شرح قصيدة أبي العتاهية هي الأيام والغير
شرح قصيدة أبي العتاهية هي الأيام والغي ر
تعد قصيدة (هي الأيام والغير) من قصائد أبي العتاهية القصيرة، حيث تقع في بيتين شعريين وهي من القصائد التي كُتبت على البحر المجزوء الوافر على قافية الراء
أبيات القصيدة
هِيَ الأَيّامُ وَالعبرُ
- وَأَمرُ اللَهِ يُنتَظَرُ
أَتَيأَسُ أَن تَرى فَرَجاً
- فَأَينَ اللَهُ وَالقَدَرُ
شرح أبيات القصيدة
البيت الأول
هِيَ الأَيّامُ وَالعِبَرُ
- وَأَمرُ اللَهِ يُنتَظَرُ
يتحدث أبو العتاهية في هذا البيت عن الأيام وتقلب أحوالها إذ إن الأيام ترفع الإنسان وتضعه، فقد يمسي صحيحًا ويصبح مريضًا، وقد يمسي فقيرًا ويغدو غنيًا، ولأن الأيام لا تثبت على حال واحد فأتبعها أبو العتاهية بذكر العبر والتي هي من الاتعاظ والاعتبار.
ثم استكمل أبو العتاهية في الشطر الثاني من البيت حديثه عن حقيقة أن كل أمر متعلق بالعبد هو بيد الله سبحانه وتعالى، وأن أي تغير لحال العبد هو مقرون بأمره سبحانه.
ويبدو أن أبا العتاهية قد استقى هذا المعنى في بيته الشعري من الآيات القرآنية الكريمة ومن الأحاديث النبوية الشريفة:
- يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ)
- يقول الله سبحانه وتعالى: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
البيت الثاني
أَتَيأَسُ أَن تَرى فَرَجاً
- فَأَينَ اللَهُ وَالقَدَرُ
في هذا البيت يبدأ أبو العتاهية بسؤال استنكاري يفيد التعجب، إذ إن أبا العتاهية يستعجب كيف للعبد أن ييأس ويقنط من الفرج والله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم الذي بيده مقاليد كل شيء ويقدر الأقدار جميعها، وقد استقى أبو العتاهية هذه المعاني في بيته الشعري من الآيات القرآنية والحديث النبوي الشريف.
- يقول الله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)
- ويقول سبحانه وتعالى: (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ)
- ويقول سبحانه وتعالى: ( فإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)
- ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا غلامُ أو يا بُنيَّ ألا أُعلِّمُك كلماتٍ ينفعُك اللهُ بهنَّ ؟ فقلتُ بلَى، قال: احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه أمامك، تعرَّفْ إليه في الرَّخاءِ يعرِفْك في الشِّدَّةِ، وإذا سألتَ فاسأَلِ اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعِنْ باللهِ، جَفَّ القلمُ بما هو كائنٌ ، فلو أنَّ الخَلقَ اجتمعوا على أن ينفعوك أو يضرُّوك بشيءٍ لم يقْضِه اللهُ لك لم يقدروا عليه، واعمَلْ للهِ بالشُّكرِ في اليقينِ، واعلَمْ أنَّ النَّصرَ في الصَّبرِ تعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يعرِفْك في الشِّدَّةِ، واعلَمْ أنَّ في الصَّبرِ على ما تكرهُ خيرًا كثيرًا، واعلَمْ أنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ، وأنَّ الفرَجَ مع الكرْبِ، وأنَّ مع العُسرِ يُسرًا)
التعريف بأبي العتاهية
أبو العتاهية هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني العنزي أبو إسحاق، والذي يٌشتهر بأبي العتاهية ولد عام 747م، وتوفي عام 826 م، وعاش حياته في بغداد، وتميز أبو العتاهية بجزالة أشعاره، وحُسن نظمه للشعر وسرعته، حيث كان يكتب في اليوم الواحد ما يربو على المئة وخمسين بيتًا، فيما غلب على أشعاره الاصطباغ والتوجه لموضوعات الزهد ، والحكمة، والموعظة، وتذكير الناس بالآخرة وتزهيدهم بالدنيا.
قصائد أبي العتاهية
بلغ عدد قصائد أبي العتاهية سبعمئة وثماني وخمسين قصيدة ومن أبرز قصائده ما يأتي:
- (عجبت لعمر الله من جار جارة)، وهي قصيدة قصيرة من البحر الطويل وعدد أبياتها بيتين.
- (تولت جدة الدنيا)، وهي قصيدة قصيرة من بحر الهزج وعدد أبياتها أربعة.
- (يا ابن عم النبي خير البرية)، وهي قصيدة قصيرة من البحر الخفيف وعدد أبياتها أربعة.
- (ما لي أرى الأبصار بي جافية)، وهي قصيدة قصيرة من البحر السريع وعدد أبياتها أربعة.
- (إمام الهدى أصبحت بالدين معنيا)، وهي قصيدة عامة من البحر الكامل وعدد أبياتها أربعة.
- (قد نغص الموت على الحياة)، وهي قصيدة قصيرة من البحر السريع وعدد أبياتها أربعة.
- (للموت أبناء بهم)، وهي قصيدة قصيرة من البحر مجزوء الكامل وعدد أبياتها بيتين.
- (من أجاب الهوى إلى كل ما يريد)، وهي قصيدة قصيرة من البحر الخفيف وعدد أبياتها خمس.