شعر عن العطاء
قصيدة وعالة قامت بليل تلومني
قال حاتم الطائي:
وعالةٍ قامَتْ بليلٍ تلومني
- كأني إِذا أعطيتُ مالي أضيمُها
أعاذلَ إِن الجودَ ليس بمهلكي
- ولا مخلدِ النفسَ الشحيحةَ لؤمها
وتُذكر أخلاقُ الفتى وعظامهُ
- مغيبةٌ في اللحدِ بالٍ رميمُها
ومن يبتدعْ ما ليسَ من خِيم نِفسهِ
- يدعهُ ويغلبْ على النفسِ خِمُها
وقائلةٍ أهلكتَ بالجودِ مالنا
- ونفسَكَ حتى ضرّ نفسَكَ جودها
فقلتُ دعيني إِنما تلكَ عادتي
- لكل كريمٍ عادةٌ يستعيدها
قصيدة تراه إذا ما جئته متهللا
قال زهير بن أبي سُلمى:
تراه إذا ما جئته متهللًا
- كأنك تعطيه الذي أنت سائله
وذي نَسَبٍ نَاءٍ بَعيدٍ وَصَلْتَهُ
- بمالٍ وما يَدري بأنّكَ واصِلُهْ
وذي نِعْمَةٍ تَمّمْتَها وشكَرْتَها
- وَخَصْمٍ يكادُ يَغلِبُ الحَقَّ باطِلُهْ
دَفَعْتَ بمَعرُوفٍ منَ القوْلِ صائبٍ
- إذا ما أضَلّ النّاطقِينَ مَفاصِلُهْ
قصيدة تقول اتَّئد لا يدعك الناس مملقًا
قال الشاعر بشر الفزاري:
تقول اتَّئدْ لا يدْعُكَ الناسُ مملقًا
- وتزري بمن تسعى له وتَعول
فقلت أبتْ نفس علي كريمةٌ
- وطارقُ ليلٍ غيرَ ذاك يقولُ
ألم تعلمي يا عمرَكِ اللهَ أنني
- كريمٌ على حينَ الكرامُ قليل
وإني لا أخزَى إذا قيل مُملقٌ
- سخيٌّ، وأخزى أن يقال بخيل
ولم أرَ كالمعروف أمّا مذاقٌه
- فحلوٌ، وأما وجهُه فجميلُ
قصيدة ومن كرمت طبائعه تحلى
قال علي بن أبي طالب:
ومَنْ كرمت طبائعه تحلّى
- بآدابٍ مُفصلة حِسان
ومَن قلّت مطَاَمعُه تَغَطّى
- من الدنيا بأثوابِ الأمان
وما يدري الفتى ماذا يُلاقي
- إذا ما عاشَ من حدث الزمان
فإنْ غدرت بِكَ الأيّامُ فَاصبر
- وكُن بالله مَحمودَ المَعاني
ولا تكُ ساكنًا في دار ذُلّ
- فإنّ الذلَّ يُقرَنُ بالهوان
وإنْ أولاك ذو كرمٍ جميلًا
- فكُن بالشّكر مُنطلقَ اللّسانِ
قصيدة رأيت سخي النفس يأتيه رزقه
قال الشاعر يزيد بن الحكم:
رأيْتُ سخيَّ النفسِ يأتيهِ رِزقهُ
- هنيئًا ولا يُعطى على الحرصِ جاشعُ
وكلُّ حريصٍ لن يجاوزَ رزقه
- وكم من موَّفى رزقهُ وهو وادعُ
قصيدة إِن الكريم ليخفي عنك عسرته
قال الشاعر بشار بن برد:
إِن الكريمَ ليُخفي عنكَ عسرتهُ
- حتى تَراهُ غنيًّا وهو مَجْهودُ
وللبخيلِ على أموالهِ عللٌ
- زرقُ العيونِ عليها أوجهٌ سودُ
إِذا تكرمتَ أن تعطي القليلَ ولم
- تقدرْ على سعةٍ لم يظهرِ الجودُ
أبرقْ بخيرٍ تُرجَّى للنوال فما
- تُرْجى الثمار إِذا لم يورقِ العودُ
بثَّ النوالَ ولا تمنعْكَ قلتُهُ
- فكل ما سدَّ فقرًا فهو محمودُ
قصيدة ليس الكريم الذي يعطي عطيته
قال الشاعر ابن الرومي:
ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ
- على الثناء وإن أغلى به الثمنا
بل الكريم الذي يعطي عطيته
- لغير شيء سوى استحسانه الحسنا
لا يستثيب ببذلِ العُرْفِ محْمدة ً
- ولا يَمُنُّ إذا ما قَلَّد المِننا
حتى لتحسب أن الله أجبَرَهُ
- على السماحِ ولم يَخْلُقْهُ مُمْتَحَنا
قصيدة إِذا أعطى القليل فتى شريف
قال الشاعر محمود الوراق:
إِذا أعطى القليلَ فتىً شريفٌ
- فإِن قليلَ ما يُعطيكَ زينُ
وإِن تكنِ العطيةُ من دني
- فإِن كثيرَ ما يُعطيكَ شينُ
وَلا يَرضى الكَريمُ بِيَومِ عار
- وَإِن أَوهى وَهَدَّ قُواهُ دَينُ
فَعُذ بِاللَهِ والجأ إِلَيهِ إِمّا
- بَدَت لَكَ حاجَةٌ أَو كانَ كَونُ
قصيدة إذا لم تجودوا والأمور به تمضي
قال الشافعي:
إِذا لم تجودوا والأمورُ به تمضي
- وقد ملكتْ أيديكمُ البسطَ والقبضا
فماذا يرجىَّ منكمُ إِن عزلتمُ
- وعضتكُمُ الدنيا بأنيابِها عَضّا
وتسترجعُ الأيامُ ما وهبتكم
- ومن عادةِ الأيامِ تسترجعُ القرضا
قصيدة كريم لنا في فعله ومقاله
يقول الشاعر ابن نباتة المصري:
كريمٌ لنا في فعله ومقاله
- سحاب الغِنى المنهل والروضة الغنَّا
يقاسمنا في كلِّ يومٍ جميلة
- فنثر العطا منه ونثر الثنا منَّا
أخو صدقاتٍ يحبس المنّ جودا على
- أنَّها في الجودِ لا تحسن المنَّا
رأى الفكر إعراب الثنا فيهِ كلما
- بناه إلى أن صارَ في معربٍ يبنى
وأقسم أن لا شيء كالغيث في الندى
- فلمَّا رأى جدوى أنامله اسْتثنى
قصيدة كل سمح الكف لو تسأله
قال القاضي العثماني:
إِنَّ من يَعرِفُ أَيام الصِّبا
- صَدَّ إِذْ أَبصر شَيْبي وَصَبا
والتي تعرِف مُهري أَدْهمًا
- أَنْكرتْه إذ رأَتْهُ أَشْهبا
إِخوتي هُبّوا فقد هَبَّت لنا
- نغمةُ الطير وأَنفاس الصَّبا
فاصْرِفوا الهمَّ إِذا ضافكُمُ
- وخُذوا من عَيْشنا ما وَهَبا
ضَمَّ شَمْلَ الودِّ منّا مَجلِسٌ
- ترقَص الأَركان فيه طربا
كلُّ سَمْح الكفِّ لو تسأَلُه
- كلَّ ما يَمْلِك جُودًا وَهَبا
قصيدة يا خير ملتحف بالمجد والكرم
يقول ابن هانئ الأندلسي:
يا خيرَ ملتحفٍ بالمجدِ والكرمِ
- وأفضل النّاسِ من عربٍ ومن عجمٍ
يا ابنَ السَّدَى والنّدى والمعْلُوماتِ مَعًا
- والحِلمِ والعلمِ والآدابِ والحِكَم
لو كُنْتُ أُعْطَى المُنى فيما أُؤمّلُهُ
- حملْتُ عنك الذي حُمّلتَ من ألم
وكنْتُ أعْتَدُّهُ يَدًا ظفِرْتُ بهَا
- من الأيادي وقسمًا أوفرَ القسم
حتى تَرْوحَ مُعافَى الجسمِ
- سالِمَهُ وتسْتَبِلَّ إلى العَلْياءِ والكرم
قصيدة الكريم
يقول إيليا أبو ماضي:
- قالوا ألا تَصِفُ الكريمَ لَنا فقُلت على البَديه
- إنّ الكريمَ لكالرّبيع، تُحبُّهُ للحُسنِ فيه
- وتَهَشُّ عند لقائِهِ، ويغيب عنك فتشتهيه
- لا يَرْتضي أبدًا لصاحبِهِ الذي لا يَرتضيه
- وإذا اللّيالي ساعفته لا يُدِلُّ ولا يَتِيه
- وتراه يبسُمُ هازئًا في غَمْرَةِ الخَطْبِ الكَريه
- وإذا تحرّقَ حاسِدوه بكى ورقّ لِحاسديه
- كالورد ينفَحُ بالشّذى حتّى أُنوفَ السّارِقيه
قصيدة جود الكريم إذا ما كان عن عدة
قال ابن عسكر الموصلي:
جودُ الكريمِ إِذا ما كانَ عن عِدَة
- وقد تأخرَ لم يسلمْ من الكدرِ
إِن السحائبَ لا تُجْدي بوارقُها
- نَفعًا إِذا هي لم تمطرْ على الأثرِ
وما طلُ الوعدِ مذمومٌ وإِن سمحتْ
- يَداه من بعدِ طولِ المطل بالبدرِ
قصيدة إن السخاء شيمة كريمة
قال الشيخ السابوري:
إِنّ السخاءَ شيمةٌ كريمة
- شريفةٌ أكرم بها من شيمة
فضيلةٌ تنشرُ في الآفاقِ
- عنكَ لسانَ الشكرِ بانطلاق
لا سترَ للعيوبِ كالسخاءِ
- وعيب ذي اللؤمِ بلا غطاءِ