شرح فوائد الصلاة للأطفال
شرح فوائد الصلاة للأطفال
ثمرات الصلاة وفوائدها
تعود الصلاة على المسلم المحافظ عليها بالنفع في الدنيا والآخرة، وتعددت هذه الفوائد والثمرات لتصل إلى عدد كبير قد يصعب حصره، ومن هذه الفوائد ما يأتي:
- الاستعانة على الصلاة بالشدائد وبما يصيب العبد من البلاء في الدنيا، كذلك تجعل الإنسان بعيداً عن الجزع، فقال -تعالى-: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ) ، وقال: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا* إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا* إِلَّا الْمُصَلِّينَ) .
- النور التام يوم القيامة، لقول الله -تعالى-: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم) ، ولِما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (إنَّ أُمَّتي يَأْتُونَ يَومَ القِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن أَثَرِ الوُضُوءِ).
- زيادة رابطة الألفة والمودّة والمحبّة بين أفراد المجتمع، وذلك من خلال اجتماعهم خمس مرات في اليوم والليلة لأدائها.
- تحصيل الأجر والثواب، والتخلص من الذنوب والسيئات، ففي كل خطوة يخطوها المسلم إلى المسجد يرفعه الله بها درجة، ويحطّ عنه سيئة، كما جعل الله الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما، ويكسب العبد استغفار الملائكة له طيلة بقاءه في مصلاه.
فقد روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (ما مِن رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إلى مَسْجِدٍ مِن هذِه المَسَاجِدِ، إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له بكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عنْه بهَا سَيِّئَةً).
- سعادة القلب واطمئنانه، وتحقيق السكينة والتخلص من المشاكل والهموم وكل ما شأنه أن يقلق العبد.
- استشعار المسلم لعظمة الله -تعالى- من خلال وقوفه بين يديه، وعِلم العبد باطلاع الله له في كل أحواله سرّها وعلانيتها، فإذا علم العبد ذلك، كان حريصاً على طهارة باطنه كما هو حاله في طهارة ظاهره.
- تعدّ الصلاة رياضة للجسم، فهي تقوّيه، وتعود عليه بالفائدة والنفع والنشاط، وكما أنّها رياضة للجسم فهي رياضة للروح أيضاً.
- زرع الشعور بين المسلمين بالوحدة والتعاون والتماسك، عند اتجاههم في الصلاة لوجهة واحدة بأجسادهم نحو القبلة، وبقلوبهم نحو خالقهم، فبهذا يكون المسلمون كالجسد الواحد في تماسكهم وتعاونهم ووحدتهم، وهو ما يجب أن يكونوا عليه على الدوام.
أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام
عظّم الإسلام من شأن الصلاة وأعلى من مكانتها، وأخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّها عمود الإسلام، فقد روى معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن رسول الله فقال: (ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه: قُلْت: بلى يا رسولَ اللهِ قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد).
وتظهر أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام من خلال ما يأتي:
- تعدّ الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، والعلامة التي يتميّز بها المسلم عن الكافر، ولا يسبقها من هذه الأركان سوى الشهادتين، فإن كان المسلم صادقاً حقاً في نطقه للشهادتين فقد حافظ على الصلاة.
فما كان صادقاً في القلب ظهر على الجوارح، وقد روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).
- فرض الله -تعالى- الصلاة على عباده في مكة المكرمة ثمّ جعل تتمّتها في المدينة المنورة، فقد روت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فقالت: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ).
- ميّز الله -تعالى- الصلاة عن غيرها من العبادات بأن فرضها من غير واسطة الوحي، على خلاف غيرها من العبادات جميعها، وقد كانت فرضيتها من فوق سبع سماوات في ليلة الإسراء والمعراج.
- تعدّ الصلاة أمراً مشتركاً بين جميع الرسالات السماوية السابقة، وقد دلَّت الآيات الكثيرة من القرآن الكريم على ذلك، فقال -تعالى- على لسان نبيّه إبراهيم: (رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءِ) ، وفي وصية لقمان لابنه: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) .
- فرض الله -تعالى- الصلاة على عباده وجعل قيامها في جميع الأحوال دون أن تسقط عن المسلم بحال من الأحوال، وإنما جعلها الإسلام مخففة حال تحقّق بعض الرخص التي أقرّها الشرع.