شوشتر مدينة إيرانية
مدينة شوشتر الإيرانيّة
تتميز إيران بطبيعة ساحرة وعجائب من تكوين الخالق عزّ وجل، وهناك الكثير من المدن السياحيّة التي تعتبر مقصداً مهماً لوجهة السياح إليها، ومن بين هذه المدن مدينة شوشتر، أو تستر كما عرفها التاريخ الإسلامي، وتقع هذه المدينة على مسافة 85 كم من شمال منطقة الأهواز في محافظة خوزستان في جنوب إيران، ومسافة 10 كم من مدينة الشوش.
تعتبر شوشتر من الأراضي الخصبة جداً ومن المناطق الزراعيّة؛ حيث يمر بها نهر كارون أطول نهر في محافظة خوزستان، وصُنفت هذه المدينة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، فهي تحتضن نظام شوشتر الهيدروليكي التاريخي الذي صنعه الفرس، وفي شوشتر ما زال هناك أناس يسكنون بها من أصول الفرس ويتحدثون اللغة الفارسية، وسنتعرف على تاريخ هذه المدينة وأبرز معالمها في هذا المقال.
تاريخ مدينة شوشتر الإيرانيّة
تعدّ مدينة شوشتر مدينة تاريخية سكنها الإنسان منذ 3000 سنة، وهي تأسست في القرن الخامس قبل الميلاد على يد الملك الفارسي داريوش أو داريوس، وتلقب هذه المدينة بالمدينة الحصينة، وأبرز من سكنها الفرس، حيث قاموا بالكثير من الإنجازات التي ما زالت الآثار التاريخيّة تشهد عليها، لكن في زمن التاريخ الإسلامي وفي فترة الفتوحات الإسلامي وصلها المسلمون واستشهد الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم على أسوارها الحصينة، ومن بين الصحابة الذين استشهدوا البراء بن مالك أخو الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنهما.
على الرغم من حصانة شوشتر إلا أنّ المسلمين تمكنوا من فتحها بقيادة القائد أبو موسى الأشعري سنة 17 هجري، حيث تسلل أحد المسلمين وهو مجزاة بن ثور السدوسي إلى المدينة عبر أنفاق المياه التي تجري بين الجبال وداخل المدينة، وتمكن المسلمون من فتحها وأسر هرمزان قائد الفرس فيها.
معالم مدينة شوشتر الإيرانيّة
نظام شوشتر الهيدرليكي
تلقّب مدينة شوشتر بالمدينة التي تجري من تحتها الأنهار، ومن خلال هذه الأنهار صنع الفرس نظام ري متكافئ يسمح بري 40000 هكتار من الأراضي الزراعيّة والبساتين جنوب المدينة، ويعتبر هذا النظام المائي مثالاً على إبداع الإنسان؛ لأنّ أهالي شوشتر يستخدمونه إلى يومنا هذا، فمع هذا النظام يبرز جمال شوشتر من خلال الشلالات التي تتدفق تحت المنازل ومن المنحدرات الصخرية لتصنع لوحة فنية جميلة.
سد القيصر
تحتوي شوشتر على السدود، والطواحين، والجسور، والأحواض المائية، حيث يعتبر سد وجسر القيصر أول السدود التي بُنيت في إيران، وما زالت بقايا السد شاهدة على طوله الذي كان يبلغ 500 متر، ومع دخول الرومان للمدينة أعادوا بناءه، لكنّه انهار في القرن التاسع عشر.