شكل شجرة الزقوم
شكل شجرة الزقوم
شجرة الزقوم هي شجرةٌ في جهنم، وهي طعامٌ لأهل النار ، وثمرها سيئ المذاق، ولا يمكن أن يُستساغ طعمه، وفي الوقت ذاته لا يسد الجوع مهما أُكل منها، وذُكر في كتاب "كشف الأسرار" أنّ شجرة الزقوم تكون على صورة وهيئة شجر الدنيا، إلا أنّها من النار، والزقوم هو ثمارها، وهو ما يُؤكل بكُرهٍ شديدٍ، وقيل إنّ الطعام الثقيل هو الزقوم.
وتُسقى شجرة الزقوم وتحيا بلهب النار كما تحيا الشجرة بالماء، فلا بد لأهل النار أن ينحدروا إليها؛ فيأكلون منها، قال الله تعالى: (أَذَلِكَ خَیرٌ نُّزُلًا أَم شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلنَـاهَا فِتنَةً لِّلظَّـالِمِینَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخرُجُ فِي أَصلِ الجَحِیمِ طَلعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّیَـاطِینِ فَإِنَّهُم لَآكِلُونَ مِنهَا فَمَالِـئونَ مِنها البُطُونَ ثُمَّ إِنَّ لَهُم عَلَیهَا لَشَوباً مِّن حَمِیم).
والمقصود بقوله تعالى: "إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم"؛ أي تخرج من قعر النار، وتكون متفرِّعةً في جهنم، "طلعُها كأنّه رؤوس الشياطين"، المقصود بطلعها؛ أي ثمرها، وهذا تشبيهٌ تخيّلي؛ كأنّه رؤوس الشياطين، ورؤوس الشياطين تتصور في نفس المرء ويتخيلها؛ أي أنّها غير مرئيَّةٍ بل خياليَّةٍ، شبّهها برؤوسهم؛ لقبح منظرهم، وكما يقال دائمًا لكلّ شيءٍ قبيحٍ: إنّ صورته كصورة الشيطان، "ثمّ إنّ لهم عليها لشوباً من حميم"؛ أي وبعد أن يأكل الكافر من شجرة الزقوم، تمتزج بالحميم، والحميم هو الماء الحار، وقيل إنّه يمتزج الزقوم مع الحميم؛ ليجمع لهم بين مرارة الزقوم وحرارة الحميم، تغليظًا لعذابهم وتجديدًا لبلائهم.
صفات شجرة الزقوم
فيما يأتي ذكرٌ لأبرز صفات شجرة الزقوم:
- يتم بلعها بصعوبة : قال مكي"شجرة الزقوم مشتقة من التزقم"، وهو البلع على جهدٍ وشدةٍ، فقيل إنّهم يتزقمونها؛ أي يبتلعونها من شدّة جوعهم، فيبتلعونها بجهدٍ وصعوبةٍ.
- خشنة: وعندما يأكلون من شجرة الزقوم تقف في حلوقهم، ويختنقون بها من شدة خشونتها ومرارتها، فيأكلون منها ليتعذبوا بها، فيملؤون بطونهم منها؛ لسد الجوع، إلا أنّه لا ينفعهم ذلك، ولا يجدون له نفعًا، ولا لذةً، ولا شبعًا لسد جوعهم.
- مرة المذاق: وقال الواحدي "الزقوم ثمر شجرةٍ مرَّة الطعم جدًا، من قولهم: تزقم هذا الطعام إذا تناوله على تكرُّه ومشقَّة شديدة بسب مرارة مذاقه".
هل شجرة الزقوم موجودة في الدنيا
اختلف العلماء في حقيقة وجود شجرة الزقوم في الدنيا أم أنّها فقط في الآخرة، ولهم في ذلك قولان؛ أحدهما أنّها معروفة من شجر الدنيا ومن رجّحوا هذا القول اختلفوا فيها، فقال قطرب: "إنّها شجرةٌ مرَّةٌ تكون من أخبث الشجر"، وقال غيره: "الزقوم هو كلّ نباتٍ قاتلٍ"، والقول الثاني: "إنّها لا تعرف في شجر الدنيا، لأنّها عندما نزلت هذه الآية في شجرة الزقوم، قالت كفار قريش: ما نعرف هذه الشجرة، فقدم عليهم رجلٌ من إفريقيا فسألوه، فقال: هو عندنا الزبد والتمر، فقال أبو جهل لجاريته: زقمينا، فأتته بزبد وتمر".