صفات السيدة صفية
صفات السيدة صفية
تميزت السيدة صفية -رضي الله عنها- بخصال جمّة؛ جعلت منها نموذجاً يحتذى منذ الزمن الأول، ومن هذه الصفات نذكر ما يأتي:
- حبّها لدين الحق
حيث إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد خيّرها عند سبيها بين الإسلام واليهودية، فاختارت الإسلام على أن يعتقها النبي -صلى الله عليه وسلم- وتعود لليهودية.
- حبّها للنبي حباً جماً
وشدّة وفائها وإخلاصها له -صلى الله عليه وسلم-؛ ومما يدلل على ذلك ما كان منها يوم مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل موت؛ إذ تمنّت صفية أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن لو كان المرض قد حلّ بها حيث قالت: (إني واللهِ يا نبيَّ اللهِ لوددتُ أنَّ الذي بك بي).
وما كان من زوجات النبي إلا أن تغامزن من قولها هذا؛ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لهنّ: (مَضْمِضْنَ، فقلن من أيِّ شيٍء؟ فقال: من تغامُزِكِنَّ بها، واللهِ إنها لصادقةٌ).
- الشرف الرفيع
حيث صحّ أنّ النبي ذات يوم دخل على صفيّة -رضي الله عنها- تبكي؛ فلما سألها عن السبب أخبرته ما كان من قول عائشة وحفصة -رضي الله عنهما-؛ أنهما بنات عمّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأزواجه؛ مناكفةً لصفيّة -رضي الله عنهنّ جميعاً-، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ألَا قُلتِ: كيفَ تَكونانِ خيْرًا مِنِّي وأبي هارونُ، وعمِّي موسى، وزَوْجي مُحمَّدٌ؟).
- حرصها على حسن العبادة
حيث كانت النسوة يجتمعن عندها ويقرأن القرآن الكريم، فإذا مرّوا بسجدة سجدوا؛ فكانت تحثّهم على التباكي مع السجود؛ زيادة للخشوع في تلاوة القرآن الكريم.
- الحكمة ورجحان العقل
حيث روى أهل السير والتراجم أنّ جارية لصفية -رضي الله عنها- شكتها لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ وزعمت أنّ صفية أم المؤمنين تحب يوم السبت، وتصل اليهود؛ فبعث الخليفة عمر -رضي الله عنها- يسألها عن ذلك؛ فقالت له: "أَمَّا السَّبْتُ، فَلَمْ أُحِبَّهُ مُنْذُ أَبْدَلَنِي اللهُ بِهِ الجُمُعَةَ؛ وَأَمَّا اليَهُوْدُ، فَإِنَّ لِي فِيْهِمْ رَحِماً، فَأَنَا أَصِلُهَا".
وبعد ذلك سألت جاريتها عن سبب فعلتها؛ فأخبرتها بأنّه من الشيطان؛ فقامت صفية -رضي الله عنها- باعتاقها.
أم المؤمنين صفية
هي صفية بنت حُيَيِّ بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن تحوم من بني إسرائيل، من سبط النبي هارون -عليه السلام-، وأبوها زعيم اليهود في بني النضير، وهي من زوجات النبي -محمد صلى الله عليه وسلم-، كانت شريفة عاقلة، ذات حسب وجمال.
وقد توفيت -رضي الله عنها- في المدينة المنورة، في فترة حكم معاوية بن أبي سفيان سنة خمسين للهجرة، ودفنت في البقيع مع باقي زوجات الرسول -رضي الله عنهن-.
زواج أم المؤمنين صفية
تزوّجت السيدة صفية في عمر صغير من سلام بن مشكم، وكان فارس قومها ومن شعرائهم، ثمّ فارقته وتزوجت من كنانة بن أبي الحقيق، صاحب حصن القموص، وفي حرب خيبر مع المسلمين قُتل كنانة، وأُخذت صفية مع الأسرى، فاصطفاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه.
وقد خيّرها بين الإسلام والزواج بها، وبين البقاء على دينها والرجوع إلى قومها، فاختارت الإسلام لتصديقها بدعوة النبي الكريم، فبعد ذلك أسلمت وأعتقها الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وتزوجها بعد أن انتهت عدّتها، وكانت حينها في السابعة عشر من العمر.
الحكمة من زواج النبي من السيدة صفية
لقد كانت الغاية من زواج النبي من أمّ المؤمنين صفية -رضي الله عنها- تتلخص بعدد من الأسباب الهامة؛ فطن لها النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ نذكر من أهمّها:
- رفع قدر صفية -رضي الله عنها-، وتعزيزها، وتعويضها عمّا حصل معها في فتح خيبر.
- إيجاد مصاهرة بينه وبين اليهود، ليخفف حدّة التوتر، والعداء من قِبَلهم، ويشدّ قلوبهم لدعوة الإسلام؛ فقد كانت السيدة صفية سيدة قومها.