شهادة الزور في القرآن الكريم
شهادة الزور في القرآن الكريم
هناك العديد من الآيات القرآنية التي تناولت التحذير من شهادة الزور وتحريمها، ومنها ما يأتي:
- قال -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ).
- قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا).
- قال -تعالى-: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا).
شهادة الزور في السنة النبوية
هناك العديد من الأحاديث الدالة على تحريم شهادة الزور ، ونذكر بعضها فيما يأتي:
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (ذَكَرَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- الكَبائِرَ، أوْ سُئِلَ عَنِ الكَبائِرِ، فقالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ وقالَ: ألا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ؟ قالَ: قَوْلُ الزُّورِ، أوْ قالَ: شَهادَةُ الزُّورِ، قالَ شُعْبَةُ: وأَكْبَرُ ظَنِّي أنَّه شَهادَةُ الزُّورِ).
- عن أبي بكرة نفيع بن الحارث -رضي الله عنه- قال: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا، قالوا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْرَاكُ باللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ -وَجَلَسَ وَكانَ مُتَّكِئًا فَقالَ- أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، قالَ: فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا حتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقوا الحديثَ عنِّي إلَّا ما علِمتُمْ فمَن كذبَ عليَّ مُتعمِّدًا فليتَبوَّأْ مَقعدَهُ مِن النَّارِ، ومَن قال في القرآنِ برأيِّهِ، فليتَبوَّأْ مَقعدَهُ مِن النَّارِ).
تعريف شهادة الزور
شهادة الزور هي نوعٌ من أنواع الكذب المتعمّد على شخص وتكون بنسب قول أو فعل لشخصٍ ما على غير وجه حقّ، ويكون ذلك الشخص لم يقم بذلك الذي نُسِب إليه، كما أنّ شهادة الزور نوعٌ من أنواع الظلم وكتمان الحقّ وإبطاله، وتعدّ أيضاً علامة من علامات الساعة .
وقد حذّر القرآن الكريم والسنة النبوية من شهادة الزور أشدّ تحذير، وقد قُرِنت شهادة الزور بالشرك بالله وعقوق الوالدين في كثير من الأحاديث، وفي هذا دلالة على عظم هذا الذنب وعاقبته الوخيمة.
عقوبة شاهد الزور
إنّ عقوبة شاهد الزور هي عقوبة تعزيرية ، ويقدّرها الحاكم بحسب الحال وحسب ما يراه مناسباً، وقد تعددت آراء الفقهاء في كيفية تعزير شاهد الزور إلى عدة آراء نوجزها فيما يأتي:
- الحنفية
يرى أبو حنيفة أن عقوبة شاهد الزور التعزيرية تكون بالتشهير به بين الناس؛ وذلك بعد صلاة العصر في مكان تجتمع فيه الناس، ولا يرى أن عقوبته تكون بالضرب أو الحبس.
- الشافعية
يوافق الشافعية رأي الحنابلة والمالكية في أن عقوبة شاهد الزور التعزيرية تكون بالضرب والحبس، وزاد عليه أن من ارتكب هذا الإثم فيعدُّ فاسقاً ولا تقبل شهادته؛ لأن شهادة الزور من الكبائر .
- الحنابلة والمالكية
يرى الصاحبان أنّ عقوبته تكون بإيجاعه ضرباً وحبسه حتى يتوب.