شعر حزين عن الام
الأم
الأم هي مصدر الأمان والحب والعطاء في الأرض، هي الصدر الذي يحتويك إن شعرت ببرد الجرح، وقسوة الأيام، وظلم الدنيا لك، هذه بعض الأشعار الحزينة المكتوبة في الأم :
شعر حزين عن الأم
قصيدة أغرى امرؤ يومًا غلامًا جاهلًا
فيما يأتي قصيدة أغرى امرؤ يومًا غلامًا جاهلًا:
أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً
- بنقوده حتّى ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى
- ولك الدّراهم والجواهر والدّرر
فمضى وأغمد خنجراً في صدرها
- والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنّه من فرط سرعته هوى
- فتدحرج القلب المضرج إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفّر
- ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
زر والديك وقف على قبريهما
- فكأنني بك قد نقلت إليهما
لو كنت حيث هما وكانا بالبقا
- زاراك حبواً لا على قدميهما
ما كان ذنبهما إليك فطالما
- منحاك نفس الودّ من نفسيهما
كانا إذا ما أبصرا بك علة
- جزعا لما تشكو وشق عليهما
كانا إذا سمعا أنينك أسبلا
- دمعيهما أسفاً على خديهما
وتمنيا لو صادفا بك راحة
- بجميع ما تحويه ملك يديهما
ولتلحقنهما غداً أو بعده
- حتماً كما لحقا هما أبويهما
ولتندمنّ على فعالك مثل ما
- ندما هما قدماً على فعليهما
بشراك لو قدّمت فعلاً صالحاً
- وقضيت بعض الحق من حقيهما
وقرأت من آي الكتاب بقدر ما
- تسطيعه وبعثت ذاك إليهما
وَبَذَلتُ مِن صَدَقاتِ مالِكَ مِثلَ ما
- بَذَلا هُما أَيضاً عَلى أَبَويِهِما
فَاِحفَظ حَفَظتَ وَصِيَتي وَاعمَل بِها
- فَعَسى تَنالَ الفَوزِ مِن بِرَيهِما
لأمك حق لو علمت كثير
- كثيرك يا هذا لديه يسير
فكم ليلة باتت بثقلك تشتكي
- لها من جواها أنة وزفير
وفي الوضع لو تدري عليها مشقة
- فمن غصص منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها
- وما حجرها إلا لديك سرير
وتفديك مما تشتكيه بنفسها
- ومن ثديها شرب لديك نمير
وكم مرة جاعت وأعطتك قوتها
- حناناً وإشفاقا وأنت صغير
فآها لذي عقل ويتبع الهوى
- وآها لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها
- فأنت لما تدعو إليه فقير
قصيدة وشتَان من يبكي على غيرِ عرفة
وَشَتَّانَ مَنْ يَبْكِي عَلَى غَيْرِ عِرْفَة
- جزافاً، وَمنْ يبكي لعهدٍ تجرما
لَعَمْرِي لَقَدْ غَالَ الرَّدَى مَنْ أُحِبُّهُ
- وَكانَ بودي أنْ أموتَ وَيسلما
وَأيُّ حياة بعدَ أمًّ فقدتها
- كَمَا يفْقِدُ الْمَرْءُ الزُّلاَلَ عَلَى الظَّمَا
تَوَلَّتْ، فَوَلَّى الصَّبْرُ عَنِّي، وَعَادَنِي
- غرامٌ عليها، شفَّ جسمي، وأسقما
وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ ذكرة تَبْعَثُ الأَسى
- وَطَيْفٌ يُوَافِيني إِذَا الطَّرْفُ هَوَّمَا
وَكانتْ لعيني قرة، وَلمهجتي
- سروراً، فخابَ الطرفُ وَالقلبُ منهما
فَلَوْلاَ اعْتِقَادِي بِالْقَضَاءِ وَحُكْمِهِ
- لقطعتُ نفسي لهفة وَتندما
فيا خبراً شفَّ الفؤادَ، فأوشكتْ
- سويدَاؤهُ أنْ تستحيلَ، فتسجما
إِلَيْكَ؛ فَقَدْ ثَلَّمْتَ عَرْشاً مُمنَّعاً
- وَفللتَ صمصاماً، وَذللتَ ضيغما
أشادَ بهِ الناعي، وَكنتُ محارباً
- فألقيتُ منْ كفى الحسامَ المصمما
وَطَارَتْ بِقَلْبِي لوعة لَوْ أَطَعْتُهَا
- لأَوْشَكَ رُكْنُ الْمَجْدِ أَنْ يَتَهَدَّمَا
وَلَكِنَّنِي رَاجَعْتُ حِلْمِي، لأَنْثَنِي
- عنِ الحربِ محمودَ اللقاءِ مكرما
فَلَمَّا اسْتَرَدَّ الْجُنْدَ صِبْغٌ مِنَ الدُّجَى
- وَعَادَ كِلاَ الْجَيْشَيْنِ يَرْتَادُ مَجْثِمَا
صَرَفْتُ عِنَانِي رَاجِعاً، وَمَدَامِعِي
- على الخدَّ يفضحنَ الضميرَ المكتما
فَيَا أُمَّتَا، زَالَ الْعَزَاءُ، وَأَقْبَلَتْ
- مَصَائِبُ تَنْهَى الْقَلْبَ أَنْ يَتَلَوَّمَا
وَكُنْتُ أَرَى الصَّبْرَ الْجَمِيلَ مثوبة
- فَصِرْتُ أَرَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَأْثَمَا
وكيف تلذُّ العيشَ نفسٌ تدرعتْ
- منَ الحزنِ ثوباً بالدموعِ منمنما؟
تألمتُ فقدانَ الأحبة جازعاً
- وَمنْ شفهُ فقدُ الحبيبِ تألما
وَقدْ كنتُ أخشى أنْ أراكِ سقيمة
- فكيفَ وَقدْ أصبحتِ في التربِ أعظما؟
بَلَغْتِ مَدَى تِسْعِينَ فِي خَيْرِ نعمة
- وَمنْ صحبَ الأيامَ دهراً تهدما
إِذَا زَادَ عُمْرُ الْمَرْءِ قَلَّ نَصِيبُهُ
- منَ العيش وَالنقصانُ آفة من نما
فيا ليتنا كنا تراباً، وَلمْ نكنْ
- خلقنا، وَلمْ نقدمْ إلى الدهرِ مقدما
أَبَى طَبْعُ هَذَا الدَّهْرِ أَنْ يَتَكَرَّمَا
- وَكَيْفَ يَدِي مَنْ كَانَ بِالْبُخْلِ مُغْرَمَا؟
أَصَابَ لَدَيْنَا غِرَّة، فَأَصَابَنَا
- وَأَبْصَرَ فِينَا ذِلَّة ً، فَتَحَكَّمَا
وَكيفَ يصونُ الدهرُ مهجة عاقلٍ
- وَقدْ أهلكَ الحيينِ: عاداً، وَجرهما
هوَ الأزلمُ الخداعُ ، يحفرُ إنْ رعى
- وَيَغْدِرُ إِنْ أَوْفَى، وَيُصْمِي إِذَا رَمَى
فَكَمْ خَانَ عَهْداً، واسْتَبَاحَ أمانة
- وَأخلفَ وعداً ، وَاستحلَّ محرما
فإنْ تكنِ الأيامُ أخنتْ بصرفها
- عَلَيَّ، فَأَيُّ النَّاسِ يَبْقَى مُسَلَّمَا؟
وَإني لأدري أن عاقبة الأسى
- وإِنْ طَالَ لاَ يُرْوِي غَلِيلاً تَضَرَّمَا
وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَرَى الصَّبْرَ سُبَّة ً
- عَلَيْهَا، وَتَرْضَى بِالتَّلَهُّفِ مَغْنَمَا
وَكَيْفَ أَرَانِي نَاسِياً عَهْدَ خلة
- ألفتُ هواها: ناشئاً، وَمحكما
وَلَوْلاَ أَلِيمُ الْخَطْبِ لَمْ أَمْرِ مقلة
- بِدَمْعٍ، وَلَمْ أَفْغَرْ بقافية فَمَا
فيا ربة القبرِ الكريمِ بما حوى
- وَقَتْكِ الرَّدَى نَفْسِي وَأَيْنَ؟ وَقَلَّمَا
وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ فدية رَاحِل
- تَخَرَّمَهُ الْمِقْدَارُ فِيمَنْ تَخَرَّمَا؟
سقتكِ يدُ الرضوانِ كأسَ كرامة
- منَ الكوثرِ الفياضِ معسولة اللمى
وَلاَ زالَ ريحانُ التحية ناضراً
- عليكِ ، وَهفافُ الرضا متنسما
لِيَبْكِ عَلَيْكِ الْقَلْبُ، لاَ الْعَينُ؛ إِنَّنِي
- أرى القلبَ أوفى بالعهودِ وَأكرما
فواللهِ لاَ أنساكِ ما ذرَّ شارقٌ
- وَمَا حَنَّ طَيْرٌ بِالأَرَاكِ مُهَيْنِمَا
عَلَيْكَ سَلاَمٌ لاَ لقاءة بَعْدَهُ
- إِلَى الْحَشْرِ إِذْ يَلْقى الأَخِيرُ الْمُقَدَّمَا
قصيدة رَحِمُ الأُمّ لَعنَة أَنتَ مِنهُ
فيما يأتي قصيدة رَحِمُ الأُمّ لَعنَة أَنتَ مِنهُ لإلياس أبو شبكة:
رَحِمُ الأُمّ لَعنَةٌ أَنتَ مِنهُ
- في دِمائي كانَت وَفي أَعراقي
أَم عِقاب لما تَسَّحقَّ مِن حُـ
- ـبّيَ في لِذَّتي وَفي أَشواقي
حمَلَت أَمك القنوط إِلى وَجـ
- ـهيَ وَكنتَ الرجاءَ في أَعماقي
جِئتَ في سحنَة المسوخِ فَلِم حَطَّـ
- ـمتَ حِلماً نَما عَلى أَحداقي
أَلِأَنّي بَذَلت حُبّي وَلَم أُطـ
- ـعِمكَ مِنهُ سِوى الفَتات الباقي
عِشتَ في مُقلَتَيَّ ساعَة هَول
- حَجَرَت غَصَّتي عَلى إِشفاقي
وَأَرَتني كَأَنَّني في جُثام
- عالِماً فيكَ موحِش الآفاقِ
فَرَأَيت المَسخ المُخيف عَلى أَكـ
- ـمَلِ حُسنٍ وَالقزمُ في العملاقِ
وَلِسانَ الثُعبانِ في قُبلَةِ الصِـ
- ـدّيقِ وَالسمّ في الشَرابِ الواقي
وَسمعتُ الفَحيحَ في النَغَمِ العَذ
- بِ وَصَوتَ العَدُوِّ في الميثاقِ
كَم نُفوسٍ رَأَيتُها تَلفظ الأَثـ
- ـمَ فَيَرقى مِنها إِلى الأَرياقِ
لَذَّة الإِثمِ كَيفَ تَمقَتها النَفـ
- ـسُ وَيَحلو عَصيرُها في المَذاقِ
كَم فَتى يَسعر الجَحيم بِعَينَيـ
- ـهِ وَفي القَلبِ لِلسَّماءِ مَراقِ
وَلَقَد يَنصُر الجَحيم فَيردي
- بَعضُهُ ما بِبَعضِهِ مِن خلاقِ
وَسَمِعتُ الحَياةَ تَهتِفُ في نَفـ
- ـسي فَيصدي الهتاف في أَبواقي
أَهلك المائِتونَ في رَحَمي الحُـ
- ـبَّ وَسَمّوا الزَلال في تِرياقي
فَطرحتُ الأَقزامَ في أَسواقي
- عَبراً لِلدمارِ في العُشاقِ
وَرَأَيتُ الفِردَوسِ لَفَّت أَفاعيـ
- ـهِ غُصوني وَكَمَّشت أَوراقي
وَتَراءَت ليَ الطَبيعَةُ دُنيا
- مِن كَمال نسيقَة الأَذواقِ
فَرَأَيتُ الجَماد شَبعان حُبّاً
- كلُّ صَدرٍ عَلَيهِ ثديٌ ساقِ
إِنَّ في الحُبِّ صورَةَ اللَهِ لكِن
- أَينَ في الخَلقِ صورَةُ الخَلّاقِ
قصيدة هي الأم مبدأ وحي رحيم
فيما يأتي قصيدة هي الأم مبدأ وحي رحيم للشاعر فواغي صقر القاسمي:
هي الأم مبدأ وحي رحيم
- هي الروض والسهل والرابية
هواء تخلل في عمق كون
- لينبت ألوانه الزاهية
وينسج لحن حياة النعيم
- على سترة الروح والعافية
كحضن السماء ارتواء البوادي
- هطولاً من اللهفة الحانية
دثارٌ دفيء بليل الصقيع
- وعذب النسيمات في القاسية
إذا كان للكون مثقال حب
- لكان لها الكفة الباقية
قصيدة كتبت إليك يا أمي
:كتبتُ إليكِ يا أمي
:نشيداً في المَدى انسَرَبا
:أُعبّرُ فيه يا أمي
:عن الدمع الذي انسَكبا
:عن القلبِ الذي اضّطربا
:عن الفكر الذي شرَدا
:عن الشوق الذي اتَّقدا
:ولم أُشعِرْ به أحَدا!
:عن الأحزانِ في الصدر
:عن الأفراح في القبر
:فمنذ رحلتِ يا أمي
:وحزني، آهِ مِن حزني!
:يُطاردُني يحاصرُني
:فتَفضَحُ عبرةُ العين
:بصمتٍ بعضَ أشواقي
:فأسجدُ في مَدى الصبر
:وتسري نغمةُ الشكر
:بأعماقي وأوراقي
:على الشباّكِ يا أمي
:وقفتُ بظلِّ ذِكراكِ
:هنا كنا بأكنافِ الهَنا نَسمَرْ
:بظلّ الليلِ إذ أقمَرْ
:هنا الأوراقُ والقلمُ
:هنا التلفازُ والحرَمُ
:هنا المصحَفْ
:هنا الإيمانُ قد رفرَفْ
:ولا تدرينَ يا أمي
:ولا أدري متى ألقى مُحياّكِ؟
:دعوتُ اللهَ يا أمي ليجمعَنا
:بميعادِ هناكَ بصحبة الهادي
:هناكَ سيَنجلي همّي
:ويَسعَدُ قلبيَ الباكي
:وحتى ذاكَ يا أمي
:يميناً لستُ أنساكِ