شعر عن غزل
الغزل
الغزل نوع من أنواع الشعر الذي يهدف إلى وصف الحبيبة وإبراز محاسنها، يتغنّى بالجمال وإظهار الشوق، هو بداية جميلة لحياة رائعة مليئة بالحب. يتخطّى الغزل جميع الحواجز الموجودة التي تُقيّد حريّة هذا الشخص في التعبير عن ذاته. كَثُرَت الأشعار التي تتغنّى بالعشق والهيام، فهناك الكثير من الشعراء الذين كتبوا آلاف الأبيات الشعرية التي تهتم بالغزل والحب، وهي قصائد خالدة مازال الجميع يتغنّى بها.
شعر غزل
قصيدة ليت الذي خلق العيون السودا إيليا أبو ماضي
لَيتَ الَّذي خَلَقَ العُيونَ السودا
- خَلَقَ القُلوبَ الخافِقاتِ حَديدا
لَولا نَواعِسُها وَلَولا سِحرُها
- ما وَدَّ مالِكُ قَلبِهِ لَو صيدا
عَوِّذ فُؤادَكَ مِن نِبالِ لِحاظِها
- أَو مُت كَما شءَ الغَرامُ شَهيدا
إِن أَنتَ أَبصَرتَ الجَمال وَلَم تَهِم
- كُنتَ اِمرَأً خَشِنَ الطِباعِ بَليدا
وَإِذا طَلَبتَ مَعَ الصَبابَةِ لَذَّةً
- فَلَقَد طَلبَتَ الضائِعَ المَوجودا
يا وَيحَ قَلبي إِنَّهُ في جانِبي
- وَأَظُنُّهُ نائي المَزارِ بَعيدا
مُستَوفِزٌ شَوقاً إِلى طَحبابِهِ
- المَرءُ يَكرَهُ أَن يَعيشَ وَحيدا
بَرَأَ الإِلَهُ لَهُ الضُلوعَ وِقايَةً
- وَأَرَتهُ شِقوَتُهُ الضُلوعَ قُيودا
فَإِذا هَفا بَرقُ المُنى وَهَفا لَهُ
- هاجَت دَفائِنُهُ عَلَيهِ رُعودا
جَشَّمتُهُ صَبراً فَلَمّا لَم يَطُق
- جَشَّمتُهُ التَصويب وَالتَصعيدا
لَو أَستَطيعُ وَقَيتُهُ بَطشَ الهَوى
- وَلَوِ اِستَطاعَ سَلا الهَوى مَحمودا
هِيَ نَظرَةٌ عَرَضَت فَصارَت في الحَشا
- نارا وَصارَ لَها الفُؤادُ وَقودا
وَالحُبُّ صَوتٌ فَهوَ أَنَّةُ نائِحٍ
- طَورا وَآوِنَةً يَكونُ نَشيدا
يَهَبُ البَواغِمَ أَلسُناً صَدّاحَةً
- فَإِذا تَجَنّى أَسكَتَ الغِرّيدا
ما لي أُكَلِّفُ مُهجَتي كَتمَ الأَسى
- إِن طالَ عَهدُ الجُرحِ صارَ صَديدا
وَيَلَذُّ نَفسي أَن تَكونَ شَقِيَّةً
- وَيَلَذُّ قَلبي أَن يَكونَ عَميدا
إِن كُنتَ تَدري ما الغَرامُ فَداوِني
- أَو لا فَخَلِّ العَذل وَالتَفنيدا
يا هِندُ قَد أَفنى المَطالُ تَصَبُّري
- وَفَنَيتُ حَتّى ما أَخافُ مَزيدا
ما هَذِهِ البيضُ الَّتي أَبصَرتُها
- في لِمَّتي إِلّا اللَيالي السودا
ما شِبتُ مِن كِبَر وَلَكِنَّ الَّذي
- حَمَّلتِ نَفسي حَمَّلتُهُ الفودا
هَذا الَّذي أَبلى الشَباب وَرَدَّهُ
- خَلقا وَجَعَّدَ جَبهَتي تَجعيدا
عَلَّمتِ عَيني أَن تَسُحَّ دُموعُها
- بِالبُخلِ عَلَّمتِ البَخيلَ الجودا
وَمَنَعتِ قَلبي أَن يَقَرَّ قَرارَهُ
- وَلَقَد يَكونُ عَلى الخُطوبِ جَليدا
دَلَّهَتني وَحَمَيتِ جَفني غَمضَهُ
- لا يُستَطاعُ مَعَ الهُمومِ هُجودا
لا تَعجَبي أَنَّ الكَواكِبَ سُهَّدٌ
- فَأَنا الَّذي عَلَّمتُها التَسهيدا
أَسمَعتُها وَصفَ الصَبابَةِ فَاِنثَنَت
- وَكَأَنَّما وَطِئَ الحُفاةُ صُرودا
مُتَعَثِّراتٍ بِالظَلامِ كَأَنَّما
- حالَ الظَلامُ أَساوِدا وَأُسودا
وَأَنَّها عَرِفَت مَكانَكَ في الثَرى
- صارَت زَواهِرُها عَلَيكِ عُقودا
أَنتِ الَّتي تُنسي الحَوائِجَ أَهلَها
- وَأَخا البَيانِ بَيانَهُ المَعهودا
ما شِمتُ حُسنَكَ قَطُّ إِلّا راعَني
- فَوَدِدتُ لَو رُزِقَ الجَمالُ خُلودا
وَإِذا ذَكَرتُكِ هَزَّ ذِكرَكِ أَضلُعي
- شَوقاً كَما هَزَّ النَسيمُ بُنودا
فَحَسِبتُ سِقطَ الطَلِّ ذَوبَ مَحاجِري
- لَو كانَ دَمعُ العاشِقينَ نَضيدا
وَظَنَنتُ خافِقَةَ الغُصونِ أَضالِعاً
- وَثِمارَهُنَّ القانِياتِ كُبودا
وَأَرى خَيالَكَ كُلَّ تَرفَةِ ناظِرٍ
- وَمِنَ العَجائِبِ أَن أَراهُ جَديدا
وَإِذا سَمِعتُ حِكايَةً عَن عاشِقٍ
- عَرَضاً حَسِبتُني الفَتى المَقصودا
مُستَيقِظ وَيَظُنُّ أَنّي نائِمٌ
- يا هِندُ قَد صارَ الذُهولُ جُمودا
وَلَقَد يَكونُ لِيَ السُلُوُّ عَنِ الهَوى
- لَكِنَّما خُلِقَ المُحِبُّ وَدودا
قصيدة ودع هريرة إن الركب مرتحل الأعشى
وَدِّع هُرَيرَةَ إِنَّ الرَكبَ مُرتَحِلُ
- وَهَل تُطيقُ وَداعاً أَيُّها الرَجُلُ
غَرّاءُ فَرعاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها
- تَمشي الهُوَينا كَما يَمشي الوَجي الوَحِلُ
كَأَنَّ مِشيَتَها مِن بَيتِ جارَتِها
- مَرُّ السَحابَةِ لا رَيثٌ وَلا عَجَلُ
تَسمَعُ لِلحَليِ وَسواساً إِذا اِنصَرَفَت
- كَما اِستَعانَ بِريحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ
لَيسَت كَمَن يَكرَهُ الجيرانُ طَلعَتَها
- وَلا تَراها لِسِرِّ الجارِ تَختَتِلُ
يَكادُ يَصرَعُها لَولا تَشَدُّدُها
- إِذا تَقومُ إِلى جاراتِها الكَسَلُ
إِذا تُعالِجُ قِرناً ساعَةً فَتَرَت
- وَاِهتَزَّ مِنها ذَنوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ
مِلءُ الوِشاحِ وَصِفرُ الدَرعِ بَهكَنَةٌ
- إِذا تَأَتّى يَكادُ الخَصرُ يَنخَزِلُ
صَدَّت هُرَيرَةُ عَنّا ما تُكَلِّمُنا
- جَهلاً بِأُمِّ خُلَيدٍ حَبلَ مَن تَصِلُ
أَأَن رَأَت رَجُلاً أَعشى أَضَرَّ بِهِ
- رَيبُ المَنونِ وَدَهرٌ مُفنِدٌ خَبِلُ
نِعمَ الضَجيعُ غَداةَ الدَجنِ يَصرَعَها
- لِلَّذَةِ المَرءِ لا جافٍ وَلا تَفِلُ
قصيدة يومٌ تضاحكَ نورهُ الوضاءُ ابن سهل الأندلسي
يَومٌ تَضاحَكَ نورُهُ الوَضّاءُ
- لِلدَهرِ مِنهُ حُلَّةٌ سيَراءُ
وَالبَحرُ وَالمَيثاءُ وَالحَسَنُ الرِضا
- لِلناظِرينَ ثَلاثَةٌ أَكفاءُ
فَإِذا اِعتَبَرنا جودَهُ وَعُلاهُ لَم
- يَغرِب عَلَينا البَحرُ وَالمَيثاءُ
وَاليَمُّ رَهوٌ إِذ رَآكَ كَأَنَّهُ
- قَد قَيَّدتَهُ دَهشَةٌ وَحَياءُ
لَقِنَ الوَقارُ إِذ اِرتَقى مِن فَوقِهِ
- نَدبٌ أَشَمُّ وَهَضبَةٌ شَمّاءُ
لاقى نَداهُ نَبتَها فَتَرى يَداً
- بَيضاءَ حَيثُ حَديقَةٌ خَضراءُ
فَذٌّ تَغَرَّبَ في المَكارِمِ أَوحَداً
- فَتَأَنَّسَت في ظِلِّهِ الغَرباءُ
يَدعو الوُفودَ إِلى صَنائِعِهِ الَّتي
- شَرُفَت فَشَأناهُ نَدى وَنِداءُ
أَيّامُهُ مَصقولَةٌ أَظلالُها
- سَدِكَت بِها الأَضواءُ وَالأَنداءُ
أَورَقنَ أَو أَشرَقنَ حَتّى إِنَّهُ
- تَجري الصِلادُ وَتُقبَسُ الظَلماءُ
هَديٌ وَجودٌ وَهوَ مِثلُ النَجمِ عَن
- هُ تَحَدَّثُ الأَنواءُ وَالأَضواءُ
أَعطى وَهَشَّ فَما لِنَشوَةِ جودِهِ
- صَحوٌ وَلا لِسَمائِهِ إِصحاءُ
كَفلَ الوَرى فَلَهُ إِلى خَلّاتِهِم
- نَظَرٌ وَعَن زَلّاتِهِم إِغضاءُ
آمالُهُم شَتّى لَدَيهِ تَخالَفَت
- وَقُلوبُهُم بِالحُبِّ فيهِ سَواءُ
يا مَن أَنا وَمَديحُهُ وَنَوالُهُ
- أَلطَوقُ وَالتَغريدُ وَالوَرقاءُ
بِكرٌ أَتَتكَ عَلى اِحتِشامٍ فَليَجِد
- مِنكَ القَبولَ العُذرُ وَالعَذراءُ
تُجلى بِفَخرِكَ فَالسَماءُ مِنَصَّةٌ
- وَالشُهبُ حَليٌ وَالصَباحُ رِداءُ
فَاسلَم وَكُلُّ الدَهرِ عِندَكَ مَوسِمٌ
- أَبَداً وَكُلُّ الشِعرِ فيكَ هَناءُ
وَاِخلُد مُعافى الجِسمِ مَمدوحاً إِذا
- حُرِمَ الأَطِبَّةُ يُرزَقُ الشُعَراءُ
قصيدة إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء مشتاقاً ابن زيدون
إِنّي ذَكَرتُكِ بِازَهراءَ مُشتاقاً
- وَالأُفقُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقا
وَلِلنَسيمِ اِعتِلالٌ في أَصائِلِهِ
- كَأَنَّهُ رَقَّ لي فَاعتَلَّ إِشفاقا
وَالرَوضُ عَن مائِهِ الفِضِيِّ مُبتَسِمٌ
- كَما شَقَقتَ عَنِ اللَبّاتِ أَطواقا
يَومٌ كَأَيّامِ لَذّاتٍ لَنا انصَرَمَت
- بِتنا لَها حينَ نامَ الدَهرُ سُرّاقا
نَلهو بِما يَستَميلُ العَينَ مِن زَهَرٍ
- جالَ النَدى فيهِ حَتّى مالَ أَعناقا
كَأَنَّ أَعيُنَهُ إِذ عايَنَت أَرَقي
- بَكَت لِما بي فَجالَ الدَمعُ رَقراقا
وَردٌ تَأَلَّقَ في ضاحي مَنابِتِهِ
- فَازدادَ مِنهُ الضُحى في العَينِ إِشراقا
سَرى يُنافِحُهُ نَيلوفَرٌ عَبِقٌ
- وَسنانُ نَبَّهَ مِنهُ الصُبحُ أَحداقا
كُلٌّ يَهيجُ لَنا ذِكرى تَشَوُّقِنا
- إِلَيكِ لَم يَعدُ عَنها الصَدرُ أَن ضاقا
لا سَكَّنَ اللَهُ قَلباً عَقَّ ذِكرَكُمُ
- فَلَم يَطِر بِجَناحِ الشَوقِ خَفّاقا
لَو شاءَ حَملي نَسيمُ الصُبحِ حينَ سَرى
- وافاكُمُ بِفَتىً أَضناهُ ما لاقى
لَو كانَ وَفّى المُنى في جَمعِنا بِكُم
- لَكانَ مِن أَكرَمِ الأَيّامِ أَخلاقا
يا عَلقِيَ الأَخطَرَ الأَسنى الحَبيبَ إِلى
- نَفسي إِذا ما اِقتَنى الأَحبابُ أَعلاقا
كانَ التَجارِي بِمَحضِ الوُدِّ مُذ زَمَنٍ
- مَيدانَ أُنسٍ جَرَينا فيهِ أَطلاقا
فَالآنَ أَحمَدَ ما كُنّا لِعَهدِكُمُ
- سَلَوتُمُ وَبَقينا نَحنُ عُشّاقا