شرح سورة الهمزة للأطفال
شرح آيات سورة الهمزة للأطفال
الآية الأولى: وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
قيل إنّ الويل هو واد في نار جهنّم أعدّه الله -تعالى- للعصاة من أمّته ، وقد توعّد الله -تعالى- في هذه الآية الهُمزة؛ أي الذين يُكثرون من الهمز واللّمز على عباد الله -تعالى-، وتوعّد أيضاً اللُّمزة؛ وهم من يسعون للإفساد بين النّاس، ويراد باللّمز أيضاً السّخرية من النّاس سواء بالإشارة أو الكلام أو حتّى بنظرة، حيث خُصّص مكانٌ في جهنّم لمن يمشي في أعراض النّاس، ويشيع الفاحشة بينهم.
الآية الثانية: الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ
يواصل الله -تعالى- ذمّ هؤلاء الذين يلمزون، ويصفهم بأنّهم أضاعوا وقتاً طويلاً من أعمارهم، وبذلوا جهداً كبيراً في جمع الأموال وتكثيرها، فأمضى الواحد منهم حياته الدّنيا يجمع المال ويعدّه من أجل نوائب الدّهر، ومن أجل أن ينال رفعة بين النّاس؛ ظنّاً منه أنّ أساس التّفاضل بين النّاس قائم على امتلاك الأموال.
الآية الثالثة: يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ
وصف الله -تعالى- في هذه الآية صاحب الأموال المنهمك في جمعها بأنّه يجتهد ليل نهار حتّى كاد يظنّ أنّ هذا المال الذي يجمعه سوف يجعله باقيّاً وخالداً في الحياة الدّنيا وأنّه لن يفنى، وذلك لأنّ انشغاله بالمال زاد من غفلته، وزاد من أمله وأكثر آماله الدّنيويّة وزاد من تشبّثه في الحياة الدّنيا.
الآية الرابعة: كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ
يراد من قول الله -تعالى "الحطمة": أيّ نار جهنّم الشّديدة التي تأكل كلّ شيء وتحطّم كلّ ما يُلقى فيها ، وهي مصير كلّ من انغمس في ملذّات الدّنيا وانغمس في جمع المال، وتَهَاون في السّخرية من المؤمنين وخاض في أعراضهم، وقد أورد الله -تعالى- لفظ "كلّا" في بداية الآية ليرتدع هذا العاصي عن أفعاله ويتوب إلى الله -تعالى-.
الآية الخامسة: وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ
أعاد الله -تعالى- في هذه الآية ذكر الحطمة وأوردها بصيغة الاستفهام؛ ولذلك من أجل زيادة تهويل نار جهنّم، وتعظيم شأنها.
الآية السادسة: نَارُ اللَّـهِ الْمُوقَدَةُ
وهي نار جهنّم -والعياذ بالله-، وقد وصفها الله بالموقدة أي المستعرّة الملتهبة، وهذه الآية تكون بمثابة جواب على الاستفهام في الآية السّابقة، وزيادة في الإيضاح حول نار جهنّم.
الآية السابعة: الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ
الأفئدة هي القلوب، ويراد من الآية الكريمة أنّ النّار تُشرف على ما بطن في القلب فتحرقه، وقد خصّ الفؤاد أو القلب بالإحراق دون سائر الجسد؛ وذلك لأنّ ألم إحراق القلوب أعظم من غيرها لما تمتاز به القلوب من الرّقة واللّطف.
الآية الثامنة: إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ
تُكمل الآيات الكريمة وصف نار جهنّم؛ ليتّعظ المسلم ويحرص على اجتنابها، وقد وصفها بأنّها مؤصدة، وكلمة مؤصدة مشتقّة من الفعل آصد؛ أي أحكم الإغلاق، فيكون المراد بأنّ نار جهنّم مغلقة ومطبقة على أصحابها، لا سبيل للخروج منها ولا الفرار، ولا تفتّح لهم أبوابها ويخلدون فيها إلى ما شاء الله.
الآية التاسعة: فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ
العَمَد كلمة تدلّ على مجموع عمود، وممددّة أيّ مطوّلة، والمراد أنّ أبواب جهنّم مؤصدة ومحكمة الإغلاق بأعمدة طويلة.
الدروس المستفادة من سورة الهمزة
يُستخلص من معاني السورة الكريمة دروساً وعبر تفيد المسلم في حياته، منها ما يأتي:
- حُرمة الكلام على المسلمين بما يُعيبهم ويُنقص من شأنهم.
- ضرورة الابتعاد عن الاستهزاء والسخرية بالمسلمين بأيّ شكل كان، ولو بالإشارة أو الإيماء.
- عدم الاغترار بالمال، وأن لا يفني المسلم عمره في جمعه دون الالتفات لشؤؤن الآخرة.
- الحرص على الابتعاد عن كلّ ما يُدخل النّار.
قصة سورة الهمزة
تعدّدت آراء المفسّرين في سبب نزول سورة الهمزة، وكانت آراؤهم كما يأتي:
- نزلت في الأخنس بن شريق، وقد كان يستهزئ بالنّاس، ويتكلّم عنهم في غيابهم، وبالأخصّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
- نزلت في الوليد بن المغيرة الذي كان يطعن في رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أمامه ومن خلفه.
- نزلت في أميّة بن خلف.
ملخّص المقال: تتحدّث سورة الهمزة عن صفات فئة من النّاس غرّتهم الحياة الدّنيا وانشغلوا بها، وكانوا يسخرون من النّاس ويلمزون بهم، وكانوا يحرصون على إشاعة كلّ ما قد يعيبهم، كما كانوا لاهين في الحياة الدنيا غارقون في الرّكض وراء المادّة وجمع الأموال، حتّى كادوا يظنّون أنّه كلّما كثر مالهم خُلّدوا في الدّنيا، وقد توعّدهم الله -تعالى- بالويل والخلود في نار جهنّم، وقد ورد في المقال أنّ هذه السّورة نزلت بسبب جماعة من الكفّار كانوا يتكلّمون في النّاس في ظهورهم.