شعراء العصر المملوكي
شعراء العصر المملوكي
من شعراء العصر المملوكي ما يأتي:
البوصيري
ولد البوصيري في مصر وتحديداً في صعيدها عام 1213م، وقد نشأ وكبر في منزل ملتزم دينياً يميل إلى النزعة الصوفية، وقد حفظ القرآن في كتاتيب القرية كما جرت العادة هناك، ثم تعلم قواعد اللغة العربية في مسجد عمر بن العاص الكائن وسط القاهرة قبل أن يبدأ تعلم الصوفية، وقد تتلمذ على يد القطب الصوفي الكبير أبي العباس المرسي.
اشتهر البوصيري بإجادة الهجاء؛ فقد هجا المصريين عندما كان يعمل موظفًا في مجال الضرائب، إلا أن اتصاله بأبي العباس الذي تتلمذ على يده غير مسار حياته بشكل جذري فنجده يهجر الهجاء ويلجأ إلى المديح، وبدأ طريقه في المديح بقصيدة مدح فيها شيخه وصاحب الفضل عليه.
من أشهر قصائده في المدح هي قصيدة البردة ، وتشير الروايات إلى أن السبب وراء نظمها تعرضه لمرض شديد سبب له الشلل النصفي وفشل الأطباء في علاجه، ما حرضه على مناجاة ربه عبر قصيدة يستشفع بها خالقه، فجاءه الرسول في المنام ومسح بيده على وجهه فشفي على الفور.
عائشة الباعونية
ولدت عائشة الباعونية في دمشق عام 865هـ، وهي تلقب بالشيخة الصوفية الدمشقية والأديبة والعالمة العاملة، وقد درست على يد أشهر علماء دمشق ومشايخها، وحضرت دروس الفقه والنحو والعروض على جملة من مشايخ عصرها مثل جمال الدين إسماعيل الحوراني، والعلامة محيي الدين الأرموي، ثم انتقلت إلى القاهرة وأخذت من علمها، وقد أجيزت بالإفتاء والتدريس ثم رجعت إلى دمشق وتفرغت للتدريس والتأليف.
نظمت عائشة الشعر في فنون شعرية كثيرة كالموشحات والدوبيت والزجل والمواليا، وفي المخمسات والمسمطات، وقد ألّفت العديد من المصنفات في الشعر والنثر ومن أهمها: الفتح المبين في مدح الأمين، ومولد النبي ويعرف أيضًا باسم آخر وهو المورد الأهنى في المولد الأسنى.
صفي الدين الحلي
ولد صفي الدين الحلي في العراق وتحديداً في مدينة الحلة، أحب الشعر منذ صغره وكان يطرب له فحفظ الكثير من مقطوعاته، ولا شك أن لأسرته الراقية دوراً في نشأته على الثقافة العربية والثقافة العباسية فقد كان التراث الفكر العباسي هو المثل الرفيع الذي يحتذيه كل من أراد أن يرتوي من مناهل العلم والأدب.
أصبح أمير الشعراء في أقطار الشرق، كان أسلوبه مماثلاً للشعراء العباسيين من حيث متن الدباجة المصوغ من الألفاظ القوية الرنانة والمتداولة في الوقت ذاته، فكان يوجه عناية فائقة إلى الناحية اللفظية، ولم يكن يعارض إلا المتنبي والطغرائي والحمداني وغيرهم من الفحول.
وقد اتبع طريقة القاضي الفاضل التي نشرها بمصر وسرت منها إلى الأدب العربي جميعه، التي تهتم بملء الشعر ب الطباق والجناس والمقابلة والتورية والاقتباس وغيرها من أنواع الصناعة البديعة حتى يوشك أسلوبُه أن يكون مثلا كاملا لهذه الطريقة، وأخذ كل مُحسن بديعي بالرغم من كثرة فروعه حيزاً من شعره وقد بلغ من قدرته أنه ألف قصيدةً طويلة عددها مائة وخمسون بيتًا تشتمل أنواع البديع المختلفة.