شرح نعيم القبر للأطفال
شرح نعيم القبر للأطفال
الاستعداد للموت
يقول الحق -سبحانه وتعالى- في سورة البقرة على لسان إبراهيم ويعقوب -عليهما الصلاة والسلام-؛ وهما يوصيان أبناءهما: (فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)، ونحن من بعدهم نفهم من هذه الوصية الكريمة بالاستعداد للموت ونُعد أبنائنا لهذا الموقف، وهذا يقتضي الدوام على الطاعات، و اجتناب المحرمات على الدوام لأن الذي يريد أن يموت مسلماً؛ وهو لا يدري في أي وقت يموت عليه أن يحافظ على إسلامه في كل وقت.
وكذلك كان في وصية نبينا -صلى الله عليه وسلم- لأتباعه الاستفادة من الدنيا قبل انقضائها بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ -وذكر منها- وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ)، وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يُذكر نفسه بالموت؛ فنقش على خاتمه: "كفى بالموت واعظاً يا عمر".
الموت ليس نهاية الرحلة للإنسان
عندما يموت الإنسان فإنه يُنهي مرحلة من حياته الكبرى، ويبدأ مرحلةً جديدةً، وهي الحياة البرزخية في القبر، والقبر هو أول منازل الآخرة، والبرزخ في اللغة هو الحاجز، وهو هنا المدة التي تفصل الإنسان ما بين الموت وبين البعث يوم القيامة، قال الله -عز وجل- في سورة المؤمنون: (وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).
نعيم القبر
أول نعيم يجده المؤمن عند لحظات الوفاة، وقد بين الحديث الصحيح الذي يصف خروج روح المؤمن ؛ الذي يرويه ابن ماجة حيث يبين أنه تحضرُهُ الملائِكَةُ بصورة جميلة، ويخاطبون روحه بقولهم: "اخرجي أيَّتُها النَّفسُ الطَّيِّبةُ، كانت في الجسدِ الطَّيِّبِ، اخرجي حميدةً، وأبشري برَوحٍ ورَيحانٍ، وربٍّ غيرِ غضبانَ"، ويظلون يقولون لها ذلك حتى تخرج روحه من جسده.
ثم يعرجون بروحه إلى السماء فتُفتح لهم، فيقول أهل السماء: "مَن هذا؟" فيجيبون، فيقالُ: "مرحباً بالنَّفسِ الطَّيِّبةِ، كانت في الجسدِ الطَّيِّبِ، ادخُلي حميدةً، وأبشِري برَوحٍ وريحانٍ، وربٍّ غيرِ غضبانَ"، فلا يزال يقال لها فيقال لها ذلك حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله -عز وجل-.
ومن نعيم القبر أنه يُفسح له قبره الضيق بمقدار ما يستطيع أن ينتهي إليه نظره، ومن النعيم أيضاً أنه يظهر له مكانه المعد له في النار؛ لو أنه لم يكن من المؤمنين، ثم يُبين له أن الله -سبحانه وتعالى- قد أبدله به مكانا في الجنة، ثم يُعرض له ذلك المكان، ومن نعيم الجنة أن المؤمن يتلقى من ريح الجنة وطيبها وعطورها ويستمتع بمناظرها الجميلة حتى تقوم الساعة.
ومن نعيم المؤمن في قبره أن أعماله الصالحة تدافع عنه؛ فالصلاة من جهة رأسه، والزكاة من جهة يمينه والصيام عن يساره، ومشيه في أعمال الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة أرجله، ثم يمثل له عمله الصالح على صورة رجل حسن المنظر والهيئة والريح؛ تسليه حتى تقوم الساعة.