صفات الدب القطبي
صفات الدب القطبي الجسدية
يعدّ الدب القطبي أكبر الثدييات المفترسة في العالم ، ويعيش في مناطق القطب الشمالي التي تمتاز بدرجات حرارة متجمدة، لذلك تتطور شكل الدب القطبي ليتكيف مع البيئة الباردة التي يعيش بها ، ومن أهم صفات الدب القطبي الجسدية ما يأتي:
حجم الدب القطبي
يبلغُ حجمُ ذكر الدبّ القطبيّ أكبرَ بـ3 أضعاف حجم الأنثى، إذ يتراوح وزن الذكر من 350 كغ إلى أكثر من 650 كغ، بينما يتراوح وزنُ الأنثى من 150 كغ إلى 250 كغ، ويصل وزنها إلى 500 كغ في أثناءَ الحمل.
وبالنسبة للطّول فيتراوح طولُ ذكر الدبّ القطبيّ من 2.5 إلى 3 أمتار، وطول الأنثى من 1.8 م إلى 2.5 م، ومن الجدير بالذكر أنّ أكبر دبّ قطبيّ بلغ وزنُه 1.002 كيلوجرام، وطولُه 3.7 متر.
لون الدب القطبي
يمكن أن تظهر الدببة القطبية بألوان عدة حسب الموسم والوقت من اليوم؛ ومنها الأصفر، والبرتقالي، والرمادي، والأخضر، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ فراءها شفافة ومجوفة، فعندما يسقط الضوء على الفراء الخارجي، يمتص القليل منه ويتشتت الباقي بعيدًا.
لذلك يكون الفراء عند شروق الشمس أبيض اللون؛ فهو يشتت ضوء النهار الأبيض، ونجده باللون الرمادي في يومٍ غائم، وعند غروب الشمس يتحول إلى اللون البرتقالي المحمر، ويساعدها اختلاف ألوان فرائها على التكيف والتخفي في بيئاتها.
ونجد الدببة القطبية في حدائق الحيوان باللون الأخضر؛ إذ تحدث ثقوبًا صغيرة في فرائها نتيجة لحركتها على الأرضيات الخرسانية في الأقفاص، فتدخل الطحالب وتتكاثر داخل فراء الدببة لتحولها إلى اللون الأخضر.
أطراف الدب القطبي
يمتاز جسم الدب القطبي بأنّ جزأه الخلفي أعلى من الكتفين، وذلك لأنَّ الأطراف الخلفية أطول من الأطراف الأمامية، وله أقدام كبيرة الحجم تساعده ليتأقلم مع البيئة الجليدية التي يعيش بها.
إذ توزع كفوفه الكبيرة وزنه في أثناء حركته فوق الثلوج، كما يحتوي نعل قدم الدب القطبي على نتوءات جلدية وشعر بين الأصابع، لمنعه من الانزلاق في أثناء المشي.
وللدب القطبي كفوف أمامية مستديرة، وخمسة أصابع ذات مخالب سميكة ومنحنية للإمساك بالفريسة، ولتمكنه من التسلق على الجليد.
رأس الدب القطبي
رأس الدب القطبي مستطيل وصغير مقارنةً بحجم جسمه، وأنفه عريض ومقوس وأسود اللون، وله 42 سن يستخدمها لاصطياد فريسته، وله قواطع كبيرة لتقطيع لحم الفريسة إلى قطع أصغر، إذ إنه يبتلع الطعام دون مضغه.
أما عيون الدب القطبي فهي قريبة من بعضها بعضًا، ولونها بني غامق، وتتجه للأمام، وآذانه صغيرة الحجم نسبيًّا مقارنةً بآذان الدببة الأخرى؛ ويعدّ ذلك من أشكال التكيُّف مع البيئة الجليدية التي يعيش بها؛ إذ تساعدانه في الحفاظ على حرارة جسمه.
ذيل الدب القطبي
ذيول الدببة القطبية قصيرة وصغيرة، ويبلغ طولها 7-12 سم، ويساعده ذلك في التكيُّف مع البيئة الجليدية؛ إذ يمنع الذيل القصير فقدان الحرارة، ويحافظ على أقصى قدر ممكن من الدفء.
شعر الدب القطبي
يغطي جسم الدب القطبي باستثناء أنفه ووسادات أقدامه طبقتين من الفراء، ويتراوح سمك الطبقة السفلية 2.5-5 سم، وتشكل طبقة كثيفة وعازلة، ومغطاة بطبقة رقيقة من الشعر الخارجي القاسي واللامع، والذي يصل طوله إلى 15 سم.
وبالإضافة إلى أنّ شعر الدببة القطبية شفاف، ويتلون حسب الظروف المحيطة، إلا أنه يتميز أيضًا بكونه زيتي وطارد للماء، فلا يتعرض للبلل بالماء أو الثلج في درجات الحرارة المنخفضة، وتستبدل الدببة القطبية هذا الفراء بالكامل سنويًّا، في مايو أو يونيو، ويستمر تساقط الشعرعدة أسابيع.
جلد الدب القطبي
يظهر جلد الدب القطبي على الأنف ووسادات القدم باللون الأسود؛ ويعدّ أحد أهم وسائل التكيُّف لديه؛ إذ يمتص طاقة ضوء الشمس لتدفئة جسمه.
وجود الفراء وطبقة الدهون
يمتلكُ الدبّ القطبيّ طبقةَ دهون توجد تحتَ الجلد مباشرةً، حيث تحمي الجسم من البرد، وفراءً يعمل على عزل الهواء المعتدل بين الدب والمناطق المحيطة به، ويحفظ درجات حرارة الجسم، وطبقةً زيتيةً تحميه من درجات الحرارة المنخفضة، وتحافظ على رطوبته.
صفات الدب القطبي السلوكية
بالإضافة إلى صفات الدب القطبي الجسدية، فقد طور أيضًا صفات سلوكية للتكيف مع بيئته، ومن أهم صفات الدب القطبي السلوكية ما يأتي:
نشاط متذبذب خلال النهار
تكون الدببة القطبية في قمة نشاطها في الثلث الأول من اليوم، بينما يقل نشاطها في الثلث الأخير، وتقضي أنثى الدب القطبي في الربيع 19% من وقتها مع أشبالها في صيد الفقمة، ونحو 38% في فصل الصيف، بينما تقضي الذكور نحو 25% من وقتها في الصيد في فصل الربيع، ونحو 40% من وقتها في الصيف.
وتقضي الدببة القطبية ما تبقى من وقتها في النوم والاسترخاء، وعندما يمنعها نقص الجليد من صيد الفقمة قد تصل نسبة نومها إلى 87%.
المشي والركض
يمكن للدببة القطبية الوقوف على أقدامها الخلفية والمشي مشيًّا مستقيمًا؛ ولكن لمسافات قصيرة، فالنمط الاعتيادي لمشيها يكون على باطن أقدامها مع تلامس كعوبها مع الأرض، وتأرجح كفوفها الأمامية للخارج، وكذلك تأرجح رؤوسها من جانب إلى آخر.
ويمكن وصف مشي الدببة بـ4 ضربات، كالآتي: تلامس القدم الأمامية اليمنى الأرض، وتتبعها القدم الخلفية اليسرى، ثم القدم الأمامية اليسرى، وتتبعها القدم الخلفية اليمنى.
وتستخدم الدببة القطبية أكثر من ضعف طاقتها للتحرك بسرعة معينة؛ وذلك بسبب بناء أجسادها الضخمة ومشيها المتأرجح، ويبلغ متوسط سرعة مشي الدب القطبي 5.5 كم/الساعة، ويمكنه الركض بسرعة 40 كم/الساعة لمسافات قصيرة لمطاردة الفريسة واصطيادها.
العيش بانفراد غالبًا
تعيش الدببة القطبية في الأساس منفردة، إلا أنها توجد ضمن وحدتين اجتماعيتين فقط؛ الأولى تتكون من الإناث البالغات مع الأشبال؛ ويعدّ هذا التفاعل الاجتماعي الأكثر ثباتًا ب ين الدببة القطبية، وتتكون الثانية من أزواج التكاثر التي تتزاوج عدة مرات، وتبقى معًا لمدة أسبوع أو أكثر.
السبات الشتوي
تلجأ الثديات الصغيرة إلى السبات في الأوقات التي يكون فيها الطعام نادرًا، فتخزن دهون الجسم عند وفرة الطعام، لتستخدمه في أثناء فترة السبات، أما الدببة القطبية فلا تدخل في سبات عميق، ولكن تدخل الإناث وخاصة الحوامل منهن في حالة من الخمول، ويستمر ذلك من أكتوبر أو نوفمبر حتى مارس أو أبريل.
الهجوم على البشر
تشكل الدببة القطبية خطرًا على البشر عندما تفقد موطنها في الجليد البحري، فتحول موطنها إلى مناطق اليابسة، ليكثر تصادمها مع البشر، ويشكل ذلك خطرًا عليهم لأن الدببة القطبية مفترسات كبيرة.
أماكن عيش الدببة القطبية
تعيش الدببة القطبية في القطب الشمالي وما حوله، إذ يوجد الدب القطبي في خمس دول وهي؛ الولايات المتحدة (ألاسكا)، وكندا، وشمال روسيا، وجرينلاند، والنرويج (سفالبارد)، وتعتمد حياة الدببة القطبية على الجليد البحري للصيد والتكاثر، إذ يعدّ البحر مصدرغذائها الرئيسي، والمكان الذي تقضي فيه معظم حياتها.
ولكن مع انحسار الجليد البحري بعيدًا عن الساحل، تضطر الدببة القطبية إلى التنقل للوصول إلى مصادر الغذاء الحيوية .