صفات أبي بكر الصديق
صفات أبي بكر الخُلُقيّة
اتّصف أبو بكر الصدّيق بمكارم الأخلاق، وكان النّاس يحبّونه حباً جمَّاً، كيف لا وقد اقتضى في أخلاقه بخُلق النبي المصطفى -صلى الله عليه وسم-! ولا يتّسع المقام لذكر جميع صفاته وأخلاقه، لِذا نذكر أبرزها فيما يأتي:
الورع والخوف من الله
كان أبو بكر -رضي الله عنه- يستشعر رقابة الله دائماً في حياته وفي حكمه، ولا يأخذ من مال المسلمين مثقال ذرة، فقد روت عنه ابنته عائشة -رضي اللّه عنها- أن غلاماً كان يأخذ الطّعام لأبيها أي لأبي بكر، فجاءه الصبي ذات مرة بالطعام، فأكل منه أبو بكر -رضي الله عنه-.
وسأل أبو بكر الغلام عن مصدر هذا الطعام، فأخبره الغلام أنّه لإنسانٍ في الجاهليّة، وكان قد أعطاه إياه لرقيةٍ رقاها له، فأدخل أبو بكر يده إلى حلقه يريد أن يتقيّأ ما أكل، وأخرج اللقمة، ثم قال: "والله لو لم تخرج إلا مع روحي لأخرجتها"، ثم تابع بالقول: إنّي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّه لا يدخُلُ الجنَّةَ لحمٌ نبَت مِن سُحْتٍ).
التواضع
اتّصف -رضي الله عنه- بالزهد و التواضع ، فعلى الرغم من كون أبي بكر كان حاكماً وخليفة وقائداً عسكرياً بعد رسول الله، إلا أنّه كان لا يتكبّر على أحد، بل يخفض جناحه لمن هم دونه من عامّة الناس، ومن المواقف التي تُظهر تواضعه أنّه كان قبل خِلافته يذهب كلّ يومٍ إلى السوق، فيبيع ويشتري، ويرعى غنمه، ويحلب أغنام الحيّ.
ولمّا بويع ب الخلافة وصار خليفة المسلمين قالت له فتاة صغيرة: "الآنَ لا تحْلبُ لَنَا مَنَائِحَ دَارِنَا"، فلمّا سمعها أبو بكرٍ -رضي الله عنه- قال لها بتواضع: "بَلَى لَعَمْرِي لأَحْلِبَنَّهَا لَكُمْ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَلا يُغَيِّرَنِي مَا دَخَلْتُ فِيهِ عَنْ خُلُقٍ كُنْتُ عَلَيْهِ".
الصبر وقوّة الإيمان
اتّصف -رضي الله عنه- بقوة إيمانه التي تبعث فيه الصبر على المصائب، و التصرّف الرشيد ، ورجاحة العقل، والرأي السديد، ونورد في هذا موقفه عندما علِمَ بوفاة النبي -صلى الله عليه سلم-، فقد دخل عليه وقبّله، ثمّ بكى.
ثم تمالك نفسه وخرج إلى الناس قائلاً: "مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ، فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لَمْ يَمُتْ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ"، ثم تلا عليهم: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).
الصدق
لُقِّب أبو بكر -رضي الله عنه- بالصِّدّيق لتصديقه للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- بكلّ ما أخبر به، وقد كان أوّل مَن صدّق النبيّ في قصّة حادثة الإسراء والمعراج رغم تكذيب وسخرية مَن حوله بذلك، إلا أنّ أبا بكر كان يردّ عليه عندما يسألونه ويقول: "إني لأصدقه بما هو أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء في غدوة أو روحة".
شدّة حبّه للنبي
كان أبو بكر -رضي الله عنه- من أكثر الصحابة حباً للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقد أحبّه حباً فاق حب الدنيا بأسرها، حباً خالط روحه ودمه ولحمه، وصدّقه حين كذّبه النّاس، وواساه حين تركه النّاس، ودافع عنه حين آذاه النّاس، وبكى فرحاً عندما علِم أنّ الله أذن له ب مرافقة النبيّ في الهجرة، وكان شديد الحرص والحماية للنبيّ الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
صفات أبي بكر الخَلقيّة
كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- جميل الوجه وحَسَن الصّورة، ولأجل ذلك لقّبه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعَتيق، ومن أهمّ الصفات الخَلقيّة التي أخبرت بها ابنته السيّدة عائشة وغيرها من الصحابة ما يأتي:
- بياض لون بشرته.
- نحافة جسده وقلّة لحمه.
- بارز الجبهة، وعيناه غائرتان؛ أي غارزتين.
- أقنى الأنف؛ بمعنى أنّ أنفه مرتفع وفي وسطه احْدِداب.
- قليل شعر الوجه.