك رأسه من جهة لأخرى، ومن الأسفل للأعلى.
- يحفر الضّب البالغ جحوراََ قد يصل عمقها إلى 4م، ويجعل لها العديد من المداخل والمخارج لإرباك الحيوانات المفترسة، والهرب منها عند تعرّضه لهجوم.
- يختبئ الضّب الكبير في جحره عند تعرضّه لهجوم من قبل الحيوانات المفترسة، مثل: الطّيور الجارحة، والذّئاب، والكلاب، والثّعابين ، ويتشبّث بجدار جحره باستخدام مخالبه لتجنُّب سحبه خارج الجحر، بينما يلجأ الضّب الصّغير للاختباء تحت الحجارة؛ لأنّه لا يبني جحراََ خاصاً به قبل البلوغ.
- ينظّم الضّب درجة حرارة جسمه عن طريق الاستلقاء تحت أشعة الشّمس الدّافئة عند انخفاض درجة الحرارة، والاختباء في الأماكن الظّليلة الباردة عند ارتفاع درجة الحرارة، وذلك حتّى يحافظ على درجة حرارة جسمه بين 97-102 درجة، وهو ما يُعرَف بتنظيم درجة الحرارة السّلوكي (بالإنجليزيّة: Behavioral thermoregulation).
- تحرس الأم بيضها حتّى يفقس؛ أي ما بين 8-12 أسبوعاََ، إلا أنّه من غير المؤكّد أنّها تعتني بالصّغار بعد خروجهم من البيض.
غذاء الضّب
يعتمد الضّب في غذائه أساساََ على النّباتات الغنيّة بالألياف، إلا أنّه قد يتغذى على الحشرات، مثل: النّمل والخنافس أيضاََ، ويتصّف الجهاز الهضميّ له بأنّه معقّد التّركيب؛ وذلك لزيادة مساحة سطح الامتصاص في القناة الهضميّة، كما يعتمد في هضم غذائه على الميكروبات وهو ما يُسمّى بالهضم الميكروبي (بالإنجليزيّة: Microbial digestion). توجد في أنف الضّب غُدد خاصة تُمكّنه من التّخلص من الأملاح التي تتركّز عادةََ في أوراق النّباتات الصّحراويّة، دون أن يفقد الكثير من الماء.
دور الضّب في النظام البيئيّ
على الرّغم من أنّ جسم الضّب يعمل كمُضيف للعديد من الطّفيليات الخارجيّة، مثل: العث، والقراد، والطّفيليات الدّاخليّة، مثل: الأوليات، والدّيدان الأسطوانيّة، والدّيدان الشّريطيّة ، والدّيدان الدّبوسيّة، إلا أنّ له بعض الفوائد للبيئة والإنسان، منها:
- يُشكّل غذاءً للكثير من الحيوانات، مثل: الثّعابين، والذّئاب، والطّيور، والورل.
- يساعد على انتشار بذور النّباتات التي يتناولها.
- يساعد الضّب أثناء حفر الجحور في التّربة الصّحراويّة على رفع التّربة قليلة الملوحة إلى سطح الأرض، ممّا يُحفّز نموّ النّباتات التي تنمو في التربة قليلة الملوحة.
- يتغذّى الكثير من سكان المناطق التي يكثر فيها الضّب على لحمه، كما يُستخدَم في العلاج الشّعبي على الرّغم من عدم وجود دراسات تثبت فوائده الطبيّة.
- يتغذّى على القوارض والحشرات ، ممّا يفيد في السّيطرة على الآفات الزّراعيّة.
- تستخدم القبائل المحليّة جلد الضّب؛ لحمل الماء.
الأخطار التي يتعرّض لها الضّب
على الرّغم من أنّ الضّب لا يُعدّ من الحيوانات المُدرَجة ضمن القائمة الحمراء للأنواع المُهدَّدة بالانقراض التي يصدرها الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها (IUCN)، إلا أنّه يتعرّض للعديد من المخاطر والتّحديات التي تؤدي إلى تناقص أعداده؛ وذلك لأنّ الإنسان قضى على الموائل الطّبيعيّة للكثير من الحيوانات ومنها الضّب، ولتعرُّضه للصيد للحصول على لحمه، ولأغراض الطّب الشّعبي، وتعرّضه للصيد للبيع كتذكارات أو كحيوان أليف، بالإضافة إلى أنّ الكثير من هذه الحيوانات تتعرّض لحوادث الدّهس أثناء تشمّسها على الطُّرق.