شعر للمتنبي عن الحب

شعر للمتنبي عن الحب

المتنبّي

أحمدُ بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي، ولد في الكوفة في العراق، ويعود نسبه إلى قبيلة كندة بالكوفة لكنّه نشأ في الشام، كانت أفضل أيامه وعطائه في كنف سيف الدولة الحمداني في حلب، ويعتبر أفضل الشعراء العرب، والأكثر تمكناً من اللغة العربية، وصف بأنه أحد نوادر زمانه، ظلّ شعره مصدر إلهام للشعراء والأدباء إلى يومنا هذا، تاركاً خفله العديد من القصائد الرائعة في مختلف المواضيع. (1)

شعر للمتنبي عن الحب

من جميل الشعر الذي نظمه المتنبي وظهرت فيه عاطفة الحب، اخترنا لكم ما يأتي:

لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي

لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي

وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي

لاوَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه

وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ

وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى

مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ

وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ

وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي

وَغضْبَى من الإدلالِ سكرَى من الصّبى

شَفَعْتُ إلَيها مِنْ شَبَابي برَيِّقِ

وَأشنَبَ مَعْسُولِ الثّنِيّاتِ وَاضِحٍ

سَتَرْتُ فَمي عَنهُ فَقَبّلَ مَفْرِقي

وَأجيادِ غِزْلانٍ كجيدِكِ زُرْنَني

فَلَمْ أتَبَيّنْ عاطِلاً مِنْ مُطَوَّقِ

وَما كلّ مَن يهوَى يَعِفّ إذا خَلا

عَفَافي وَيُرْضي الحِبّ وَالخَيلُ تلتقي

سَقَى الله أيّامَ الصّبَى ما يَسُرّهَا

وَيَفْعَلُ فِعْلَ البَابِليّ المُعَتَّقِ

إذا ما لَبِسْتَ الدّهْرَ مُستَمتِعاً بِهِ

تَخَرّقْتَ وَالمَلْبُوسُ لم يَتَخَرّقِ

وَلم أرَ كالألحَاظِ يَوْمَ رَحِيلِهِمْ

بَعثنَ بكلّ القتل من كلّ مُشفِقِ

أدَرْنَ عُيُوناً حائِراتٍ كأنّهَا

مُرَكَّبَةٌ أحْداقُهَا فَوْقَ زِئْبِقِ

عَشِيّةَ يَعْدُونَا عَنِ النّظَرِ البُكَا

وَعن لذّةِ التّوْديعِ خوْفُ التّفَرّقِ

نُوَدّعُهُمْ وَالبَيْنُ فينَا كأنّهُ

قَنَا ابنِ أبي الهَيْجاءِ في قلبِ فَيلَقِ

قَوَاضٍ مَوَاضٍ نَسجُ داوُدَ عندَها

إذا وَقَعَتْ فيهِ كنَسْجِ الخدَرْنَقِ

هَوَادٍ لأمْلاكِ الجُيُوشِ كأنّهَا

تَخَيَّرُ أرْوَاحَ الكُمَاةِ وتَنْتَقي

تَقُدّ عَلَيْهِمْ كلَّ دِرْعٍ وَجَوْشنٍ

وَتَفري إليهِمْ كلَّ سورٍ وَخَندَقِ

يُغِيرُ بهَا بَينَ اللُّقَانِ وَوَاسِطٍ

وَيَرْكُزُهَا بَينَ الفُراتِ وَجِلّقِ

وَيَرْجِعُهَا حُمْراً كأنّ صَحيحَهَا

يُبَكّي دَماً مِنْ رَحمَةِ المُتَدَقِّقِ

فَلا تُبْلِغَاهُ ما أقُولُ فإنّهُ

شُجاعٌ متى يُذكَرْ لهُ الطّعنُ يَشْتَقِ

ضَرُوبٌ بأطرافِ السّيُوفِ بَنانُهُ

لَعُوبٌ بأطْرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ

كسَائِلِهِ مَنْ يَسألُ الغَيثَ قَطرَةً

كعاذِلِهِ مَنْ قالَ للفَلَكِ ارْفُقِ

لقد جُدْتَ حتى جُدْتَ في كلّ مِلّةٍ

وحتى أتاكَ الحَمدُ من كلّ مَنطِقِ

رَأى مَلِكُ الرّومِ ارْتياحَكَ للنّدَى

فَقامَ مَقَامَ المُجْتَدي المُتَمَلِّقِ

وخَلّى الرّماحَ السّمْهَرِيّةَ صاغِراً

لأدْرَبَ منهُ بالطّعانِ وَأحْذَقِ

وكاتَبَ مِن أرْضٍ بَعيدٍ مَرامُهَا

قَريبٍ على خَيْلٍ حَوَالَيكَ سُبّقِ

وَقَد سارَ في مَسراكَ مِنها رَسُولُهُ

فَمَا سارَ إلاّ فَوْقَ هامٍ مُفَلَّقِ

فَلَمّا دَنَا أخْفَى عَلَيْهِ مَكانَهُ

شُعَاعُ الحَديدِ البارِقِ المُتَألّقِ

وَأقْبَلَ يَمشِي في البِساطِ فَما درَى

إلى البَحرِ يَسعى أمْ إلى البَدْرِ يرْتَقي

ولَمْ يَثْنِكَ الأعْداءُ عَنْ مُهَجاتِهمْ

بمِثْلِ خُضُوعٍ في كَلامٍ مُنَمَّقِ

وَكُنْتَ إذا كاتَبْتَهُ قَبْلَ هذِهِ

كَتَبْتَ إليْهِ في قَذالِ الدّمُسْتُقِ

فإنْ تُعْطِهِ مِنْكَ الأمانَ فَسائِلٌ

وَإنْ تُعْطِهِ حَدّ الحُسامِ فأخلِقِ

وَهَلْ تَرَكَ البِيضُ الصّوارِمُ منهُمُ

حَبِيساً لِفَادٍ أوْ رَقيقاً لمُعْتِقِ

لَقَد وَرَدوا وِرْدَ القَطَا شَفَرَاتِهَا

وَمَرّوا عَلَيْها رَزْدَقاً بعدَ رَزْدَقِ

بَلَغْتُ بسَيْفِ الدّوْلَةِ النّورِ رُتْبَةً

أنَرْتُ بها مَا بَينَ غَرْبٍ وَمَشرِقِ

إذا شاءَ أنْ يَلْهُو بلِحيَةِ أحْمَقٍ

أراهُ غُبَاري ثمّ قالَ لَهُ الحَقِ

وَما كمَدُ الحُسّادِ شيءٌ قَصَدْتُهُ

وَلكِنّهُ مَن يَزْحَمِ البَحرَ يَغرَقِ

وَيَمْتَحِنُ النّاسَ الأميرُ برَأيِهِ

وَيُغضِي على عِلْمٍ بكُلّ مُمَخْرِقِ

وَإطراقُ طَرْفِ العَينِ لَيسَ بنافعٍ

إذا كانَ طَرْفُ القلبِ ليسَ بمطرِقِ

فيا أيّها المَطلوبُ جاوِرْهُ تَمْتَنِعْ

وَيا أيّهَا المَحْرُومُ يَمِّمْهُ تُرْزَقِ

وَيا أجبنَ الفُرْسانِ صاحِبْهُ تجترىءْ

ويا أشجَعَ الشجعانِ فارِقْهُ تَفْرَقِ

إذا سَعَتِ الأعْداءُ في كَيْدِ مجْدِهِ

سعى جَدُّهُ في كيدهم سعيَ مُحْنَقِ

وَما ينصُرُ الفضْلُ المُبينُ على العدَى

إذا لم يكُنْ فضْلَ السّعيدِ المُوَفَّقِ

الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الألْسُنَا

الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الألْسُنَا

وألَذُّ شَكْوَى عاشِقٍ ما أعْلَنَا

ليتَ الحَبيبَ الهاجري هَجْرَ الكَرَى

من غيرِ جُرْمٍ واصِلي صِلَةَ الضّنى

بِتْنَا ولَوْ حَلّيْتَنا لمْ تَدْرِ مَا

ألْوانُنَا ممّا اسْتُفِعْنَ تَلَوُّنَا

وتَوَقّدَتْ أنْفاسُنا حتى لَقَدْ

أشْفَقْتُ تَحْتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنَا

أفْدي المُوَدِّعَةَ التي أتْبَعْتُهَا

نَظَراً فُرادَى بَينَ زَفْراتٍ ثُنَا

أنْكَرْتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرّةً

ثُمّ اعْتَرَفتُ بها فصارَتْ دَيْدَنَا

وقَطَعْتُ في الدّنْيا الفَلا ورَكائِبي

فيها وَوَقْتيّ الضّحَى والمَوْهِنَا

فوَقَفْتُ منها حيثُ أوْقَفَني النّدَى

وبَلَغْتُ من بَدْرِ بنِ عَمّارَ المُنى

لأبي الحُسَينِ جَداً يَضيقُ وِعاؤهُ

عَنْهُ ولَوْ كانَ الوِعاءُ الأزْمُنَا

وشَجاعَةٌ أغْناهُ عَنْها ذِكْرُها

ونَهَى الجَبَانَ حَديثُها أن يجُبنَا

نِيطَتْ حَمائِلُهُ بعاتِقِ مِحْرَبٍ

ما كَرّ قَطُّ وهَلْ يكُرُّ وما کنْثَنَى

فكأنّهُ والطّعْنُ منْ قُدّامِهِ

مُتَخَوِّفٌ مِنْ خَلفِهِ أنْ يُطْعَنَا

نَفَتِ التّوَهُّمَ عَنْهُ حِدّةُ ذِهْنِهِ

فقَضَى على غَيبِ الأمورِ تَيَقُّنَا

يَتَفَزّعُ الجَبّارُ مِنْ بَغَتاتِهِ

فَيَظَلّ في خَلَواتِهِ مُتَكَفِّنَا

أمْضَى إرادَتَهُ فَسَوْفَ لَهُ قَدٌ

واستَقرَبَ الأقصَى فَثَمّ لهُ هُنَا

يَجِدُ الحَديدَ على بَضاضةِ جِلْدِهِ

ثَوْباً أخَفَّ مِنَ الحَريرِ وألْيَنا

وأمَرُّ مِنْ فَقْدِ الأحِبّةِ عِندَهُ

فَقْدُ السّيُوفِ الفاقِداتِ الأجْفُنَا

لا يَستَكِنّ الرّعبُ بَينَ ضُلُوعِهِ

يَوْماً ولا الإحسانُ أنْ لا يُحْسِنَا

مُسْتَنْبِطٌ من عِلْمِهِ ما في غَدٍ

فكأنّ ما سيَكونُ فيهِ دُوِّنَا

تَتَقاصَرُ الأفهامُ عَنْ إدْراكِهِ

مِثْلَ الذي الأفْلاكُ فيهِ والدُّنَى

مَنْ لَيسَ مِنْ قَتْلاهُ من طُلَقائِهِ

مَنْ لَيسَ ممّنْ دانَ ممّنْ حُيِّنَا

لمّا قَفَلْتَ مِنَ السّواحِلِ نَحْوَنَا

قَفَلَتْ إلَيْها وَحْشَةٌ من عِندِنا

أرِجَ الطّريقُ فَما مَرَرْتَ بمَوْضِعٍ

إلاّ أقامَ بهِ الشّذا مُسْتَوْطِنَا

لَوْ تَعْقِلُ الشّجَرُ التي قابَلْتَها

مَدّتْ مُحَيّيَةً إلَيكَ الأغْصُنَا

سَلَكَتْ تَماثيلَ القِبابِ الجِنُّ من

شَوْقٍ بها فأدَرْنَ فيكَ الأعْيُنَا

طَرِبَتْ مَراكِبُنَا فَخِلْنا أنّها

لَوْلا حَيَاءٌ عاقَها رَقَصَتْ بنا

أقْبَلْتَ تَبْسِمُ والجِيادُ عَوَابِسٌ

يَخْبُبْنَ بالحَلَقِ المُضاعَفِ والقَنَا

عَقَدَتْ سَنابِكُها عَلَيْها عِثْيَراً

لوْ تَبتَغي عَنَقاً عَلَيْهِ لأمْكَنَا

والأمْرُ أمرُكَ والقُلُوبُ خوافِقٌ

في مَوْقِفٍ بَينَ المَنيّةِ والمُنى

فعَجِبْتُ حتى ما عَجبتُ من الظُّبَى

ورأيْتُ حتى ما رأيْتُ منَ السّنى

إنّي أراكَ منَ المَكارِمِ عَسكَراً

في عَسكَرٍ ومنَ المَعالي مَعْدِنَا

فَطَنَ الفُؤادُ لِما أتَيْتُ على النّوَى

ولِمَا تَرَكْتُ مَخافَةً أنْ تَفْطُنَا

أضحَى فِراقُكَ لي عَلَيْهِ عُقُوبَةً

لَيسَ الذي قاسَيْتُ منْهُ هَيّنَا

فاغْفِرْ فِدًى لكَ واحبُني مِنْ بعدها

لِتَخُصّني بِعَطِيّةٍ مِنْها أنَا

وإذا الفتى طَرَحَ الكَلامَ مُعَرِّضاً

في مجْلِسٍ أخذَ الكَلامَ اللَّذْ عَنى

ومَكايِدُ السّفَهاءِ واقِعَةٌ بهِمْ

وعَداوَةُ الشّعَراءِ بِئْسَ المُقْتَنى

لُعِنَتْ مُقارَنَةُ اللّئيمِ فإنّهَا

ضَيْفٌ يَجرُّ منَ النّدامةِ ضَيْفَنَا

غَضَبُ الحَسُودِ إذا لَقيتُكَ راضِياً

رُزْءٌ أخَفُّ عليّ مِنْ أنْ يُوزَنَا

أمسَى الذي أمْسَى برَبّكَ كافِراً

مِنْ غَيرِنا مَعَنا بفَضْلِكَ مُؤمِنَا

خَلَتِ البِلادُ منَ الغَزالَةِ لَيْلَها

فأعاضَهاكَ الله كَيْ لا تَحْزَنَا

دَمْعٌ جرَى فقضَى في الرَّبْعِ ما وجَبَا

دَمْعٌ جرَى فقضَى في الرَّبْعِ ما وجَبَا

لأهلِهِ وشَفَى أنّى ولا كَرَبَا

عُجْنا فأذهَبَ ما أبْقَى الفِراقُ لَنا

منَ العُقُولِ وما رَدّ الذي ذَهَبَا

سَقَيْتُهُ عَبَراتٍ ظَنّهَا مَطَراً

سَوائِلاً من جُفُونٍ ظَنّها سُحُبَا

دارُ المُلِمِّ لها طَيفٌ تَهَدّدَني

لَيلاً فَما صَدَقتْ عَيني ولا كَذَبَا

أنْأيْتُهُ فَدَنا، أدْنَيْتُهُ فنَأى،

جَمّشْتُهُ فَنَبَا، قَبّلْتُهُ فأبَى

هامَ الفُؤادُ بأعرابِيّةٍ سَكَنَتْ

بَيْتاً من القلبِ لم تَمدُدْ له طُنُبَا

مَظْلُومَةُ القَدّ في تَشْبيهِهِ غُصُناً

مَظلُومَةُ الرّيقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبَا

بَيضاءُ تُطمِعُ في ما تحتَ حُلّتِها

وعَزّ ذلكَ مَطْلُوباً إذا طُلِبَا

كأنّها الشّمسُ يُعْيي كَفَّ قابضِهِ

شُعاعُها ويَراهُ الطّرْفُ مُقْتَرِبَا

مَرّتْ بنا بَينَ تِرْبَيْها فقُلتُ لَها

من أينَ جانَسَ هذا الشّادِنُ العَرَبَا

فکستَضْحَكَتْ ثمّ قالتْ كالمُغيثِ يُرَى

ليثَ الشَّرَى وهوَ من عِجْلٍ إذا انتسبَا

جاءتْ بأشجعِ مَن يُسمى وأسمحِ مَن

أعطَى وأبلغِ مَنْ أملى ومَنْ كَتَبَا

لوْ حَلّ خاطرُهُ في مُقْعَدٍ لمَشَى

أو جاهلٍ لصَحا أو أخرَسٍ خَطَبَا

إذا بَدا حَجَبَتْ عَيْنَيكَ هَيْبَتُهُ

وليسَ يحجبُهُ سِترٌ إذا احتَجَبَا

بَياضُ وَجْهٍ يُريكَ الشّمسَ حالكةً

ودُرُّ لَفظٍ يُريكَ الدُّرَّ مَخْشَلَبَا

وسَيفُ عَزْمٍ تَرُدّ السّيفَ هِبّتُهُ

رَطْبَ الغِرارِ منَ التأمُورِ مُختَضِبَا

عُمرُ العَدوّ إذا لاقاهُ في رَهَجٍ

أقَلُّ مِنْ عُمْرِ ما يَحْوِي إذا وَهَبَا

تَوَقَّهُ فَمَتى ما شِئْتَ تَبْلُوَهُ

فكُنْ مُعادِيَهُ أوْ كُنْ له نَشَبَا

تَحْلُو مَذاقَتُهُ حتى إذا غَضِبَا

حالَتْ فلَوْ قطرَتْ في الماءِ ما شُرِبَا

وتَغْبِطُ الأرْضُ منها حيثُ حَلّ بهِ

وتَحْسُدُ الخيلُ منها أيَّها رَكِبَا

ولا يَرُدّ بفيهِ كَفّ سائِلِهِ

عن نَفسِهِ ويَرُدّ الجَحفَلَ اللّجِبَا

وكُلّما لَقيَ الدّينارُ صاحِبَهُ

في مُلكِه افترَقا من قبلِ يَصْطَحِبَا

مالٌ كأنّ غُرابَ البَينِ يَرْقُبُهُ

فكُلّما قيلَ هذا مُجْتَدٍ نَعَبَا

بَحْرٌ عَجائِبُهُ لم تُبْقِ في سَمَرٍ

ولا عَجائِبِ بحرٍ بَعدَها عَجَبَا

لا يُقْنِعُ ابنَ عليٍّ نَيْلُ مَنزِلَةٍ

يَشكُو مُحاوِلُها التّقصيرَ والتّعَبَا

هَزّ اللّواءَ بَنو عِجْلٍ بهِ فَغَدا

رأساً لهمْ وغَدا كُلٌّ لهُمْ ذَنَبَا

التّارِكينَ منَ الأشياءِ أهْوَنَها

والرّاكبينَ مِنَ الأشياءِ ما صَعُبَا

مُبَرْقِعي خَيلِهمْ بالبِيضِ مُتّخذي

هامِ الكُماةِ على أرماحِهِمْ عَذَبَا

إنّ المَنيّةَ لَوْ لاقَتْهُمُ وَقَفَتْ

خَرْقاءَ تَتّهِمُ الإقدامَ والهَرَبَا

مَراتِبٌ صَعِدَتْ والفِكْرُ يَتْبَعُها

فَجازَ وهْوَ على آثارِها الشُّهُبَا

مَحامِدٌ نَزَفَتْ شِعْري ليَمْلأها

فآلَ ما امتَلأتْ منْهُ ولا نَضَبَا

مَكارِمٌ لكَ فُتَّ العالمينَ بِهَا

مَنْ يَسْتَطيعُ لأمْرٍ فائِتٍ طَلَبَا

لمّا أقَمْتَ بإنْطاكِيّةَ اخْتَلَفَتْ

إليّ بالخَبرِ الرُّكْبانُ في حَلَبَا

فَسِرْتُ نَحْوَكَ لا ألْوي على أحَدٍ

أحُثّ راحلَتيَّ: الفَقْرَ والأدَبَا

أذاقَني زَمَني بَلْوَى شَرِقْتُ بها

لَوْ ذاقَها لَبَكَى ما عاشَ وانتَحَبَا

وإنْ عَمَرْتُ جَعَلْتُ الحرْبَ والدةً

والسّمْهَريَّ أخاً والمَشرَفيَّ أبَا

بكلّ أشعثَ يَلقى الموْتَ مُبْتَسِماً

حتى كأنّ لهُ في قَتْلِهِ أرَبَا

قُحٍّ يَكادُ صَهيلُ الخَيلِ يَقذِفُهُ

عن سرْجِهِ مَرَحاً بالعِزّ أو طَرَبَا

فالمَوْتُ أعذَرُ لي والصّبرُ أجملُ بي

والبَرُّ أوْسَعُ والدّنْيا لِمَنْ غَلَبَا

(1) بتصرّف نبذة حول الشاعر: المتنبي، adab.com

8أشعار حب
مزيد من المشاركات
طريقة عمل الطحينة للسمك

طريقة عمل الطحينة للسمك

أطباق السمك يعتبر السمك أحد أشهر وأهمّ المأكولات والأغذية البحرية التي تناولها الإنسان منذ القديم وحتى وقتنا هذا، وهي عبارةٌ عن حيواناتٍ تعيش في المسطحات المائية سواء في الأنهار، أو البحار، أو المحيطات، ويتم صيدها وشويها، أو سلقها، أو قليها وتناولها في مختلف المناسبات وفي الأيام العادية أيضاً، وتعتبر طبقاً مفضلاً عند الكبار والصغار من بين حيوانات البحر الأخرى، وتمدّ الأسماك جسم الإنسان بالعديد من الفوائد مثل عنصر اليود الذي يقوّي الذاكرة والدماغ بالإضافة إلى الفسفور الذي ينشّط الجسم ويقويه،
أطعمة تخفض الضغط

أطعمة تخفض الضغط

أطعمة تُخفّض ضغط الدّم يوجد العديد من الأطعمة التي تُساعد على تخفيض ضغط الدّم المُرتفع، وفيما يلي أهم هذه الأطعمة: الخضار الخضراء: مثل السّبانخ والبروكلي، حيث تحتوي على كمّياتٍ كبيرةٍ من البوتاسيوم، ويُنصح بتناول من ثلاثة إلى ستّة أكواب منها يومياً. التّوت والفراولة: تحتوي هذه الفاكهة على مركّب الأنثوسيانين (بالإنجليزية:Anthocyanin)، الذي يُساعد على توسعة الأوعية الدّموية، مما يُساهم في تخفيض ضغط الدّم المُرتفع، ويُنصح بتناول من كوبين إلى ثلاثة أكواب منها يومياً. الحليب واللّبن خالي أو قليل
كيف أكون متفوقة في دراستي

كيف أكون متفوقة في دراستي

إدارة الوقت هناك العديد من طرق إدارة الوقت الفعال، ومنها: التنظيم: يساعد التنظيم الجيد على توفير الوقت الذي يُستخدم في البحث عن الملفات الدراسية، والوثائق المهمة، لذا يُنصح بالتخلص من الملفات وأكوام الأوراق غير الضرورية، وترتيب الملفات في مجلدات حسب الأهمية. التركيز: يُسهل التركيز الجيد عميلة إدارة الوقت الفعال. استخدام الوقت جيداً: يُنظم الوقت عند كتابة الأعمال والمهام في جداول وتقسيم مواعيد المهام فيها حسب الأهمية، والقيام بالمهام المهمة أولاً والعمل ثم القيام بأي شيء آخر، وعدم تأجيل الأعمال
طريقة عمل مشروب القرفة

طريقة عمل مشروب القرفة

القيمة الغذائية للقرفة يحتوي كل مئة غرام من القرفة على: السعرات الحرارية 247 سعرة حرارية الدهون 1.2 غراماً الدهون المشبعة 0.3 غراماً الصوديوم 10 ملليغراماً الكربوهيدرات 81 غراماً الألياف 53 غراماً السكريات 2.2 غراماً البروتين 4 غرامات عمل مشروب القرفة مدّة تجهيز المكوّنات 5 دقائق مدّة الطهي 5 دقائق تكفي لـِ 4 أشخاص المكوّنات أربعة أكواب من الماء. ملعقتان كبيرتان من القرفة المطحونة. ملعقة صغيرة من الزنجبيل . أربع ملاعق صغيرة من السكر. ربع كوب من الجوز المطحون. ربع كوب من جوز الهند. طريقة
طرق الدفن عند الرومان

طرق الدفن عند الرومان

الدفن في عهد الرومان استخدمَ الرومانُ الكثيرَ من الطرق لدفن موتاهم، بحيث كانوا يقومون أحياناً بحرق الموتى، وفي أوقات أخرى يقومون بتجهيزهم، ودفنهم وذلك حسب تقاليد عائلة الميت، أو حسب وضعه الاجتماعي، إذ تتباين عملية الدفن تبعاً لتباين طبقات المجتمع الروماني على مرّ العقود، ففي آخر فترات العهد الروماني كان يُعتقَد أنّ حرق الميت هو الأفضل، كي لا تُدنَّس جُثته، وقد كان الميت يُوضع على المحرقة، ثمّ يتمّ إشعالُ النيران بها، بالإضافة لإلقاء العطور، وبعض الملابس التي من الممكن أن تفيدَه فيما بعد، حسب
تحضير الطحينية في المنزل

تحضير الطحينية في المنزل

الطحينة الطحينيّة هي العصارة والعجينة السائلة التي تنتج عن عملية عصر بذور السمسم المحمّصة، ولها العديد من الفوائد على صحّة الإنسان، وذلك لاحتوائها على مجموعة من العناصر الغذائية والفيتامينات، كما يمكن استخدامها في تحضير الكثير من الأطباق المختلفة مثل: كالفتة، والسمك، والسلطات، وساندويشات اللحم والدجاج، والوجبات السريعة وغيرها، وفي هذا المقال سنتعرّف على طريقة تحضير الطحينة في المنزل، مع ذكر وصفة تدخل الطحينيّة في تحضيرها. طريقة تحضير الطحينة في المنزل المكوّنات: كوب من السمسم المطحون طحناً
طريقة عمل قطر للحلويات

طريقة عمل قطر للحلويات

القطر القطر أو الشيرة أو الشربات هو أحد أنواع الإضافات التي تتمّ إضافتها إلى أطباق الحلويات المختلفة، مثل: البسبوسة، وبلح الشام، ويشتهر بشكلٍ كبير في المطبخ العربي بشكلٍ عام، والمطبخ الشامي بشكلٍ خاص، وأهم ما يُميزه هو المذاق شديد الحلاوة، ويعرف بسهولة تحضيره، وفي الوقت الحالي أصبح يُعد بعدة طرق، فمنه القطر بالليمون، والقطر بالبرتقال، والقطر بالقرفة، وفي هذا المقال سنذكر كيفية تحضيره في البيت. القطر بماء الزهر المكوّنات: كوب ونصف من الماء. كوبان من السكر الأبيض. نصف ملعقة كبيرة من كلٍّ من:
كيف تعرف شخصيتك من طريقة أكلك

كيف تعرف شخصيتك من طريقة أكلك

البطيء يتسم الشخص الذي يأكل ببطء شديد بالثقة بالنفس ، وغالباً يكون آخر شخص يغادر مائدة الطعام؛ فهو هادئ بطبيعة الحال، ويحب فعل الخير، ويستمتع بالوقت الحاضر ويقدره، ويحب الحياة، وغالباً ما يحب أن يكون مسيطراً على المواقف المختلفة في حياته، ويتمهل في أداء عمله، فهو يفضل النوعية على الكمية. السريع أظهرت الأبحاث أنّ الشخص الذي يأكل بشكل سريع يكون طموحاً عادةً، ويكون مستعداً دائماً لتجربة أمور جديدة، ويحقق كافة أهدافه، ويكون مفعماً بالطاقة والحيوية في أغلب الأحيان، ولكنّه يتسم أحياناً بعدم الصبر،