شعر ابو تمام

شعر ابو تمام

أبو تمّام

أبو تمام هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، وهو أحد أمراء البيان، ولد بإحدى قرى حوران بسورية وهي قرية جاسم، وانتقل إلى مصر استدعاه المعتصم إلى بغداد، وقدمه على شعراء وقته، لذلك أقام في العراق ومن ثم تولى بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها، تميّز شعره بالقوة والجزالة، وله عدة دواوين منها: فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل.

شعر أبو تمام

من جميل قصائد أبي تمام، نقدّم لكم ما يأتي:

فتح عمورية

السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ

في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في 
مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً 
بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ
أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا 
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة ً 
لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ
عجائباً زعموا الأيَّامَ مُجْفلة ً 
عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ
وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍ 
إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ
وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة ً 
مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ
يقضون بالأمر عنها وهي غافلة 
ما دار في فلك منها وفي قُطُبِ
لو بيَّنت قطّ أمراً قبل موقعه 
لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثان والصلُبِ
فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ 
نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ
فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُ 
وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ
يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ عَمُّوريَّة َ انْصَرَفَتْ 
منكَ المُنى حُفَّلاً معسولة ََ الحلبِ
أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ 
والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ
أُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا 
فداءها كلَّ أمٍّ منهمُ وأبِ
وبرْزة ِ الوجهِ قدْ أعيتْ رياضتُهَا 
كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ
بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَة ٍ 
ولا ترقَّتْ إليها همَّة ُ النُّوبِ
مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ 
شابتْ نواصي اللَّيالي وهيَ لمْ تشبِ
حَتَّى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا 
مَخْضَ البِخِيلَة ِ كانَتْ زُبْدَة َ الحِقَبِ
أتتهُمُ الكُربة ُ السَّوداءُ سادرة ً 
منها وكان اسمها فرَّاجة َ الكُربِ
جرى لها الفالُ برحاً يومَ أنقرة ِ 
إذْ غودرتْ وحشة ََ الساحاتِ والرِّحبِ
لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ 
كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ
كمْ بينَ حِيطانها من فارسٍ بطلٍ 
قاني الذّوائب من آني دمٍ سربِ
بسُنَّة ِ السَّيفِ والخطيَّ منْ دمه 
لاسُنَّة ِ الدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِبِ
لقد تركتَ أميرَ المؤمنينَ بها للنَّارِ 
يوماً ذليلَ الصَّخرِ والخشبِ

غادرتَ فيها بهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحى ً

يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ
حتَّى كأنَّ جلابيبَ الدُّجى رغبتْ 
عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ
ضوءٌ منَ النَّارِ والظَّلماءُ عاكفة ٌ 

وظُلمة ٌ منَ دخان في ضُحى ً شحبِ

فالشَّمْسُ طَالِعَة ٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ 
والشَّمسُ واجبة ٌ منْ ذا ولمْ تجبِ
تصرَّحَ الدَّهرُ تصريحَ الغمامِ لها 
عنْ يومِ هيجاءَ منها طاهرٍ جُنُبِ
لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على 
بانٍ بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ
ما ربعُ ميَّة ََ معموراً يطيفُ بهِ 
غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى ً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ
ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ 
أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ
سَماجَة ً غنِيَتْ مِنَّا العُيون بِها 
عنْ كلِّ حُسْنٍ بدا أوْ منظر عجبِ
وحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ 
جاءتْ بشاشتهُ منْ سوءٍ منقلبِ
لوْ يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ 
لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ
تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِ 
للهِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ
ومُطعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ يوماً 
ولاَ حُجبتْ عنْ روحِ محتجبِ
لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ 
إلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ من الرَّعبِ
لوْ لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى ، لغدا 
منْ نفسهِ، وحدها، في جحفلٍ لجبِ
رمى بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمها 
ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ
مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا 
واللهُ مفتاحُ باب المعقل الأشبِ
وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ 
للسارحينَ وليسَ الوردُ منْ كثبِ
أمانياً سلبتهمْ نجحَ هاجسها 
ظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ
إنَّ الحمامينِ منْ بيضٍ ومنْ سُمُرٍ 
دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ
لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ 
كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
عداك حرُّ الثغورِ المستضامة ِ عنْ 
بردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ
أجبتهُ مُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاً 
وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ
حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً 
ولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ
لمَّا رأى الحربَ رأْي العينِ تُوفلِسٌ 
والحَرْبُ مَشْتَقَّة ُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ
غَدَا يُصَرِّفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها 
فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ
هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ 
عن غزْوِ مُحْتَسِبٍ لا غزْو مُكتسبِ
لمْ يُنفق الذهبَ المُربي بكثرتهِ 
على الحصى وبهِ فقْرٌ إلى الذَّهبِ
إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها 
يوم الكريهة ِ في المسلوب لا السَّلبِ
وَلَّى ، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ 
بِسَكْتَة ٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ في صخَبِ
أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى 
يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِ

موكِّلاً بيفاعِ الأرضِ يُشرفهُ مِنْ خِفّة ِ

الخَوْفِ لا مِنْ خِفَّة ِ الطرَبِ

إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ

أوسعتَ جاحمها منْ كثرة ِ الحطبِ
تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ 
جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ
يا رُبَّ حوباءَ لمَّا اجتثَّ دابرهمْ 
طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ
ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ 
حيَّ الرِّضا منْ رداهمْ ميِّتَ الغضبِ
والحَرْبُ قائمَة ٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍ 
تجثُو القيامُ بهِ صُغراً على الرُّكبِ
كمْ نيلَ تحتَ سناها من سنا قمرٍ 
وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ
كمْ كان في قطعِ أسباب الرِّقاب بها 
إلى المخدَّرة ِ العذراءِ منَ سببِ
كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَة ً 
تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ
بيضٌ، إذا انتُضيتْ من حُجبها، رجعتْ 
أحقُّ بالبيض أتراباً منَ الحُجُبِ
خليفة اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ 
جُرْثُومَة ِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ
بصُرْتَ بالرَّاحة ِ الكُبرى فلمْ ترها 
تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ
إن كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ 
موصولة ٍ أوْ ذمامٍ غيرِ مُنقضبِ

فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا

وبَيْنَ أيَّامِ بَدْر أَقْرَبُ النَّسَبِ
أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُ 
صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ

يا موضعَ الشَّذنيَّة ِ الوجناءِ

يا موضعَ الشَّذنيَّة ِ الوجناءِ

ومُصارعَ الإدلاجِ والإسراءِ
أقري السلام مُعرَّفاً ومُحصَّباً 
من خالد المعروفِ والهيجاءِ
سَيْلٌ طَمَا لَوْ لَمْ يَذُدْهُ ذَائِدٌ 
لتبطَّحتْ أولاهُ بالبطحاءِ
وغدتْ بطون مِنى مُنى ً من سيبِه 
وغدتْ حرى ً منهُ ظهورُ حراءِ
وَتَعَرَّفَتْ عَرَفاتُ زَاخَرهُ ولمْ 
يُخْصَصْ كَداءٌ مِنْهُ بالإكداءِ
وَلَطَابَ مُرْتَبَعٌ بطيبة واكْتَسَتْ 
بُرْدَيْن: بُرْدَ ثَرى ً وبُرْدَ ثَرَاءِ
لا يحرمِ الحرمانِ خيرا إنهمْ 
حرموا بهِ نوءاً من الأنواءِ
يا سائلي عنْ خالدٍ وفعالهِ 
رِدْ فاغترفْ علماً بغيرِ رشاءِ
انظرْ وإيَّاكَ الهوى لا تُمْكننْ 
سلطانهُ من مقلة شوْساءِ
تعلمْ من افترعتْ صدورُ رماحهِ 

وسيوفه منْ بلدة ٍ عذراءِ

ودعا فأسمعَ بالأسنة ِ واللُّهى 
صمَّ العِدَى في صخرة ٍ صمَّاءِ
بمجامع الثَّغرينِ ما ينفك من 
جيش أزبَّ وغارة ٍ شعواءِ
منْ كلِّ فرْجٍ للعدوِّ كأنَّهُ 
فرْجٌ حمى ً إلاَّ من الأكفاءِ
قدْ كان خطبُ عاثرُ فأقاله 
رَأْيُ الْخَليفَة ِ كَوْكَبِ الْخُلَفَاءِ
فَخَرجْتَ مِنْهُ كالشهَاب ولم تَزَلْ 
مُذْ كُنْتَ خَرّاجاً مِنَ الْغَمَّاءِ
مَا سَرَّني بِخِداجِهَا مِنْ حُجَّة 
ما بينَ أنْدلُسِ إلى صنعاءِ
أجْرٌ ولكنْ قدْ نظرتُ فلمْ أجدْ 
أجراً يفي بشماتة ِ الأعْداءِ
لوْ سرتَ لالتقت الضُّلوعُ على أسى ً 
كلفٍ قليل السِّلمِ للأحْشاءِ
وَلَجَفَّ نُوَّارُ الْكَلاَمِ وَقَلَّمَا 
يُلْفَى بقاءُ الغرْس بعدَ الماءِ
فالجوُّ جوِّي إنْ أقمْتَ بغِبْطة ٍ 
والأرض أرضي والسَّمَاءُ سَمَائِي

فحواك عين

فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ

حَتَّامَ لاَيَتَقضَّى قَوْلُكَ الخَطِلُ!؟
وإنَّ أسمجَ من تشكو إليهِ هوى ً 
من كانَ أحسنَ شيءٍ عندهُ العذلُ
ما أقبلتْ أوْجُهُ اللذّاتِ سافرة ً 
مذْ أدبرَتْ باللوى أيامُنا الأولُ

إن شئتَ ألا ترى صبراً لمصطبر

فانظر على أَي حالٍ أصبَحَ الطَّلَلُ
كأَنَّما جَادَ مَغْناهُ، فَغَيَّرَه 
دُمُوعُنا، يومَ بانُوا، وَهْيَ تَنْهَمِلُ
وَلَوْتَرَاهُمْ وإيَّانا ومَوْقِفَنا 
في مـأتمِ البينِ لاستهلالنا زجلُ
من حرقة أطلقتها فرقة ٌ أسرتْ 
قلباً ومنْ غزلٍ في نحرِهِ عذلُ
وقَدْطَوَى الشَّوْقَ في أَحشائنابَقَرٌ 
عينٌ طوتهنَّ في أحشائِها الكللُ
فرَغْنَ لِلسحْرحَتَّى ظَلَّ كُلُّ شَجٍ 
حران في بعضه عن بعضه شغلُ
يخزي ركام النقا ما في مآزرها 
ويَفْضَحُ الكُحْلُ في أَجْفانِهاالكَحَلُ
تَكَادُ تَنتَقِلُ الأَرواحُ لُو تُرِكَتْ 
من الجسومِ إليها حيث مكة ً الهملُ
هانتْ على كلِّ شيءٍ فهو يسفكها 
حتى المنازلُ والأحداجُ والإبلُ
بالقائِمِ الثَّامِن المُسْتَخْلَفِ اطَّأدَتْ 
قواعدُ الملكِ ممتداً لها الطولُ
بيُمْنِ مُعْتَصِمٍ باللَّهِلا أَوَدٌ 
بالمُلْكِ مُذْضَمَّ قُطْرَيْهِ ولاخَلَلُ
يَهْنِي الرَّعِيَّة َ أَنَّ اللَّهَ مُقْتَدِراً 
أعطاهمُ بأبي إسحاقَ ما سألوا
لو كانَ في عاجلٍ من آجل بدلٌ 
لَكانَ في وَعْدِهِ منْ رِفْدِهِ بَدَلُ
تغايرَ الشعرُ فيه إذ سهرتُ له 
حتى ظننتُ قوافيهِ ستقتتلُ
لولا قبوليَ نصحَ العزمِ مرتحلاً 
لَرَاكَضاني إليهِ الرَّحْلُ والجَملُ
لَهُ رِيَاضُ نَدى ً لم يُكْبِ زَهْرَتَهَا 
خلفٌ ولم تتبخترْ بينها العللُ

مدى العفاة فلم تحللْ بهِ قدمٌ

إِذَ اخلَعَ اللّيْلُ النَّهارَ رَأَيْتَها

ماإنْ يُبَالي إذا حَلَّى خَلائِقَهُ

بجُودِهِ أَيُّ قُطريْهِ حَوَى العَطَلُ
كأَنَّ أمْوَالَهُ والبَذْلُ يَمْحَقُها 
نهبٌ تعسفهُ التبذيرُ أو نفلُ

شَرسْتَ بَلْ لِنْتَ بَلْ قانَيْتَ ذَاكَ بِذا

فأَنتَ لاَشكَّ فيكَ أَنتَ السَّهْلُ والجَبَلُ
يدي لمنْ شاءَ رهنٌ لمْ يذُقْ جُرعاً 
مِنْ راحَتَيْكَ دَرَى ماالصَّابُ والعَسَلُ
صَلَّى الإِلَهُ على العَبَّاسِ وانبجَسَتْ 
على ثَرى ً حَلَّة ُ الوَكافَة ُ الهُطُلُ
ذَاكَ الذي كَانَ لَوْأنَّ الأنامَ لَهُ 
نسلٌ لما راضهُم جبنٌ ولا بَخَلُ
أبو النجومِ التي ما ضنَّ ثاقبها 
أَن ْلم يَكَنْ بُرْجهُ ثَوْرٌ ولاحَمَلُ
من كلِّ مشتهرٍ في كلِّ معتركٍ 
لم يعرفِ المشتري فيه ولا زُحَلُ
يَحْمِيهِ لأَلاَؤُهُ أَولَوْذَعِيَّتُهُ 
من أنْ يُذال بمنْ أو مِمَّن الرَّجلُ
وَمَشْهَدٍ بينَ حُكْم الذُّل مُنْقَطِعٌ 
صاليهِ أو بحبالِ الموتِ متصلُ
ضَنْكٍ إِذاخَرِسَتْ أبطَالُه نَطَقَتْ 
فِيه الصَّوارِمُ والْخَطّية ُ الذُّبُلُ
لايَطمَعُ المَرْءُأَنْ يَجْتَابَ غَمْرَتَه 
بالقَوْلِ مَا لَمْ يَكُنْ جِسْراً له العمَلُ

جليتَ والموتُ مبدٍ حرَّ صفحتِهِ

وقدْ تفرعَنَ في أوصالِهِ الأجلُ

أبحْتُ أوعارَه بالضربِ وهو حمى ً

للحَرْب يَثْبُتُ فيهِ الرَّوْعُ والوَهَلُ
آلُ النبي إذا ما ظلمة ٌ طرقَتْ 
كانُوا لنا سُرجاً أنتمْ لها شعلُ

يستعذبون مناياهم كأنَّهمُ

لا يبأسونَ من الدنيا إذا قُتلوا
قَوْمٌ إذَاوعدواأَوْ أَوْعَدُوا غَمرُوا 
صدقاً ذوائبَ ما قالُوا بما فعلُوا

أسدُ العرينَ إذا ما الروعُ صبحَها

أوصَبَّحْتهُ، ولكِنْ غَابُها الاسَلُ

تَنَاوَلُ الفَوْتَ أَيدِي المَوْتِ قَادِرَة ً

إذا تناولَ سيفاً منهمُ بطلُ
ليسقمِ الدهرُ أو تصححْ مودتُهُ 
فاليَوْمَ أَوَّلَ يَوْمٍ صَحَّ لي أَمَلُ
أَدْنَيْتُ رَحْلي إلى مُدْنٍ مَكارِمَهُ 
إليّ يهتبلُ اللذْ حيثُ أهتبلُ
يَحميهِ حَزْمٌ لِحَزْمِ البُخْلِ مُهْتَضِمٌ 
جوداً وعرضٌ لعرض المالِ مبتذلُ
فِكْرٌ،إِذَا رَاضهُ رَاضَ الأُمورَ بهِ 
رَأْيٌ تَفَنَّن فيهِ الرَّيْثُ والعَجَلُ
قَدْ جَاءَ مِنْ وَصفِكَ التَّفْسِيرُ مُعْتَذِراً 
بالعجزِ، إنْ لم يغثني اللهُ والجُملُ
لقَد لَبِسْتَ أَمِيرَالمؤمنينَ بها 
حَلْياً نِظَاماهُ بَيْتٌ سَارَ أَومثَلُ

غَريبة ٌ تُؤْنِسُ الآدَابُ وَحْشَتَها

فما تَحُلُّ على قومٍ، فترتحِلُ
9الآداب
مزيد من المشاركات
أكثر المنتخبات الأفريقية مشاركة في كأس العالم

أكثر المنتخبات الأفريقية مشاركة في كأس العالم

يضم الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا 54 منتخباً من دول إفريقيا، إلا أنه لم يستطع إلى 13 منتخب التأهل إلى المونديال، وقدمت المنتخبات الإفريقية مشاركات مميزة ومثيرة، وكانت في الكثير من الأحيان تحقق مفاجأة في المونديال. أكثر المنتخبات الأفريقية مشاركة في كأس العالم منتخب الكاميرون منتخب الكاميرون هو أكثر منتخب لعب في كأس العالم حيث يصل عدد مشاركاته إلى 7 مشاركات بدايتها كانت عام 1982، وفي رصيد منتخب الكاميرون رقم قياسي بحيث يعتبر أكثر فريق لعب مباريات في المونديال بواقع 23 مباراة، ويعتبر المنتخب
تفسير الحلم باسم جميلة

تفسير الحلم باسم جميلة

تفسير رؤية اسم جميلة في المنام رؤية اسمٍ ما في المنام له دلالات وإشارات، ويُبنى ذلك على معنى الاسم ودلالاته، حيث ذكر أهل العلم وتعبير الرؤى أنّ الاسم الحسن في المنام يُؤوّل بالخير وبأمور محمودة تبعاً لمعنى الاسم، وإن كان الاسم يحمل معاني غير حسنة فربما كان تأويل غير محمود. وإذا أمعن القارئ النّظر في اسم جميلة وجد أنّه من الأسماء الحسنة التي تدعو إلى التفاؤل، فلعلّ صاحب الرؤيا يستبشر إذا رأى هذا الاسم في منامه لدلالاته الحسنة والجميلة، ولعلّ من دلالات رؤية اسم جميلة في المنام ما يأتي: قد تدلّ
كلمة عن فضل شهر رمضان

كلمة عن فضل شهر رمضان

شهر رمضان لقد أنعم الله تعالى على المسلمين بشهر غير عن كل شهور السنة، وجعله شهراً يغتنم فيه المسلمون الفرصة للمغفرة والرحمة والعتق من النار، وصيام هذا الشهر المبارك من أحد أركان الإسلام، ولقد أُنزل القرآن الكريم في هذا الشهر وتحديداً في ليلة القدر التي تعادل بخيرها ألف شهر، وفي هذا المقال سنقدم لكم كلمات عن فضل شهر رمضان الكريم. كلمات عن فضل شهر رمضان يغفر الله لمن يصوم هذا الشهر ما تقدم من ذنبه على أن يصومه إيماناً واحتساباً لأجره. إنّ لله عتقاء في كل يوم وليلة، يعتقهم الرب من النار وعذابها.
وصفة طبيعية لعلاج ضيق التنفس

وصفة طبيعية لعلاج ضيق التنفس

تتعدد الأسباب الكامنة وراء مشكلة ضيق التنفس التي يعاني منها عددٌ كبيرٌ من الأشخاص، فقد تكون بسبب استنشاق هواءٍ ملوثٍ بالغبار، أو المواد الكيماوية، أو بسبب حدوث التهاباتٍ معينةٍ في الشعب الهوائية، وغيرها من الأسباب، وفي كلّ الأحوال فإنه لا بدّ من البحث عن سبلٍ لعلاج هذه المشكلة، وسنقدّم في هذا المقال عدداً من الوصفات الطبيعيّة التي يمكن أن تقلل حدّة ضيق التنفس، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة استشارة الطبيب كي يحدّد سبب المشكلة، ودرجة حدّتها، والعلاج المناسب لها. وصفات طبيعية لعلاج ضيق التنفس
تفسير اسم زكريا في المنام

تفسير اسم زكريا في المنام

تفسير رؤية اسم زكريا في المنام تِبعاً للدلالات التي يدلّ عليها اسم زكريا في المنام، فإنَّه قد يشير إلى عدّة أمور إن كان المنام رؤيا صالحة، ولم يكن ما رآه الشخص حلماً أو تخُّيل أو أضغاث أحلام، فهذه لا تدل على شيء وليس لها تفسير، ومن أبرز الدلالات المحتملة التي قد يدلّ عليها اسم زكريا في المنام ما يأتي: قد يدلّ اسم زكريا في المنام لمن فقد الأمل من الإنجاب، أنه سيأتيه مولود قريباً. من الممكن أن تدلّ رؤية اسم زكريا في المنام على أنَّ أبناء الشخص سيكونون صالحين. قد تدلّ رؤية اسم زكريا في المنام على
مفاهيم إدارية معاصرة

مفاهيم إدارية معاصرة

الإدارة قبل استعراض المفاهيم العصريّة ذات الصّلة الوثيقة بحقل الإدارة، والتي يُطلق عليها في اللغة الإنجليزية (Modern Management Concepts)، لا بدّ من تسليط الضوء على مفهوم الإدارة كأحد أهم الأنشطة التي تهدف إلى تحقيق الغايات قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى، من خلال دراسة المتغيّرات الداخليّة والخارجيّة وتسخير الظروف واستغلال الموارد المتاحة لتحقيق هذه الأهداف المختلفة للمنظمات. تعتبر هذه المفاهيم نتاجاً للتطورات والتغيّرات التي طرأت في السنوات الأخيرة على كافة الميادين والمجالات الحياتيّة، بما في
معلومات عن قانون الأسرة الجزائري

معلومات عن قانون الأسرة الجزائري

معلومات عن قانون الأسرة الجزائري قانون الأسرة الجزائري: هو وثيقة تحكم الزواج وحقوق الملكية في الجزائر، يحتوي على المواصفات التي كانت تستند إلى التقاليد الإسلامية. ويحدّد بعدة محاور: المحور الأول: الزواج وانحلاله وهنا سنتعرّف على تعريف الزواج حسب القانون و المذاهب الفقهيّة . تعريف الزواج حسب المذاهب الفقهية والقانون عقد بين الرجل والمرأة، يبيح استمتاع كلٍ منهما بالآخر، ويبيّن ما لكلٍ منهما على الآخر، وما عليهما من واجبات، وبُقصد به حفظ النوع الإنساني. تعريف الزواج حسب القانون الجزائري عقد
طرق طلاء المعادن

طرق طلاء المعادن

طلاء المعادن الطلاء عبارة عن مركبات كيميائية ذات قوام سائل أو صمغي توضع على سطح المعادن المختلفة على شكل طبقة رقيقة جداً، حيثُ يتصلب فيما بعد، ويلتصق بشكلٍ كبير فيه، وبالتالي تصعب إزالته إلا باستخدام مواد مخصصة لذلك، وقد عرف الناس الطلاء واستخدموه منذ القدم، حيثُ كان الناس في العصور القديمة يستخدمون دهون الحيوانات للرسم والتزيين، أمّا طلاء المعادن فهي طريقة لعمل كسوة للمعدن، حيثُ يتحد فيها عنصرين معدنيين معاً. يتكون أي دهان من مجموعة محددة من المكوّنات، وهي: المادة التي تربط جميع المكوّنات