شرح وتفسير سورة القدر المُبسط
تفسير سورة القدر
نزول القرآن في ليلة القدر
قال الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، كانت ليلة القدر هي ميقات نزول القرآن الكريم، وقد ذكر الله -تعالى- موعد ووقت نزول كتابه في غيرها من الآيات، قال الله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، وقال الله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)، وتفسير أن القرآن نزل في رمضان له معان عدّة:
- أنه ابتدأ نزوله في رمضان.
- أن الله -تعالى- أنزله في ليلة القدر في رمضان إلى بيت العزة جملة واحدة، ثم بدأ ينزل به جبريل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- تباعا حسب الأحداث.
- أن الله -تعالى- لما قدر وقضى أن ينزل القرآن كان ذلك التقديرفي ليلة القدر من رمضان.
فضل ليلة القدر
إنّ لليلة القدر فضلاً عظيماً ومنزلة كبيرة، وفيما يأتي بيان ذلك من خلال آياتها:
- قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)،، قوله (إنّا) مكونة من (إنّ) وهو حرف توكيد، و(نا) ضمير يدلّ على جمع، وإذا تكلم الواحد بضمير الجمع، فهذا يدل على العظمة، فاجتمع في كلمة (إنّا) التوكيد والتعظيم؛ وهذا التوكيد والتعظيم جاء مناسبا؛ لأنه سيتكلم عن أمر عظيم القدر. ثم يخبر الله تعالى عن هذا الأمر العظيم، وهو نزول القرآن في ليلة القدر.
- قول الله -تعالى- : (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)، هنا أسلوب تشويق، يمهد فيه الله للخبر العظيم، ليزرع في نفس المتلقّي الدهشة، ويغرس في نفسه التساؤل، ويجعله يرتقب الجواب بلهفة قبل أن يعرّفه ويطلعه على حقيقة هذه الليلة.
- قول الله -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، يعني أنّ العبادة فيها تساوي العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
وصف ليلة القدر
وصف الله -سبحانه- ليلة القدر بالعديد من الصفات في ليلة القدر، وفيما يأتي بيان ذلك:
- قال الله -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)، ولتفسير هذه الآية معان منها:
- إن لملائكة ينزلون إلى الأرض يسلمون على المؤمنين في هذا اليوم.
- إن الملائكة تنزل بإذن الله تعالى بقضائه وقدره لتلك السنة كاملة من رزق أو أجل أو غير ذلك.
- إن الملائكة ينزلون ويطوفون؛ ليسلموا على المؤمنين، فتكون تلك الليلة مليئة بالسلام.
- إن الله تعالى لا يُقدّر في تلك الليلة إلا السلامة والخير، ويقدر في غيرها الشرّ والخير.
وأضاف الإمام ابن عاشور معنى لطيفا قال: أي "اجعلوها سلاما بينكم؛ أي بلا نزاع ولا خصام" ويشير إليه ما في الحديث الصحيح: (إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، التَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالخَمْسِ) .
التعريف بسورة القدر
سورة القدر سورة مكية، عدد آياتها خمس آيات، وعدد كلماتها ثلاثون، وحروفها 112. أما سبب النزول: فقد ورد في سبب نزولها أحاديث كلها ضعيفة.
ملخّص المقال: هي سورة رفيعة القدر؛ لأنها تتحدث عن ليلة من ليالي رمضان، وهي أعظم ليلة في السنة، وفي هذه الليلة المباركة نزل القرآن الكريم، نزل به جبريل من بيت العزة إلى اللوح المحفوظ، وفيها تتنزل الملائكة، يُسلّمون على الناس، وينشرون السلام بينهم، والعابد في هذه الليلة يصيب أجر العابد ألف شهر.