شرح قصيدة احفظ لسانك أيها الإنسان
شرح قصيدة احفظ لسانك أيها الإنسان
ناظم هذين البيتين هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي القرشي، (150 -204هـ)، وغلبت على شعره الحكمة ، وهذا قول الإمام الشافعي - رضي الله عنه - في صون اللسان وكيف يشكل خطرًا على الإنسان إذا لم يُحفَظ:
- اِحفَظ لِسانَكَ أَيُّها الإِنسانُ
:::لا يَلدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعبانُ
ينصح الشاعر الإنسان بحفظ لسانه بأسلوب أمر "احفظ لسانك" فقد خرج أسلوب الأمر إلى غرض النصح والإرشاد في هذا البيت كما هو واضح، وحفظ اللسان يكون عن الكذب والنميمة والغيبة والفتنة، وغيرها من الكلام الذي ينطقه اللسان، ويكون سببًا في وقوع الإنسان بالذنوب.
فنبّه الشاعر الإنسان من لسانه، ب أسلوب النداء "أيُّها الإنسان" الذي خرج إلى غرض التنبيه، واصفًا هذا اللسان بالثعبان، الذي ينفث سمومه لإهلاك الآخرين، لينبّه الإنسان ويحذِّره من لسانه، الذي قد ينفث السموم بداخله من خلال ما يتفوّه به، والعاقل من انتصح بنصيحة الشافعي.
- كَم في المَقابِرِ مِن قَتيلِ لِسانِهِ
:::كانَت تَهابُ لِقاءَهُ الأَقرانُ
ُيشير الشاعر إلى كثرة الأشخاص الذين قُتلوا بسبب لسانهم من خلال استخدامه لـكم الخبرية التي تفيد الكثرة، فربّما يهلك الإنسان بسبب ما يتفوّه به لسانه من كلام لا يلائم الوضع السياسي أو غير ذلك من مواضع، فعليه الحرص والانتباه لألفاظه.
وهذا اللسان قد يكون سببًا بابتعاد الناس عنه ونفورهم منه، فحالة أقرانه من لقائه هي الخوف والكراهية، فهم لا يحبون تجاذب الحديث معه، لقبح ألفاظه وقساوتها، وهذا أمر منطقي فاللسان إذا نطق بما هو ليّن وجميل كان صاحبه محبوبًا لدى أقرانه.
الأفكار الرئيسة في القصيدة
الأفكار الرئيسة في قصيدة احفظ لسانك هي كما يلي:
- النصح بحفظ اللسان.
- تنبيه الإنسان من لسانه.
- ابتعاد الناس عن صاحب اللسان الغليظ.
- تجنب الوقوع في خطر اللسان.
معاني المفردات في القصيدة
فيما يأتي بعض المفردات من القصيدة التي تحتاج إلى توضيح:الكلمة | المعنى |
يلدغنك | أنشب به نابه/ عضّه |
تهاب | تخاف/ تحذر |
الأقران | المتقاربون في السن |
الصور الفنية في القصيدة
فيما يأتي الصور الفنية التي جاءت في القصيدة:
- لا يَلدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعبانُ
ويظهر في هذا البيت التشبيه البيلغ بين المشبه وهو الضمير (الهاء) العائد على اللسان والمشبه به الثعبان.
- اِحفَظ لِسانَكَ
ويظهر المجاز المرسل من خلال هذه الجملة، فليس المقصود باللسان معناه الحقيقي وإنما المراد الابتعاد عن القول القبيح، والعلاقة سببية من خلال ذكر السبب وهو اللسان مع أنّنا نريد المسبب.