شعر عن سيدنا محمد
قصيدة: نبي أتانا
قال الشاعر حسان بن ثابت في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
شَقَّ لَهُ مِنِ إِسمِهِ كَي يُجِلَّهُ
- فَذو العَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّدُ
نَبِيٌّ أَتانا بَعدَ يَأسٍ وَفَترَةٍ
- مِنَ الرُسلِ وَالأَوثانِ في الأَرضِ تُعبَدُ
فَأَمسى سِراجاً مُستَنيراً وَهادِياً
- يَلوحُ كَما لاحَ الصَقيلُ المُهَنَّدُ
وَأَنذَرَنا ناراً وَبَشَّرَ جَنَّةً
- وَعَلَّمَنا الإِسلامَ فَاللَهَ نَحمَدُ
وَأَنتَ إِلَهَ الحَقِّ رَبّي وَخالِقي
- بِذَلِكَ ما عُمِّرتُ في الناسِ أَشهَدُ
تَعالَيتَ رَبَّ الناسِ عَن قَولِ مَن دَعا
- سِواكَ إِلَهاً أَنتَ أَعلى وَأَمجَدُ
لَكَ الخَلقُ وَالنَعماءُ وَالأَمرُ كُلُّهُ
- فَإِيّاكَ نَستَهدي وَإِيّاكَ نَعبُدُ
لِأَنَّ ثَوابَ اللَهِ كُلَّ مُوَحِّدٍ
- جِنانٌ مِنَ الفِردَوسِ فيها يُخَلَّدُ.
قصيدة: بطيبة رسم للرسول ومعهد
قال الشاعر حسان بن ثابت في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
بَطَيبَةَ رَسمٌ لِلرَسولِ وَمَعهَدُ
- مُنيرٌ وَقَد تَعفو الرُسومُ وَتَهمَدِ
وَلا تَمتَحي الآياتُ مِن دارِ حُرمَةٍ
- بِها مِنبَرُ الهادي الَذي كانَ يَصعَدُ
وَواضِحُ آثارٍ وَباقي مَعالِمٍ
- وَرَبعٌ لَهُ فيهِ مُصَلّى وَمَسجِدُ
بِها حُجُراتٌ كانَ يَنزِلُ وَسطَها
- مِنَ اللَهِ نورٌ يُستَضاءُ وَيوقَدُ
مَعارِفُ لَم تُطمَس عَلى العَهدِ آيُها
- أَتاها البِلى فَالآيُ مِنها تُجَدَّدُ
عَرِفتُ بِها رَسمَ الرَسولِ وَعَهدَهُ
- وَقَبراً بِها واراهُ في التُربِ مُلحِدُ
ظَلَلتُ بِها أَبكي الرَسولِ فَأَسعَدَت
- عُيونٌ وَمِثلاها مِنَ الجِنِّ تُسعَدُ
يُذَكِّرنَ آلاءَ الرَسولِ وَما أَرى
- لَها مُحصِياً نَفسي فَنَفسي تَبَلَّدُ
مُفَجَّعَةً قَد شَفَّها فَقدُ أَحمَدٍ
- فَظَلَّت لِآلاءِ الرَسولِ تُعَدِّدُ
وَما بَلَغَت مِن كُلِّ أَمرٍ عَشيرَهُ
- وَلَكِن لِنَفسي بَعدُ ما قَد تَوَجَّدُ
أَطالَت وُقوفاً تَذرِفُ العَينُ جُهدَها
- عَلى طَلَلِ القَبرِ الَذي فيهِ أَحمَدُ
فَبورِكتَ يا قَبرَ الرَسولِ وَبورِكَت
- بِلادٌ ثَوى فيها الرَشيدُ المُسَدَّدُ
وَبورِكَ لَحدٌ مِنكَ ضُمِّنَ طَيِّباً
- عَلَيهِ بِناءٌ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدُ
تَهيلُ عَلَيهِ التُربَ أَيدٍ وَأَعيُنٌ
- عَلَيهِ وَقَد غارَت بِذَلِكَ أَسعُدُ
لَقَد غَيَّبوا حِلماً وَعِلماً وَرَحمَةً
- عَشِيَّةَ عَلَّوهُ الثَرى لا يُوَسَّدُ
وَراحوا بِحُزنٍ لَيسَ فيهِم نَبيُّهُم
- وَقَد وَهَنَت مِنهُم ظُهورٌ وَأَعضُدُ
يُبَكّونَ مَن تَبكي السَمَواتُ يَومَهُ
- وَمَن قَد بَكَتهُ الأَرضُ فَالناسُ أَكمَدُ
وَهَل عَدَلَت يَوماً رَزِيَّةُ هالِكٍ
- رَزِيَّةَ يَومٍ ماتَ فيهِ مُحَمَّدُ
تَقَطَّعَ فيهِ مُنزَلُ الوَحيِ عَنهُمُ
- وَقَد كانَ ذا نورٍ يَغورُ وَيُنجِدُ
يَدُلُّ عَلى الرَحمَنِ مَن يَقتَدي بِهِ
- وَيُنقِذُ مِن هَولِ الخَزايا وَيُرشِدُ
إِمامٌ لَهُم يَهديهِمُ الحَقَّ جاهِداً
- مُعَلِّمُ صِدقٍ إِن يُطيعوهُ يَسعَدوا
عَفُوٌّ عَنِ الزَلّاتِ يَقبَلُ عُذرَهُم
- وَإِن يُحسِنوا فَاللَهُ بِالخَيرِ أَجوَدُ
وَإِن نابَ أَمرٌ لَم يَقوموا بِحَملِهِ
- فَمِن عِندِهِ تَيسيرُ ما يَتَشَدَّدُ
فَبينا هُمُ في نِعمَةِ اللَهِ وَسطَهُم
- دَليلٌ بِهِ نَهجُ الطَريقَةِ يُقصَدُ
عَزيزٌ عَلَيهِ أَن يَجوروا عَنِ الهُدى
- حَريصٌ عَلى أَن يَستَقيموا وَيَهتَدوا
عَطوفٌ عَلَيهِم لا يُثَنّي جَناحَهُ
- إِلى كَنَفٍ يَحنو عَلَيهِم وَيَمهَدُ
فَبَينا هُمُ في ذَلِكَ النورِ إِذ غَدا
- إِلى نورِهِم سَهمٌ مِنَ المَوتِ مُقصَدُ
فَأَصبَحَ مَحموداً إِلى اللَهِ راجِعاً
- يُبكيهِ حَقُّ المُرسِلاتِ وَيُحمَدُ
وَأَمسَت بِلادُ الحُرمَ وَحشاً بِقاعُها
- لِغَيبَةِ ما كانَت مِنَ الوَحيِ تَعهَدُ
قِفاراً سِوى مَعمورَةِ اللَحدِ ضافَها
- فَقيدٌ تُبَكّيهِ بَلاطٌ وَغَرقَدُ
وَمَسجِدُهُ فَالموحِشاتُ لِفَقدِهِ
- خَلاءٌ لَهُ فيهِ مَقامٌ وَمَقعَدُ
وَبِالجَمرَةِ الكُبرى لَهُ ثَمَّ أَوحَشَت
- دِيارٌ وَعَرصاتٌ وَرَبعٌ وَمَولِدُ
فَبَكّي رَسولَ اللَهِ يا عَينُ عَبرَةً
- وَلا أَعرِفَنكِ الدَهرَ دَمعَكِ يَجمَدُ
وَما لَكِ لا تَبكينَ ذا النِعمَةِ الَّتي
- عَلى الناسِ مِنها سابِغٌ يَتَغَمَّدُ
فَجودي عَلَيهِ بِالدُموعِ وَأَعوِلي
- لِفَقدِ الَذي لا مِثلُهُ الدَهرُ يوجَدُ
وَما فَقَدَ الماضونَ مِثلَ مُحَمَّدٍ
- وَلا مِثلُهُ حَتّى القِيامَةِ يُفقَدُ
أَعَفَّ وَأَوفى ذِمَّةً بَعدَ ذِمَّةٍ
- وَأَقرَبَ مِنهُ نايِلاً لا يُنَكَّدُ
وَأَبذَلَ مِنهُ لِلطَريفِ وَتالِدِ
- إِذا ضَنَّ مِعطاءُ بِما كانَ يُتلَدُ
وَأَكرَمَ صيتاً في البُيوتِ إِذا اِنتَمى
- وَأَكرَمَ جَدّاً أَبطَحيّاً يُسَوَّدُ
وَأَمنَعَ ذِرواتٍ وَأَثبَتَ في العُلى
- دَعائِمَ عِزٍّ شامِخاتٍ تُشَيَّدُ
وَأَثبَتَ فَرعاً في الفُروعِ وَمَنبِتاً
- وَعوداً غَذاهُ المُزنُ فَالعودُ أَغيَدُ
رَباهُ وَليداً فَاِستَتَمَّ تَمامُهُ
- عَلى أَكرَمِ الخَيراتِ رَبٌّ مُمَجَّدُ
تَناهَت وَصاةُ المُسلِمينَ بِكَفِّهِ
- فَلا العِلمِ مَحبوسٌ وَلا الرَأيُ يُفنَدُ
أَقولُ وَلا يُلفى لِما قُلتُ عائِبٌ
- مِنَ الناسِ إِلّا عازِبُ العَقلِ مُبعَدُ
وَلَيسَ هَوايَ نازِعاً عَن ثَنائِهِ
- لَعَلّي بِهِ في جَنَّةِ الخُلدِ أَخلَدُ
مَعَ المُصطَفى أَرجو بِذاكَ جِوارَهُ
- وَفي نَيلِ ذاكَ اليَومِ أَسعى وَأَجهَدُ
قصيدة: نصرنا رسول الله والدين عنوة
قال الشاعر حسان بن ثابت في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
نَصَرنا رَسولَ اللَهِ وَالدينَ عَنوَةً
- عَلى رَغمِ عاتٍ مِن مَعَدٍّ وَحاضِرِ
بِضَربٍ كَإيزاغِ المَخاضِ مشاشة
- وَطَعنٍ كَأَفواهِ اللِقاحِ السَوادِرِ
وَسَل أُحُداً لَمّا اِستَقَلَّت شِعابُهُ
- بِضَربٍ لَنا مِثلَ اللِيوثِ الخَوادِرِ
أَلَسنا نَخوضُ الخَوضَ في حَومَةِ الوَغى
- إِذا طابَ وِردُ المَوتِ بَينَ العَساكِرِ
وَنَضرِبُ هامَ الدارِعينَ وَنَنتَمي
- إِلى حَسَبٍ مِن جِذمِ غَسّانَ قاهِرِ
وَلَولا حَياءُ اللَهِ قُلنا تَكَرُّماً
- عَلى الناسِ بِالخَيفَينِ هَل مِن مُنافِرِ
فَأَحياؤُنا مِن خَيرِ مَن وَطِئَ الثَرى
- وَأَمواتُنا مِن خَيرِ أَهلِ المَقابِرِ.
قصيدة: كل القلوب إلى الحبيب تميل
قصيدة لابن الخياط في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
كل القلوب إلى الحبيب تميل
- ومعي بذلك شاهد ودليل
أما الدلـــيل إذا ذكرت محمدًا
- صارت دموع العاشقين تسيل
يا سيد الكونين يا عــلم الهدى
- هذا المتيم في حمـاك نزيـل
لو صــادفتني من لدنك عناية:
- لأزور طيبة والنخـيل جميل
هذا رســول الله هذا المصطفى
- هذا لرب العالمين رسـول
هذا الذي رد العــــيون بكفه
- لما بدت فوق الخدود تسـيل
هذا الغمـــامة ظللته إذا مشى
- كانت تقيل إذا الحبـيب يقيل
هذا الذي شرف الضريح بجسمه
- منهاجه للسالكين سـبيل
يا رب إني قـد مدحـت محمدًا
- فيه ثوابي وللمديــح جزيل
صلى عليك الله يا عــلم الهدى
- ما حن مشتاق وسار دليل.
قصيدة: من أين أبدأ
قال الشيخ الدكتور عائض القرني في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
مــن أينَ أبدأ ُوالحديثُ غـرامُ؟
- فالشعرُ يقصرُ والكلامُ كلامُ
من أينَ أبدأ ُفي مديح ِمحمـدٍ؟
- لا الشعرُ ينصفهُ ولا الأقلامُ
هو صاحبُ الخلق ِالرفيع ِعلى المدى
- هو قائدٌ للمسلمينَ همامُ
هو سيدُ الأخلاق ِدون منافس ٍ
- هو ملهمٌ هو قائدٌ مقدامُ
ماذا نقولُ عن الحبيبِ المصطفى
- فمحمدٌ للعالمين إمامُ
ماذا نقولُ عن الحبيـبِ المجتبى
- في وصفهِ تتكسرُ الأقــــلامُ
رسموكَ في بعض ِالصحائفِ مجرماً
- في رسمهم يتجسد الإجرامُ
لا عشنا إن لم ننتصر يوماً فلا
- سلمت رسومُهُمُ ولا الرسام
وصفوك َبالإرهـاب ِدونَ تعقلٍ
- والوصفُ دونَ تعقلٍ إقحامُ
لو يعرفونَ محمداَ وخصالهُ
- هتفوا له ولأسلم الإعلامُ
في سدرةِ الملكوتِ راحَ محلقاً
- تباً لهم ولأنفهم إرغام
فالدانمـركُ تجبرت في غييها
- لم تعتذر والمسلمونَ نيام
يا حسرة َالسيفِ الذي لم ينعـتـق
- من غمدهِ والمكروماتُ تضامُ
أيسبُ أسوتنا الحبيبُ فما الـذي
- يبقى إذا لم تغضبِ الأقوامُ
لا عشنا إن لم ننتـصر لمحـمـدٍ
- يوماً لأن المسلمينَ كرامُ
سمعت جموعُ المسلمينَ كلامهم
- ثم استفاقت نجدُنا والشـامُ
يـا أمــة َالمليارِ لا تتخوفي
- لابــد أن تتقلبَ الأيام
لا بد للشعبِ المغيـبِ أن يفق
- يوماً ويحدثُ في الربوع ِوئامُ
لا بـد لليثِ المكــمــم ِأن يـرى
- يوماً وهل للظالمـــيـــنَ دوامُ
خالدَ اليرموكِ أين سـيوفنا
- أوما لنا في المشرقين ِحسامُ
كانت تموجُ الأرضُ تحتَ خيولنا
- كانت لنا في المغربين ِخيامُ
يا حسرة الأيـام ِكيف َتبدلت
- وهماً وضاعَ من الأباةِ زمامُ
يا سيدَ الثقلين ِيا نورَ الهـدى
- مـاذا أقولُ تخونُنُي الأقلام
ترتلُ للحبيبِ فضائلا
- والفتـــحُ والأحزابُ والأنعامُ
الله أثنى عليك في آياتهِ
- والمدحُ في آياتهِ إفحام
ستظلُ نبراساً لكلِ موحـدٍ
- والصمتُ عن شتم ِالسفيهِ كـلامُ
صلى عليك الله يا نور الهدى
- ما دارت الأفلاكُ والأجرام
صلى عليكَ الله ياخيرَ الورى
- ما مرت الساعاتُ والأيام.
قصيدة: وُلِد الهدى
قال الشاعر أحمد شوقي في قصيدته:
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
- وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
- لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
- وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
- بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ
- وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ
نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ
- فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
- أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
- مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي
- إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ
خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ
- دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ
هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت
- فـيها إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ
خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها
- إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ
بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت
- وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكًا بِكَ الغَبراءُ
وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ
- حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ
وَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ
- وَمِـنَ الـخَـلـيلِ وَهَديِهِ سيماءُ
أَثـنـى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ
- وَتَـهَلَّلَت وَاِهـتَـزَّتِ العَذراءُ
يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ
- وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ
الـحَـقُّ عـالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ
- فـي الـمُـلـكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ
ذُعِـرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت
- وَعَـلَـت عَـلـى تيجانِهِم أَصداءُ
وَالـنـارُ خـاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُم
- خَـمَـدَت ذَوائِـبُها وَغاضَ الماءُ
وَالآيُ تَـتـرى وَالـخَـوارِقُ جَمَّةٌ
- جِــبـريـلُ رَوّاحٌ بِـهـا غَـدّاءُ
نِـعـمَ الـيَـتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ
- وَالـيُـتـمُ رِزقٌ بَـعـضُهُ وَذَكاءُ
فـي الـمَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ
- وَبِـقَـصـدِهِ تُـسـتَـدفَعُ البَأساءُ
بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم
- يَـعـرِفـهُ أَهـلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ
يـا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا
- مِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّقُ الكُبَراءُ
لَـو لَـم تُـقِـم دينًا لَقامَت وَحدَها
- ديـنـًا تُـضـيءُ بِـنـورِهِ الآناءُ
زانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ
- يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ
أَمّـا الـجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ
- وَمَـلاحَـةُ الـصِـدّيـقِ مِنكَ أَياءُ
وَالـحُـسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ
- مـا أوتِـيَ الـقُـوّادُ وَالـزُعَماءُ
فَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى
- وَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَلُ الأَنواءُ
وَإِذا عَـفَـوتَ فَـقـادِرًا وَمُـقَدَّرًا
- لا يَـسـتَـهـيـنُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ
وَإِذا رَحِــمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌ
- هَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُ
وَإِذا غَـضِـبـتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ
- فـي الـحَـقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ
وَإِذا رَضـيـتَ فَـذاكَ في مَرضاتِهِ
- وَرِضـى الـكَـثـيـرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ
وَإِذا خَـطَـبـتَ فَـلِـلمَنابِرِ هِزَّةٌ
- تَـعـرو الـنَـدِيَّ وَلِـلقُلوبِ بُكاءُ.
قصيدة: أغرّ عليه للنبوة خاتم
قال الشاعر حسان بن ثابت في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ
- مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ،
- إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ،
- فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ.
قصيدة إن الذي بعث النبي محمدا
قال الشاعر جرير في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً
- جَعَلَ الخِلافَةَ في الإِمامِ العادِلِ
وَلَقَد نَفَعتَ بِما مَنَعتَ تَحَرُّجاً
- مَكسَ العُشورِ عَلى جُسورِ الساحِلِ
قَد نالَ عَدلُكَ مَن أَقامَ بِأَرضِنا
- فَإِلَيكَ حاجَةُ كُلِّ وَفدٍ راحِلِ
إِنّي لَآمُلُ مِنكَ خَيراً عاجِلاً
- وَالنَفسُ مولَعَةٌ بِحُبِّ العاجِلِ
وَاللَهُ أَنزَلَ في الكِتابِ فَريضَةً
- لِاِبنِ السَبيلِ وَلِلفَقيرِ العائِلِ.
قصيدة: كيف ترقى رقيك الأنبياء
قال البوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
كيف ترقَى رُقِيَّك الأَنبياءُ
- يا سماءً ما طاوَلَتْها سماءُ
لَمْ يُساوُوك في عُلاكَ وَقَدْ حا
- لَ سناً مِنك دونَهم وسَناءُ
إنّما مَثَّلُوا صِفاتِك للنا
- س كما مثَّلَ النجومَ الماءُ
أنتَ مِصباحُ كلِّ فضلٍ فما تَص
- دُرُ إلا عن ضوئِكَ الأَضواءُ
لكَ ذاتُ العلومِ من عالِمِ الغَي
- بِ ومنها لآدمَ الأَسماءُ
لم تَزَلْ في ضمائرِ الكونِ تُختَا
- رُ لك الأُمهاتُ الأَباءُ
ما مضتْ فَترةٌ من الرُّسْلِ إِلّا
- بَشَّرَتْ قومَها بِكَ الأَنبياءُ
تتباهَى بِكَ العصورُ وَتَسْمو
- بِكَ علْياءٌ بعدَها علياءُ
وَبَدا للوُجُودِ منك كريمٌ
- من كريمٍ آبَاؤُه كُرماءُ
نَسَبٌ تَحسِبُ العُلا بِحُلاهُ
- قَلَّدَتْهَا نجومهَا الْجَوزاءُ
حبذا عِقْدُ سُؤْدُدٍ وَفَخَارٍ
- أنتَ فيه اليتيمةُ العصماءُ.
قصيدة: محمد عند الله حي وجدنا
قال الشاعر عمر اليافي في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
محمّدُ عند الله حيٌّ وجدّنا
- ضجيع رسول الله في صدق مقعد
له ثانياً في الغار كان ولم يزل
- أبو بكرٍ الصدّيق عند محمّد
ونحن على المؤذي لنا سمُّ ساعةٍ
- بلا مهلةٍ حتّى على الفوز يقتدي
قتيلٌ سطا في نحره سيف غيرةٍ
- ومن لم يصدِّق فليجرّب ويعتدي .
قصيدة: أعلى محمد الرضى ابن الصيني
قال ابن زاكور في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
أَعَلَى مُحَمَّدٍ الرِّضَى ابْنِ الصِّينِي
- عَلَمِ الْهُدَى انْهَمَلَتْ عُيُونُ الدِّينِ
سُحِّي عُيُونَ الدِّينِ عَبْرَةَ فَاقِدٍ
- لِخَلِيلِهِ الْمُخْتَصِّ بِالتَّمْكِينِ
بَكَتِ السَّمَاءُ عَلَيْهِ حَقَّ بُكَائِهَا
- وَالأَرْضُ تَبْكِيهِ لِيَوْمِ الدِّينِ.