شرح صلاة الجماعة للأطفال
مفهوم صلاة الجماعة
تُطلق الصلاة في اللغة على الدعاء ، ومنه قول الله -تعالى-: (وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم)، والمقصود من الآية الدعاء لهم، ومنه قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ، فإنْ كانَ صَائِمًا فَلْيُصَلِّ، وإنْ كانَ مُفْطِرًا فَلْيَطْعَمْ).
وتُطلق الصلاة في الاصطلاح الشرعي على ما يقوم به المسلم من الأقوال والأفعال المخصوصة؛ عبادةً لله -تعالى- في أوقات مخصوصة، تبتدئ بالتكبير وتنتهي بالتسليم، وسُمّيت بالصلاة كونها مشتملةً على الدعاء بنوعيه؛ التوجه إلى الله بطلب الحاجات منه، إضافة إلى طلب الأجر والثواب لما يقوم به المسلم من أفعال الصلاة؛ كالركوع، والسجود، وقراءة القرآن وغيرها.
أمّا صلاة الجماعة فهي اجتماع عدد من الناس لأداء الناس، ويتحقق ذلك العدد بإمام ومأموم وأكثر من ذلك، وسُميت جماعة بسبب اجتماع المسلمين فيها لأداء الصلاة في مكانهم وزمانهم، وهي تعد من أجمل صور توحد المسلمين واجتماعهم على الطاعة، فلا بد للوالدين من حث الأبناء على هذه العبادة الجليلة، ودعوتهم إلى تطبيقها متى ما أتاحت الفرصة لذلك.
أهمية صلاة الجماعة وحكمها
حرص رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على صلاة الجماعة حرصاً شديداً، وحثّ أصحابه عليها؛ لما فيها من حياة القلوب التي تنعكس على الحياة فتجعلها طيّبة هانئة، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، في صلاة الجماعة فقال: (وَلقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي برِجَالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ).
وبيّن رسول الله أنّ المتثاقلين عن صلاة الفجر والعشاء في جماعة هم المنافقون، فقال: (إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا)، فإن هاتين الصلاتين يأتي وقتهما في وقت راحة الإنسان ونومه، كذلك أمر الله بالمحافظة على الصلاة الوسطى وهي صلاة العصر، فقال: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ)، وفيها كذلك الأمر بالمحافظة على جميع الصلوات.
فضل صلاة الجماعة
ورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛والتي تدل على فضل صلاة الجماعة ، منها ما يأتي:
- روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً)، وفي اللفظ الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- فقال: (صَلَاةُ الرَّجُلِ في جَمَاعَةٍ تَزِيدُ علَى صَلَاتِهِ في بَيْتِهِ، وَصَلَاتِهِ في سُوقِهِ، بضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً).
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ).