شعر الهجاء بين العصر الأموي والعباسي
شعر الهجاء في العصر الأموي
شعر الهجاء في العصر الأموي فيما يأتي:
ملامحه
كثر الهجاء في العصر الأموي، إذ طوّر الشعراء هذا الغرض وأجادوا فيه، حيث سُمي بشعر النقائض ، والذي برز فيه ثلاثة شعراء: جرير والفرزدق والأخطل، وكان الهدف منه فيما يأتي:
- الهجاء السياسي
بسبب الانقسامات بين القبائل والأحزاب المختلفة لأغراض السلطة والسيطرة، فبرز الهجاء بين الأطراف المتصارعة.
- الهجاء الأدبي
هذا النوع الهدف منه إبراز الذات الأدبية، حيث تتنوع موضوعاته بعيدًا عن السياسة، فمثلًا يتنافس شاعران في إثبات من منهم أحسن نسبًا وأبًا، مثل الشاعرين: جرير والفرزدق ، والشاعر متيم وجواس بن قطبة.
نماذجه
نماذج شعر الهجاء في العصر الأموي فيما يأتي:
- قصيدة: ما هاج شوقك من رسوم ديار
قال جرير :
ما هاجَ شَوقَكَ مِن رُسومِ دِيارِ
- بِلِوى عُنَيِّقَ أَو بِصُلبِ مَطارِ
أَبقى العَواصِفُ مِن مَعالِمِ رَسمِها
- شَذَبَ الخِيامِ وَمَربَطَ الأَمهارِ
أَمِنَ الفِراقِ طَعِبتَ يَومَ عُنَيزَةٍ
- كَهَواكَ يَومَ شَقائِقِ الأَحفارِ
وَرَأَيتُ نارَكَ إِذ أَضاءَ وَقودُها
- فَرَأَيتُ أَحسَنَ مُصطَلينَ وَنارِ
أَمّا البَعيثُ فَقَد تَبَيَّنَ أَنَّهُ
- عَبدٌ فَعَلَّكَ في البَعيثِ تُماري
- قصيدة: ألم تشكر لنا كلب
قال الأخطل :
أَلَم تَشكُر لَنا كَلبٌ بِأَنّا
- جَلَونا عَن وُجوهِهِمِ الغُبارا
كَشَفنا عَنهُمُ نَزَواتِ قَيسٍ
- وَمِثلُ جُموعِنا مَنَعَ الذِمارا
وَكانوا مَعشَرًا قَد جاوَرونا
- بِمَنزِلَةٍ فَأَكرَمنا الجِوارا
فَلَمّا أَن تَخَلّى اللَهُ مِنهُم
- أَغاروا إِذ رَأوا مِنّا اِنفِتارا
فَعاقَبناهُمُ لِكَمالِ عَشرٍ
- وَلَم نَجعَل عِقابُهُمُ ضِمارا
وَأَطفَأنا شِهابَهُمُ جَميعًا
- وَشُبَّ شِهابُ تَغلِبَ فَاِستَنارا
تَحَمَّلنا فَلَمّا أَحمَشونا
- أَصابوا النارَ تَستَعِرُ اِستِعارا
وَأَفلَتَ حاتِمٌ بِفُلولِ قَيسٍ
- إِلى القاطولِ وَاِنتَهَكَ الفِرارا
جَزَيناهُم بِما صَبَحوا شُعَيثًا
- وَأَصحاباً لَهُ وَرَدوا قَرارا
وَخَيرُ مَتالِفِ الأَقوامِ يَومًا
- عَلى العَزّاءِ عَزمًا وَاِصطِبارا
شعر الهجاء في العصر العباسي
شعر الهجاء في العصر العباسي فيما يأتي:
ملامحه
تطور شعر الهجاء في العصر العباسي، وأخذ مناحي جديدة، حيث تحول إلى هجاء مقذع، تناول فيه كثير من الشعراء المقابح الخَلقية والخُلقية، مثل: ابن الرومي والمتنبي، رغم أنّ المتنبي لم يُكثر في الهجاء كالمدح، إلا أنّه نظم في هذا الغرض، مثل: قصيدته في هجاء كافور الإخشيدي وهجاء ضبّة.
تزعم مدرسة الهجاء في العصر العباسي الشاعر بشار بن برد، فالبراغم من ضعف شعر النقائص في العصر العباسي، إلا أنّ شعر الهجاء لم يضعف، وكان أكثر ما يُعتمد فيه على هذا النوع من الشعر التحقير والتصغير، وخير مثال على ذلك حماد العجرد و بشار بن برد .
نماذجه
من نماذج الهجاء في العصر العباسي ما يأتي:
- قصيدة: أنا عين المسود الجحجاح
قال المتنبي في هجاء من هجاه:
أَنا عَينُ المُسَوَّدِ الجَحجاحِ
:::هَيَّجَتني كِلابُكُم بِالنُباحِ
أَيَكونُ الهِجانُ غَيرَ هِجانٍ
:::أَم يَكونُ الصُراحُ غَيرَ صُراحِ
جَهِلوني وَإِن عَمَرتُ قَليلاً
:::نَسَبَتني لَهُم رُؤوسُ الرِماحِ
- قصيدة: وأعمى يشبه القرد
قال حماد عجرد في هجاء بشار بن برد:
وَأَعمى يُشبِهُ القردَ
- إِذا ما عَمِيَ القِردُ
دَنِيٌّ لَم يَرُح يَومًا
- إِلى مَجدٍ وَلَم يَغدُ