شعر عن الجمال
الجمال
الجمال هي صفة منحها الله لنا وهي نعمة يجب أن نحافظ عليها، والجمال يقسم إلى قسمين جمال خارجي وجمال داخلي، والجمال الداخلي أهم بكثير من الجمال الداخلي لأنه يعكس طبيعة الإنسان وتصرفاته، وهنا في هذا المقال جمعتُ لكم بعض من الأشعار الجميلة عن الجمال.
شعر عن الجمال
- أعلى الجمال تغار منّا
ماذا عليك إذا نظرنا
هي نظرة تنسي الوقار
وتسعد الروح المعنّى
دنياي أنت وفرحتي
ومنى الفؤاد إذا تمنّى
أنت السماء بدت لنا
واستعصمت بالبعد عنّا
هلا رحمت متيماً
عصفت به الأشواق وهنّا
وهفت به الذكري فطاف
مع الدُجى مغناً فمغنا
هزته منك محاسن
غنّى بها لما تغنّى
آنست فيك قداسة
ولمست اشراقاً وفنّا
ونظرت في عينيك
آفاقاً وأسراراً ومعنى
وسمعت سحرياً يذوب
صداه في الأسماع لحنا
نلت السعادة في الهوى
ورشفتها دنّاً فدنّا
- لَيتَ الَّذي خَلَقَ العُيونَ السودا
خَلَقَ القُلوبَ الخافِقاتِ حَديدا
لَولا نَواعِسُها وَلَولا سِحرُها
ما وَدَّ مالِكُ قَلبِهِ لَو صيدا
عَوِّذ فُؤادَكَ مِن نِبالِ لِحاظِها
أَو مُت كَما شءَ الغَرامُ شَهيدا
إِن أَنتَ أَبصَرتَ الجَمال وَلَم تَهِم
كُنتَ اِمرَأً خَشِنَ الطِباعِ بَليدا
وَإِذا طَلَبتَ مَعَ الصَبابَةِ لَذَّةً
فَلَقَد طَلبَتَ الضائِعَ المَوجودا
يا وَيحَ قَلبي إِنَّهُ في جانِبي
وَأَظُنُّهُ نائي المَزارِ بَعيدا
- وَبَديعُ الجَمالِ يَضحَكُ عَن أَض
وائِهِ البَدرُ عِندَ وَقتِ الطُلوعِ
ما اِجتَلَتهُ عَينُ التَأَمُّلِ إِلّا
رَجَعَت مِنهُ عَن جَمالٍ بَديعِ
كُلُّ ما مَنظَرٍ رَأَيتُ مِنَ الحُس
نِ فَفيهِ مِنهُ جَميعُ جَميعِ
غَيرَ أَنَّ العُيونَ تَجني بِأَيدي ال
لَحظِ مِن وَجنَتَيهِ زَهرَ الرَبيعِ
- باللهِ يا سائقَ الجمالِ
رِفقاً فقلبي بسوءِ حالِ
لي بينكم مرخصٌ لدمعي
وَهْوَ عزيزٌ عليَّ غالي
ثمَّ خلعْتُ به عذاري
لما غدا لابسَ الجمالِ
قدْ كان شملي به نظيماً
ففرَّقَتْ بيننا الليالي
- سلام على أهل الظنون الجميلة
وأهل الصفا أهل القلوب السليمة
أهيل الوفا الغافرين لمن هفا
يراعون آداب الاخا والمحبة
فطوبى لعبد سار نحوا لسيرهم
وشابههم لو كان في بعض سيرة
هم القوم لا يشقى جليسهم بهم
محبهم ينجو بهم في القيامة
بحقهم يار بناهب لنا الذي
وهبت لهم من محض فضل ومنة
فأنا إليك راغبون وإننا
لنرجوك يا معطي العطايا الجزيلة
فمن ذالنا يا ربنا في أمورنا
سواك ولا أركن بحولي وقوتي
- بِروحي جَميلٌ لا يُحاكى جَمالُهُ
لَقَد نَهَبَ الأَرواحَ ثمَّ النُّفوسا
فَلَو أَنَّهُ أَعطى النُّجومَ جَمالَهُ
لَصِرنَ بُدوراً في السّما وَشُموسا
- وجه جميلُ بلا وحي أطوف به
كماي طوف أسير الشوك بالوثن
يلجّ في جدلٍ واهٍ إلى جدل
كأنما قيمة الأرواح في اللسن
شكا إليّ سكوتي عن محاسنه
الحسن في الروح ليس الحسن في البدن
وجهٌ جميلق وأعطافٌ مهفهفة
ومهجةٌ لم يزرها الدهر بالحزن
جذلان يضحك والالام تعصف بي
يا ربّ لا تسقه يوما جوى شجنى
أرنو إليه وأستهدى بطلعته
نوراً يبدد ما ألقاه من زمني
له الوجودُ رياضٌ وهو من فرحٍ
كالطير يمرح من فنن إلى فنن
أوحيت أوحيت هذا الشعر فاسم به
الجدّ في روحه طيف من المحن
لا توح لا توح شعرا إنني غزلٌ
والشعر يحزنني والحسن يأسرني
- يا من له الوجه الجميل إذا بدا
فاقت محاسنُه البدورَ كمالاَ
والمنتقى من جوهر الفخر الذي
فاق الخلائف عزةً وجمالا
ما أبصرت عيناي مثل هديةٍ
أبدت لنا صنع الإله تعالى
فيها من التفاح كلُّ عجيبةٍ
تذكي بريَّاها صَباً وشَمالا
تُهدي لنا نهدّ الحبيب وخدّهُ
وتُري من الورد الجنيِّ مثالا
وبها من الأَترجِّ شمسٌ أطلعت
من كل شطر للعيونِ هلالا
ويحفُّها وَرَقٌ يروقُ كأنّه
وَرَقُ النُّضار وقد أجاد نِبَالا
لون العشية ذهَّبَتْ صفحاتها
رقَّتْ وراقَتْ بهجةً وجمالا
- وهل ينفع الفتيانَ حسنُ وجوههم
إذا كانت الأعراضُ غيرَ حسانِ؟
ولا تجعلِ الحسنَ الدليلَ على الفتى
فما كل مصقولِ الحديد يمانِ
- خَدعوها بقولهم حَسْناءُ
والغواني يغرَّهُنَّ الثناءُ
نَظْرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ
فكلامٌ فموعدٌ فلِقاءُ
ففراقٌ يكونُ فيه دواءٌ
أو فِراقٌ يكون منه الداءُ.
- أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلاً تر الوجود جميلا.
- ليس الجمالَ بأثوابٍ تزينُناً
إِن الجمالَ جمالُ العقلِ والأدبِ.
- طحا بكَ قلبٌ في الحِسانِ طروبُ
بُعيدُ الشبابَ عصرَ حانَ مَشيبُ
يكلفني ليلى وقد شَطَّ وليُها
وعادَتْ عوادٍ بينننا وخُطوبُ
مُنَعَّمةٌ ما يُسْتطاعُ طِلابُها
على نأيها من أن تُزارَ رقيبُ
إِذا غابَ عنها البَعْلُ لم تفشِ سرَّهُ
وترضيْ إِيابَ البعلِ حينَ يَؤوبُ.
- بناتُ حواءَ أعشابٌ وأزهارُ
فاستلهمِ العقلَ وانظرْ كيف تختارُ
ولا يغرَّنكَ الوجهُ الجميلُ فكم
في الزهرِ سمٌ وكم في العُشْبِ عقارُ.
- نورٌ تدفّق من سماواتِ الغيوبُ
حتى تألقَ في محاراتِ القلوبْ
نورٌ سرى في الأرض من أم القرىُ
يرتادُ للسارين آفاقَ الدروبْ
نورٌ بدا يُهدي لدنيانا الهدى
تهفو له أرواحُنا وله تلوبْ
فتموجُ تعرجُ في السماوات العلا
وتطيرُ تسمو للجنان، لها تؤوبْ
يا نورُ! فكري حائرٌهل من سنا؟
يا نورُعمري ظاميءٌ ودنا الغروبْ
وأنا غريبٌ في الدروب، وإخوتي
كلٌّ سرى في دربه، كلٌ غريبْ
يا نورُ كم حجبَ العناكبُ من سنا
وتظلّ وحدك شمسَ خُلدٍ لا تغيبْ
يا نورُ ! أسفِرْ عن جلالك علّنا
أنْ تلتقي نظراتُنا نظرَ الحبيبْ
مَن يصحبُ الأنوارَ يحيا طيباً
من يقرَبُ الأزهارَ في عطرٍ يذوبْ
يافالقَ الإصباحِ .. ياربَّ الورى
يا منزلَ القرآن نوراً للقلوبْ
آياتُه جناتُ عدنٍ أزلِفتْ
تذروالطيوبَ مع الطيوبِ مع الطيوبْ
لكنْ غفلنا عن جمال كتابنا
وأعاقنا حملُ الذنوبِ مع الذنوبْ
والآن عُدنا للحدائق للشذا
متدبّرينَ، فينطقُ الدمعُ السّكوبْ
والآن عدنا تائبينَ لربنا
إن لم نتبْ لك، ربَّنا، فلمن نتوب؟
- جميلة ٌ ما لها عديلُ مَلبسها الملبسُ الجليلُ
ألبستُها خرقة َ المعاني إذْ علمتْ أنني الوكيلُ
مذْ صحبتْ حضرتي تحلَّتْ فكلُّ أفعالها جميلُ
ونسبتي ما لها حدوث أو نلبي ربي الكفيل.
- ولو لاها فتاه في الخيام مقيمة
لما اخترت قرب الدار يوماً على البعد ِ
مهفهفة والسحر في لحظاتها
إذا كلمت ميتاً يقوم من اللحد
أشارت إليها الشمس عند غروبها
تقول إذا اسودّ الدجى فاطلعي بعد
وقال لها البدر المنير ألا اسفري
فإنك مثلي في الكمال وفي السعد ِ
فولت حياء ثم أرخت لثامها
وقد نثرت من خدها رطب الورد ِ
- إن العيون التي في طرفها حَوَرٌ
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصيرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن أضعف خلق الله إنسانا
- أني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائماً وحزينا
تلك الدموع الهاميات أحبّها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
ويصرن أجمل عندما يبكينا.
- ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ،
وهلْ تطيقُ وداعاً أيها الرّجلُ؟
كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا
مرّ السّحابةِ، لا ريثٌ ولا عجلُ
تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاساً إذا انصَرَفَتْ
كمَا استَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ
ليستْ كمنْ يكره الجيرانُ طلعتها،
ولا تراها لسرّ الجارِ تختتلُ
يَكادُ يَصرَعُها، لَوْلا تَشَدّدُهَا،
إذا تَقُومُ إلى جَارَاتِهَا الكَسَلُ
إذا تُعالِجُ قِرْناً سَاعة ً فَتَرَتْ،
وَاهتَزّ منها ذَنُوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ
قصائد في الجمال
من القصائد التي قيلت في الجمال ما يأتي:
رُفِعَ الحَجْبُ عَنْ بُدُورِ الجَمَالِ
عبد القادر الجيلاني
رُفِعَ الحَجْبُ عَنْ بُدُورِ الجَمَالِ
مَرْحَباً مَرْحَباً بِأَهْلِ الجَمَالِ
مَلَكُونِي بِحُبِّهِمْ وَرَضُوا عَنْ
عَبْدِ رِقٍّ فَسُدْتُ بَيْنَ المَوَالِي
عَامَلُونِي بِلُطْفِهِمْ فِي غَرَامِي
فَحَلَى فِي بَصَائِرِ النَّاسِ حَالِي
فَرَّحُونِي بِصَرْفِ رَاحِ هَوَاهُمْ
فَتَرَبَّيْتُ فِي حُجُورِ الدَّلاَلِ
إنْ أرَادُوا الصَّدُودَ يَفْنَ وُجُودِي
رَحَمُونِي وأَنْعَمُوا بالوِصَالِ
وَإِذَا مَا ضَلَلْتُ عَنْهُمْ هَدُونِي
هَكَذا هَكَذَا تَكُونُ المَوِالي
سَادَتِي سَادَتِي بِحَقِّي عَلَيْكُمْ
إِنَّنِي عِنْدَكُمْ عَزِيزٌ وَغَالِ
مَا بَقَى لِي حَبيبُ قَلْبِ سِوَاكُمْ
مَاتَ وَهْمِي بِكُمْ وَبَانَ خَيَالِي
يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام
أبو القاسم الشابي
يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،
بَلْ يا بَهَاءَ هذا الوجودِ!
خلق البلبل الجميل ليشدوا
وَخُلِقْتُنَّ للغرامِ السَّعيدِ
والوُجودُ الرحيبُ كالقَبْرِ، لولا
ما تُجَلِّينَ مِنْ قُطوبِ الوُجودِ
والحياة ُ التي تخرُّ لها الأحلامُ
موتٌ مثقَّلٌ بالقيودِ...
والشبابُ الحبيبُ شيخوخة ٌ تسعى
إلى الموت في طريق كؤودِ...
والربيعُ الجميلُ في هاتِه الدُنيا
خريفٌ يُذْوِي رفيفَ الوُرودِ..
والورودُ العِذابُ في ضيفَّة الجدولِ
شوكٌ، مُصفَّحٌ بالحديدِ...
والطُّيورُ التي تُغَنِّي، وتقضي
عَيشَها في ترنّمُ وغريدِ؟
إنَّها في الوجودِ تشكو إلى الأيّام
عِبءَ الحَياة ِ بالتَّغْريدِ..
والأَنَاشِيدُ؟ إنَّها شَهَقَاتٌ
تتشظَّى من كل قلبِ عميدِ...
صورة ٌ للوجودِ شوهاءُ، لولا
شفَقُ الحسن فوق تلك الخدودِ
يا زهورَ الحياة ِ للحبّ أنتنَّ
ولكنَّهُ مخيفُ الورودِ
رغمَ ما فيه من جمالٍ، وفنٍّ
عبقريُّ، ما أن له من مزيدِ
وَأناشيدَ، تُسْكِرُ الملأَ الأعلى
وتُشْجِي جوانِحَ الجلمودِ
وأريجٍ، يَكَادُ يَذْهَبُ بالألباب
ما بين غَامضٍ وَشَديدِ
وسبيل الحياة رحبٌ، ولأننتنَّ
اللواتي تَفْرُشْنَهُ بالوُرودِ
إنْ أردتُنَّ أن يكونَ بهيجاً
رَائعَ السِّحْر، ذَا جمالٍ فريدِ
أو بشوكٍ يدميّ الفضيلة َ والحبَّ
ويقضي على بهاءِ الوُجودِ
إنْ أردتُنّ أنْ يكونَ شنيعاً،
مُظْلِمَ الأُفْقِ ميِّتَ التَّغريدِ.