شعر في حب مصر
قصيدة كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
- يقول الشاعر حافظ إبراهيم :
كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
- في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
- يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
- يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
- بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
- طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
- بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
ما البابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها
- وَالشَربُ بَينَ تَنافُسٍ وَسِباقِ
وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي
- وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقي
بِأَلَذَّ مِن خُلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ
- قَد مازَجَتهُ سَلامَةُ الأَذواقِ
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً
- فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا
- عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ
وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً
- بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ
وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ
- تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ
- ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً
- لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ
وَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ
- لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ
- كَالبُرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا
- أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِدنُ شِقاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ
- ما لا تُحِلُّ شَريعَةُ الخَلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً
- جَمَعَ الدَوانِقَ مِن دَمٍ مُهراقِ
أجمل الأبيات الشعرية في حب مصر
- يقول الشاعر العباس بن الأحنف:
أَمسى الفُؤادُ بِهَذا المِصرِ مُرتَهَنا
- فَما أُريدُ لِنَفسي غَيرَهُ وَطَنا
دَعِ الحِجازَ وَمَن أَمسى يَحُلُّ بِهِ
- إِنَّ الفُؤادَ بِأَهلِ الغَورِ قَد فُتِنا
- يقول الشاعر خليل مطران:
تبسمت مصر وقد زرتها
- عن زهرٍ نضر وحسن بديع
ولطفت بهجتها جوها
- فكان في الصيف رجوع الربيع
- يقول الشاعر أبو الحسين الجزار:
أرى الإسكندريَّة ذات حُسنٍ
- بديعٍ ما عليهِ من مزيد
هِيَ الثغر الذي يُبدي ابتساماً
- لتَقبيل العُفَاةِ من الوفود
إذا وافَيتَها لم تُبقِ هَمّا
- بِقَلبِكَ مُذ تَراها من بَعيد
حَلَلت بظاهرٍ منها كأني
- حَلَلتُ هناك جَنَّاتِ الخلودِ
فلا بئرٌ مُعَطَّلَةٌ وكم قد
- رَأَيتُ هناك من قَصرٍ مَشيد
بياضٌ يملأ الآفاقَ نوراً
- يُبَشِّرُ بَرقُهُ بسَحابِ جُود
وأُقسِمُ لو رأتها مِصرُ يوماً
- لكادت أن تَغيبَ من الوجودِ
وكم قَصرِ بها أضحى كحِصن
- منيعٍ لا كَزَربٍ من جريدِ
بَرُصُّ فصوصَهُ بانيه رصاً
- يُفَصِّلهُ على نَظمِ العُقُودِ
لها سورٌ إذا لاقى الأعادي
- يُقابلهم بوجهٍ من حديدِ
هو الفلكُ استَدار بها وكم قد
- رأينا فيه من بُرجٍ سَعيدِ
أحاط بسُورها بَحرٌ أجاجٌ
- ومَنهَلُ أهلِها عَذبُ الورودِ
همُ السادات لا يُخشى ويُرجى
- سواهم عند وَعدٍ أو وعيد
وحسبك أنَّ صدر الدين منها
- وذا من مدحها بَيتُ القصيد
إمامٌ جلَّ قدراً أن يُهَنَّى
- بشهرٍ أو بعشرٍ أو بعيد
لأن الدهرَ عبدٌ والموالى
- لعَمرُك لا تُهَنَّأ بالعَبيد
قصيدة يا صاحِ حب الوطن
- يقول الشاعر رفاعة الطهطاوي:
يا صاحِ حبُّ الوطنْ
- حليةُ كل فَطِنْ
محبةُ الأوطانِ
- من شُعب الإيمانِ
في أفخر الأديان
- آية كل مؤمن
يا صاح حبُّ الوطن
- حلية كل فطن
مساقطُ الرُؤوسِ
- تَلَذُّ للنفوسِ
تُذهبُ كل بُوسِ
- عنّا وكلَّ حزنَ
ومصرُ أبهى مولدِ
- لنا وأزهى محتدِ
ومربعٍ ومعهدِ
- للروح أو للبدنْ
شُدتْ لها العزائمُ
- نِيطتْ بها التمائمُ
لطبعنا تُلائمُ
- في السر أو في العَلنْ
مصرُ لها أيادِي
- عُليا على البلادِ
وفخرهُا يُنادي
- ما المجدُ إلا ديْدني
الكونُ من مصرَ اقتبسْ
- نوراً وما عنه احتبسْ
وما فخارها التبس
- إلا على وغدٍ دَنيِ
فخرٌ قديم يُؤْثَرُ
- عن سادةٍ ويُنْشَر
زهورُ مجد تنثر
- منها العقول تَجْتنِي
دارُ نعيم زاهيَهْ
- ومعدان الرفاهيَهْ
آمرةٌ وناهيهْ
- قِدماً لكل المدنْ
أحلى الأشعار عن مصر الحبيبة
- يقول الشاعر جبران خليل جبران:
يا من تحيي مصر عالي شأنه
- فيها رئيس حكومة وزعيما
لك نجدة وسماحة نزاهة
- حمت السواد فلن يكون مضيما
أعظم بما لك من اياد في الحمى
- عمت ولم تخصص بها إقليما
كم في مساعيك الجسام مفاخر
- حمد الزمان بها وكان ذميما
من أجلها تلقى ومجدك صادق
- تبجيل هذا الشعب والتعظيما
سؤل الديار وأنت مبلغها إلى
- بر السلامة أن تيعش سليما
العزة العقساء لا تأبى على
- بطل المواقف أن يكون رحيما
أيصح حكم مثلما صححته
- ويكون في الوطن السواد سقيما
إن افتتاحك وحدة صحية
- فتح سيغدو في البلاد حميما
- يقول الشاعر أحمد شوقي :
يا مصر سماؤك جوهرة
- وثراك بحار عسجده
والنيل حياة دافقة
- ونعيم عذب مورِده
والملك سعيد حاضره
- لك في الدنيا حر غده
والعصر إليك تقرّبه
- وإلى حاميك تودّده
والشرق رقيك مظهره
- وحضارة جيلك سؤدده
لسريرك بين أسرّته
- أعلى التاريخ وأمجده
بعلو الهمة نرجعه
- وبنشر العلم نجدّده
- يقول الشاعر خليل مطران:
يَا مِصْرُ أَنْتِ الأَهْلُ وَالسَّكَنُ
- وَحِمىً عَلَى الأَرْوَاحِ مُؤْتَمَنُ
حُبِّي كَعَهْدِكِ فِي نَزَاهَتِهِ
- وًالحُبُّ حَيْثُ القَلْبُ مُرْتَهَنُ
مِلْءُ الجَوَانِحِ مَا بِهِ دَخَل
- يَوْمَ الحِفَاظِ وَمَا بِهِ دَخَنُ
ذَاكَ الهَوَى هُوَ سِرُّ كُلِّ فَتىً
- مِنَّا تَوَطَّنَ مِصْرَ وَالعَلَنُ
هُوَ شُكْرُ مَا مَنَحَتْ وَمَا مَنَعَتْ
- مِنْ أَنْ تُنَغِّصَ فَضْلَهَا المِنَنُ
هُوَ شِيمَةٌ بِقُلُوبِنَا طَهُرَتْ
- عَنْ أَنْ تَشُوبَ نَقَاءهَا الظِّنَنُ
أَيُّ الدِّيَار كَمِصْرَ مَا بَرِحَتْ
- رَوْضاً بِهَا يَتَقَيَّدُ الظُّعُنُ
فِيهَا الصَّفَاءُ وَمَا بِهِ كَدَرٌ
- فِيهَا السَّمَاءُ وَمَا بِهَا غَصَنُ
مِصْرُ الَّتِي لَيْسَتْ مَنَابِتُهَا
- خِلَساً وَمَا فِي مَائِهَا أَسَنُ
مِصْر الَّتِي أَبَداً حَدَائِقُهَا
- غَنَّاءُ لا يَعْرَى بِهَا غُصُنُ
مِصْر الَّتِي أَخْلاقُ أُمَّتِهَا
- زَهْرٌ سَقَاهُ العَارِضُ الهَتِنُ
مِصْر الَّتِي أَخْلاقُهَا حُفُلٌ
- وَيَدِرُّ الشُّهْدُ وَاللَّبَنُ
كَذَبَ الأُولى قَالوا مَحَاسِنُهَا
- تُوهِي القُوَى وَجِنَانُهَا دِمَنُ
فَهْيَ الَّتِي عَرَفَتْ مُرُوءَتَهَا
- أُمَمٌ وَيَعْرِفُ مَجْدَهَا الزَّمنُ
وَهْيَ الني أَبْنَاؤُهَا شُهُبٌ
- عَنْ حَقِّ مِصْرٍ مَا بِهَا وَسَنُ
يَذْكُو هَوَاهَا فِي جَوَانِحِهِمْ
- كَالجَمْرِ مَشْبُوباً وَإِنْ رَصُنُوا
هُمْ وَارِثُو آلامِهَا وَبِهِمْ
- سَتُرَدُّ عَنْ أَكْنَافِهَا المِحَنُ
صَحَّتْ عَقِيدَتُهُمْ فَلَيْسَ تَهِي
- فِي حَادِثٍ جَلَلٍ وَلا تَهِنُ