شعر في رمضان
رمضان أقبل يا أولي الألباب
رمضان أقبل يا أولي الألباب
- فاستقبلوه بعد طول غياب
عام مضى من عمرنا في غفلة
- فتنبهوا فالعمر ظل سحاب
وتهيؤوا لتصبر ومشقة
- فأجور من صبروا بغير حساب
الله يجزي الصائمين لأنهم
- من أجله سخروا بكل صعاب
لا يدخل الريان إلا صائم
- أكرم بباب الصوم في الأبواب
ووقاهم المولى بحر نهارهم
- ريح السموم وشر كل عذاب
وسقوا رحيق السلسبيل مزاجه
- من زنجبيل فاق كل شراب
هذا جزاء الصائمين لربهم
- سعدوا بخير كرامة وجناب
الصوم جنة صائم من مأثم
- ينهى عن الفحشاء والأوشاب
الصوم تصفيد الغرائز جملة
- وتحرر من ربقة برقاب
ما صام من لم يرع حق مجاور
- وأخوة وقرابة وصحاب
ما صام من أكل اللحوم بغيبة
- أو قال شرا أو سعى لخراب
ما صام من أدى شهادة كاذب
- وأخل بالأخلاق والآداب
الصوم مدرسة التعفف والتقى
- وتقارب البعداء والأغراب
الصوم رابطة الإخاء قوية
- وحبال ود الأهل والأصحاب
الصوم درس في التساوي حافل
- بالجود والإيثار والترحاب
شهر العزيمة والتصبر والإبا
- وصفاء روح واحتمال صعاب
كم من صيام ما جنى أصحابه
- غير الظما والجوع والأتعاب
ما كل من ترك الطعام بصائم
- وكذاك تارك شهوة وشراب
الصوم أسمى غاية لم يرتق
- لعلاه مثل الرسل والأصحاب
صام النبي وصحبه فتبرؤوا
- عن أن يشيبوا صومهم بالعاب
قوم هم الأملاك أو أشباهها
- تمشي وتأكل دثرت بثياب
صقل الصيام نفوسهم وقلوبهم
- فغدوا حديث الدهر والأحقاب
صاموا عن الدنيا وإغراءاتها
- صاموا عن الشهوات والآراب
سار الغزاة إلى الأعادي صوما
- فتحوا بشهر الصوم كل رحاب
ملكوا ولكن ما سهوا عن صومهم
- وقيامهم لتلاوة وكتاب
هم في الضحى آساد هيجاء لهم
- قصف الرعود و بارقات حراب
لكنهم عند الدجى رهبانه
- يبكون ينتحبون في المحراب
أكرم بهم في الصائمين ومرحبا
- بقدوم شهر الصيد و الأنجاب
هذا هلال الصوم من رمضان
يقول ابن الصباغ الجذامي:
هذا هلال الصوم من رمضان
- بالأفق بان فلا تكن بالواني
وافاك ضيفًا فالتزم تعظيمه
- واجعل قراه قراءة القرآنِ
صمه وصنه واغتنم أيامه
- واجبر ذما الضعفاء بالإحسان
واغسل به خطّ الخطايا جاهدا
- بهمول وابل دمعك الهتّان
لا غرو أن الدمع يمحو جريه
- بالخدّ سكبًا ما جناه الجاني
للَه قوم أخلصوا فخلّصوا
- من آفة الخسران والخذلان
هجروا مضاجعهم وقاموا ليله
- وتوسلوا بالذل والإذعان
قاموا على قدم الوفاء وشمّروا
- فيه الذيول لخدمة الديان
ركبوا جياد العزم والتحفوا الضنا
- وحدا بهم حادي جوى الأشجان
وثبوا وللزفرات بين ضلوعهم
- لهب يشبّ بأدمع الأجفان
راضوا نفوسهم لخدمة ربهم
- ولذاك فازوا منه بالرضوان
إن لم تكن منهم فحالفهم عسى
- تجنى بجاههم رضا المنام
حالفهم والزم فديتك حبهم
- راجه في دنياك فرض عيان
يا لهف نفسي إن تخلفني الهوى
- عن حلبة سبقت إلى الرحمان
فلأنزفن مدامعي أسفًا على
- عمر تولى في هوى وتوان
يا رب بالمختار أحمد خير من
- حاز المكارم في ذرى عدنان
لا تحرمني فضل شهر الصوم ولم
- تجعل مقرّى جنّة الرضوان
رمضان يا حلو الشمائل
يقول أحمد زكي أبو شادي:
رمضان يا حلو الشمائل
- يا سمير الشاعر
يا من تزين بالنجوم
- فواتنا كجواهر
يا من تفنّن في ترنّمه
- تفنّن ساحر
يا من يعاف الشمس
- إيثاراً لنجوى الساهر
يا من تلألأت الموائد فيه
- مثل منائر
يا من تبسّط في
- ملاهيه تبسّط قاهر
يا من تدفّق بالمواعظ
- كالإله الغافر
يا من تعلق بالطهارة
- مثل فجر طاهر
يا من أتى كالفصح
- بين مدامع وبشائر
يا من يعدّ أخا
- الفقير أمام دهر كافر
يا من شأى حلم الصغار
- بكل حلم طائر
ماذا ادخرت وما أتيت
- به لحظ العاثر
من كل فرد مقعد أو
- كل شعب قاصر
صاموا وخير الصوم عن
- عبث لهم وصغائر
إن الشعوب كبيرة
- ليست عبيد كبائر
لا صام من جعل الصيام
- ذريعة للفاجر
لا صام كالتمساح أفطر
- في شهية غادر
لا صام من لم يدر
- فلسفة الصيام الثائر
المستهين بكل وضع
- جائر أو ماكر
الخالق العدل المؤيد
- من عديد مآثر
بوركت شهر النور
- تغزو الليل دون عساكر
ما بين أعراس
- وألعاب ولهو دائر
ومسبحين مرتلين
- إلى نهى ومنابر
ونوافح علوية
- سارت كشعر سائر
بوركت ولتهنأ بك
- الدنيا هناءة شاكر
حتى إذا ما عدت جئت
- مع الخميس الظافر
بالحب لا بالسيف فوق
- سرائر وبصائر
وفتحت للإسلام كنز مآثر
- ومفاخر
وأشعت أفراحاً مكان
- مآتم ومقابر