الصحابيات رضي الله عنهن
كان جيل الصّحابة رضوان الله عليهم أفضل جيلٍ مرّ في تاريخ البشريّة في أخلاق رجاله ونسائه فهو خير القرون بشهادة النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وهم خير أمّة أخرجت للنّاس بخلقها الكريم، وطاعتها لمنهج الله تعالى، وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر.
وللأمة الإسلامية أسوةٌ حسنة في سلفها الصّالح الذين أعطوا صورة مشرقة غاية في النّقاء للبذل والتّضحية والعطاء والفداء، وقد تمثلت تلك المعاني الجميلة في نفوس الصّحابة، وكان للصحابيات حظٌ ونصيبٌ وافر في تلك الصّفات والأخلاق الكريمة، ونذكر بعض هذه الصّفات في هذا المقال.
صفات الصحابيات رضي الله عنهن
العقيدة السّليمة
فلقد كانت الصّحابيات رضوان الله عليهن مضربًا للمثل في الاعتقاد الصّحيح المبني على توحيد الله تعالى وعبادته وحده، ومثال على ذلك سميّة زوجة ياسر والد الصّحابي الجليل عمار رضي الله عنهم أجمعين، والتي حملها صحّة الاعتقاد وقوته على تحمل الأذى والتّعذيب والصّبر عليه، فما لا نت قناتها، وما ضعفت إرادتها حتّى لقيت ربها شهيدة.
العفّة والطّهارة
فلقد اشتهرت الصّحابيّات الكرام بطهرهنّ العجيب وعفتهنّ الظّاهرة، ومن الأمثلة على ذلك المرأة التي أتت إلى نبيّ الله عليه الصّلاة والسّلام تشكو إليه تكشّف بعض عورتها حينما كانت تصرع رغمًا عنها، (عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لعطاء: ألا أُريك امرأةً من أهلِ الجنةِ؟ قلتُ بلى. قال: هذه المرأةُ السوداءُ. أتتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالت: إني أُصْرَعُ. وإني أتكشَّفُ. فادعُ اللهَ لي. قال: إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنةُ. وإن شئتِ دعوتُ اللهَ أن يعافيكِ، قالت: أصبرُ. قالت: فإني أتكشَّفُ. فادعُ اللهَ أن لا أتكشَّفُ، فدعا لها) [صحيح مسلم].
البذل والتّضحية
فلقد كانت الصّحابيّات كذلك مثالًا في البذل التّضحية، ولم يمنعهنّ عدم مشاركتهنّ في جهاد النّفس أن يشاركن في المعارك والغزوات بتطبيب الجرحى ومداواتهم، ومن الأمثلة على ذلك الصّحابيّة الجليلة رفيدة الأسلميّة التي كانت أوّل ممرضةٍ في الإسلام تضرب خيمة تشابه العيادات في وقتنا الحاضر وتكون ملاذًا للجرحى والمعذّبين.
الكرم والجود
فلقد اشتهرت كثيرٌ من الصّحابيّات بصفات الكرم والجود، ومن الأمثلة على ذلك زينب بنت خزيمة رضي الله عنها التي اشتهرت ببذلها في سبيل الله وإنفاقها على الفقراء والمساكين حتّى لقّبت بأمّ المساكين.
طاعة الله ورسوله
فقد تميّزت الصّحابيات الكرام بسرعة استجابتهنّ لأوامر الله تعالى، فعندما نزلت آيات الحجاب سارعت الصّحابيّات كما روت عائشة رضي الله عنها إلى شقّ مروطهنّ والاختمار بها.