شرح سورة سبأ للأطفال
شرح سورة سبأ للأطفال
سورة سبأ سورة مكية ، باستثناء الآية السادسة منها على رأي بعض أهل العلم، وعدد آياتها خمس وخمسون آية في عد المصحف الشامي، وأربع وخمسون آية عند الآخرين، وهي السورة السابعة والخمسون من حيث ترتيب النزول، وكان نزولها بعد سورة لقمان، وهي السورة الرابعة والثلاثون في ترتيب المصحف الشريف، وسميت بهذا الاسم، لاشتمالها على قصة قوم سبأ.
وسنقوم بتقسيم السورة الكريمة إلى عدة مواضع ونعرض تفسيراً مجملاً لكل مقطع على النحو الآتي:
الموضع الأول: الآيات (1-9)
ابتدأت السورة الكريمة بحمد الله -سبحانه وتعالى- والثناء عليه؛ لأنه خالق السموات والأرض، المحيط علماً بكل ما ينزل أو يصعد من الأرض، ثم أتبع ذلك الحديث عن إنكار المشركين للبعث بعد الموت.
وأثبته بالقسم العظيم بالله -سبحانه وتعالى- من قبل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ على أن هذا الميعاد واقع لا محالة، ثم ذكرت الآيات اتهام المشركين له -صلى الله عليه وسلم- بأنه مفتر أو مجنون، ثم أكدت أن الله -عز وجل- قادر على خسف الأرض وإسقاط السماء.
الموضع الثاني: الآيات (10-21)
يعرض هذا المقطع صوراً من الشكر والكفر، وصوراً من تسخير الله -عز وجل- لسيدنا داود وسليمان -عليهما السلام-، قوةً وخلقاً لا تسخر عادة للبشر، ويتضح من خلال هذه الصور بعض الحقائق عن الشياطين.
حيث كان يعبدهم بعض المشركين، أو يطلبون منهم معرفة الغيب، وهم لا يعلمون الغيب في حقيقة الأمر، ثم جاءت في أعقاب قصة داود وسليمان -عليهما السلام- الشاكرين؛ قصة قبيلة سبأ الذين قابلوا النعم الوفيرة بالجحود والإعراض، فمَحَقَها الله -عز وجل- من بين أيديهم.
الموضع الثالث: الآيات (22-27)
هذه الآيات الكريمة في سورة سبأ تتحدث عن فكرة توحيد الله -سبحانه وتعالى-، حيث إنّ فيها مجموعة من الأدلة على وحدانية الله -سبحانه وتعالى- وقدرته، وعلى وجوب إخلاص العبادة له وحده -عز وجل-.
الموضع الرابع: الآيات (28-42)
ينتقل هذا المقطع من الآيات الكريمة إلى الحديث عن وظيفة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهي أنه أرسل كافة للناس ليبشرهم وينذرهم، ويعرض أحوال الكافرين عندما يقفون للحساب، حيث يقوم كل فريق منهم بإلقاء التهمة على غيره.
ثم تردّ السورة الكريمة على أولئك المنعمين، الذين ادّعوا أن أموالهم وأولادهم ستنفعهم يوم القيامة، فقررت أن ما ينفع الإنسان يوم القيامة الإيمان و العمل الصالح ، وأن الله -سبحانه وتعالى- من بيده العطاء والمنع.
الموضع الخامس: الآيات (43-54)
يدور هذا المقطع حول شبهات يطلقها المشركون عن دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ثم ردت عليهم السورة الكريمة بما يزيد المؤمنين ثباتاً على موقفهم، ويقينا على صحة منهجهم، وألحقت ذلك بدعوة هؤلاء الكافرين إلى التفكير والتدبر.
حيث دعتهم للتفكّر على انفراد في أمر دعوة هذا الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- الذي يدعوهم إلى الحق، لعل هذا التفكر يهديهم إلى الرشد، ثم ختمت السورة الكريمة بتهديدهم إذا ما استمروا في كفرهم وعنادهم بسوء العاقبة وأنهم سيندمون حين لن ينفعهم الندم.