قصيدة من مفكرة عاشق دمشقي
فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدبـا
- فيا دمشـق... لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـت... فاستلقي كأغنيـةٍ
- على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنت النساء جميعاً.. ما من امـرأةٍ
- أحببت بعدك.. إلا خلتها كـذبا
يا شام، إن جراحي لا ضفاف لها
- فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي
- وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بها
- وكم تركت عليها ذكريات صـبا
وكم رسمت على جدرانها صـوراً
- وكم كسرت على أدراجـها لعبا
أتيت من رحم الأحزان... يا وطني
- أقبل الأرض والأبـواب والشـهبا
حبي هـنا.. وحبيباتي ولـدن هـنا
- فمـن يعيـد لي العمر الذي ذهبا؟
أنا قبيلـة عشـاقٍ بكامـلـها
- ومن دموعي سقيت البحر والسحبا
فكـل صفصافـةٍ حولتها امـرأةً
- وكـل مئذنـةٍ رصـعتها ذهـبا
هـذي البساتـين كانت بين أمتعتي
- لما ارتحلـت عـن الفيحـاء مغتربا
فلا قميص من القمصـان ألبسـه
- إلا وجـدت على خيطانـه عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهموم البر تسكنه
- وهاربٍ من قضاء الحب ما هـربا
يا شـام، أيـن هما عـينا معاويةٍ
- وأيـن من زحموا بالمنكـب الشهبا
فلا خيـول بني حمـدان راقصـةٌ
- زهــواً... ولا المتنبي مالئٌ حـلبا
وقبـر خالد في حـمصٍ نلامسـه
- فـيرجف القبـر من زواره غـضبا
يا رب حـيٍ.. رخام القبر مسكنـه
- ورب ميتٍ.. على أقدامـه انتصـبا
قصيدة حبّ 1980
- يصبح دمي بنفسجياً..
- تهجم كريات العشق على بقية الكريات
- وتأكلها..
- تهجم الكلمة الأنثى على بقية الكلمات
- وتطردها...
- ويكتشفون من تخطيط قلبي..
- أنه قلب عصفور..
- أو قلب سمكة..
- وأن مياه عينيك الدافئة..
- هي بيئتي الطبيعية
- والشرط الضروري لاستمرار حياتي..
- عندما تصبح المكتبات
- ويصبح مكتب البريد
- حقلاً من النجوم.. والأزهار... والحروف المقصبة
- أقع في إشكالٍ لغويٍ كبير..
- أسقط من فوق حصان الكلمات
- كرجلٍ لم ير الخيل في حياته..
- ولم ير النساء..
- آخذ صفراً في الأدب
- آخذ صفراً في الإلقاء
- أرسب في مادة الغزل
- لأنني لم أستطع أن أقول بجملةٍ مفيدة
- كم أنت رائعة
- وكم أنا مقصرٌ في مذاكرة وجهك الجميل
- وفي قراءة الجزء العاشر بعد الألف..
- من شعرك الطويل...
قصيدة إلى سمكة قبرصية تدعى تمارا
- باسم ليماسول..
- شكراً يا تامارا
- باسم هذا الخاتم المشغول بالفيروز..
- شكراً يا تامارا
- اسم هذا الدفتر المفتوح للضوء.. وللشعر..
- والعشاق..
- شكراً يا تامارا
- باسم أسرابٍ من النورس كانت
- تنقر الحنطة من ثغرك..
- شكراً يا تامارا
- باسم كل القبرصيين الذين اكتشفوا
- اللؤلؤ الأسود في عينيك.
- شكراً يا تامارا
- باسم أحزاني التي ألقيتها في بحر بيروت.
- وأجزائي التي أبحث عنها..
- في زوايا الأرض ليلاً ونهاراً...
- ألف شكرٍ.. يا تامارا.
- يا تامارا القبرصية:
- أيها السيف الذي يقتلني من قبل أن يلقي التحية
- باسم مقهانا البدائي على البحر..
- وكرسيين مزروعين في الرمل..
- و (أنطونيو) الذي كان خلال الصيف عراب هوانا.
- والذي كان وديعاً مثل قط منزليٍ..
- وعريقاً مثل تمثال حكيمٍ من أثينا،
- ورقيقاً.. وصديقاً.. عندما يختار في الليل لنا
- فاكهة البحر..
- ويوصيك بأن ترتشفي (الأوزو)
- الذي تشربه آلهة اليونان في الحب وفي الحرب..
- ويرجوك بأن تستمتعي بمذاق (الكالامار)
- ومذاق العشق في تلك الجزيرة
- باسم آلاف التفاصيل الصغيرة..
- ألف شكرٍ .. يا تامارا
قصيدة الحزن
- علمني حبك ..أن أحزن
- وأنا محتاج منذ عصور
- لامرأة تجعلني أحزن
- لامرأة أبكي بين ذراعيها
- مثل العصفور..
- لامرأة.. تجمع أجزائي
- كشظايا البلور المكسور
- علمني حبك.. سيدتي
- أسوأ عادات
- علمني أفتح فنجاني
- في الليلة آلاف المرات..
- وأجرب طب العطارين..
- وأطرق باب العرافات..
- علمني ..أخرج من بيتي..
- لأمشط أرصفة الطرقات
- وأطارد وجهك..
- في الأمطار، وفي أضواء السيارات..
- وأطارد طيفك..
- حتى .. حتى ..
- في أوراق الإعلانات ..
- علمني حبك..
- كيف أهيم على وجهي..ساعات
- بحثا عن شعر غجري
- تحسده كل الغجريات
- بحثا عن وجه..عن صوتٍ..
- هو كل الأوجه والأصوات
- أدخلني حبك.. سيدتي
- مدن الأحزان..
- وأنا من قبلك لم أدخل
- مدن الأحزان..
- لم أعرف أبداً..
- أن الدمع هو الإنسان
- أن الإنسان بلا حزنٍ
- ذكرى إنسان..