شكل ووصف الكعبة المشرفة
حجم الكعبة وارتفاعها
تتخذ الكعبة المشرّفة الشكل المكعب أو المربع، ولذلك سمّيت بالكعبة نسبةً إلى شكلها، وتقع في وسط المسجد الحرام في مكة المكرمة، أما بالنسبة لارتفاعها من الأرض، فيبلغ سبعةً وعشرين ذراعًا، وعرض جدارها الأماميّ -أي وجه الكعبة-: أربعةٌ وعشرون ذراعًا، وعرض جدارها الخلفي مثل ذلك، وعرض جدارها الذي يلي اليمن: عشرون ذراعًا، وعرض جدارها الذي يلي الشام: واحدٌ وعشرون ذراعًا، ويرتفع باب الكعبة عن الأرض أربعة أذرعٍ، وعلوه ستةُ أذرعٍ ونصف، وعرضه أربعة أذرع، وما بين الباب والحجر الأسود أربعة أذرعٍ.
باب الكعبة
يبلغ علو باب الكعبة ستة أذرعٍ ونصف، وهو مصنوعٌ من نوعٍ من الخشب يسمّى بالساج، وله دفتان، أي: جزءان، وعرض كل جزءٍ منه ذراعٌ وثلاثة أرباع الذراع، وتم تزيين الباب من مقدمته وأعلاه بدوائر زخرفيَّةٍ منقوشةٍ، بالفضة، وكتاباتٍ منقوشةٍ بالذهب والفضّة أيضًا، وكتبت عليه الآية القرآنية التالية، قال تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين)،وللباب أيضًا حلقتان كبيرتان من الفضة، وقد وضعتا في دفتي الباب؛ بحيث لا تصل إليهما أيدي الناس، ومن تحتهما وضعت حلقتان أخريان، أصغر حجمًا من الفضة، ووضعتا بطريقة تصل إليهما أيدي الناس، ويوجد على الباب أيضًا، قفلٌ كبيرٌ من الفضة، يقفل بها الباب، ولا يستطيع أحدٌ فتحه حتى يتمّ نزع القفل.
أركان الكعبة
وهي زوايا الكعبة الأربعة، وتتجه الأركان نحو الاتجاهات الأربعة؛ ففي الشمال يوجد الركن العراقي؛ نسبةً إلى بلاد العراق، وفي الجنوب الركن اليماني ؛ نسبةً إلى اليمن، وفي الشرق الركن الأسود، وسمّي بذلك؛ لوجود الحجر الأسود فيه، وفي الغرب، الركن الشامي؛ نسبةً إلى بلاد الشام.
ميزاب الكعبة
ويسمى أيضًا بميزاب الرحمة، وهو جزءٌ مثبَّتٌ في الجهة الشمالية، وظيفته تصريف مياه الأمطار من سطح الكعبة، والميزاب يلي حجر إسماعيل -عليه السلام- وهو مثبَّتٌ بسقف الكعبة.
الملتزم
وهي المنطقة الممتدّة ما بين الركن الأسود، أي: الحجر الأسود ، وباب الكعبة المشرفة، وسمي بذلك؛ لاستحباب التزامه، ووضعه الخد عليه والدعاء، فهو من الأماكن التي تستجاب فيها الدعوات.
الشادروان
والمقصود به هو الأماكن البارزة المتّصلة بأسس جدران الكعبة، وعلى هذه الأجزاء توجد فيها حلقاتٌ، يربطون بها أستار الكعبة المشرفة.
مقام إبراهيم -عليه السلام-
وهو موطئ قدم سيدنا إبراهيم -عليه السلام- والحجر الذي كان يقوم عليه، عند بنائه للكعبة المشرفة ، ويستحبّ للمسلم بعد الطواف أن يصلي خلف المقام، فقال تعالى: (وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)، وقال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ).
حِجْرُ إسماعيل -عليه السلام-
ويسمى أيضًا بالحطيم، وهو القسم الخارج عن جدار الكعبة، وهو حائط مدور على شكل نصف دائرة، ويعد الحجر جزءًا من الكعبة المشرفة، ففي عهد قريش، قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- هدمت السيول جزءًا من الكعبة، ولما أرادوا بناءها قصرت بهم النفقة، فقاموا بالبناء من جهة الركني اليماني والحجر الأسود، وما بقي من مساحة قاموا ببناء الحجر، لتكون علامة على أن هذا المكان هو جزء من الكعبة ليتنبه الناس،واتفق جمهور العلماء على أنّه لا يصح الطواف من داخل الحجر، واشترطوا لصحّة الطواف أن يكون من خارجه؛ لأنّ جميع الحجر يعد من الكعبة، ومن طاف داخله، لم يطف جميع الكعبة.