شرح سورة العلق للأطفال
تفسير سورة العلق
تُفسَّر سورة العلق على النحو الآتي:
مظاهر عظمة الله في سورة العلق
قال الله -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
والآية الأولى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ): أي يا محمد ابدأ بقراءة ما أُنزِلَ إليك من القرآن الكريم بالتسمية باسم الله -عزّ وجل- الذي خلقك وخلق البشر أجمعين، (خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ): خلق الله -تعالى- الإنسان من عَلَق، والعَلَق جمعُ علَقَة وهي بقعة من الدّم الجامد.
وقوله تعالى: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ): أي اقرأ يا محمد وربك الكريم الحليم الذي لا يُعجّل في عقوبة عباده وإنّما يعطيهم الفرصة لكي يتوبوا، (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ): هو الذي علّم الإنسان الكتابة بالقلم، وعلّم الإنسان ما لا يعلمه، فإنّ الله -تعالى- هو من علّم آدم الأسماء، وقيل في معناها أيضاً إنّه علّم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ما لا يعلمه من الأحكام الشرعية، وهذه بعض مظاهر قدرة الله -تعالى-.
أوصاف الإنسان في سورة العلق
وردت في سورة العلق بعض صفات الإنسان، وهي: قال -تعالى-: (إنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى* أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى* إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى)، أي أنّ الإنسان يتكبّر ويتمادى ويتجاوز حدّه في ارتكاب الآثام والمعاصي، ويستغني عن الهداية والرجوع إلى الصواب ويصيبه الغرور بما يملك من الأموال والأولاد، فينذره الله -تعالى- بالآيات الكريمة بأنّ رجوعه سيكون إليه -عزّ وجل-، لذا عليه المسارعة بالتوبة، والقيام بالأعمال الصالحات.
قصة أبي جهل في سورة العلق
قال -تعالى-: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى* عَبْداً إِذا صَلَّى* أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى* أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى* أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى* أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى* كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ* ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ* فَلْيَدْعُ نادِيَهُ* سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ* كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ).
نزلت هذه الآيات الكريمة في أبي جهل، فقد قال أبو جهل يوماً: "إن رأيتُ محمداً يُصلّي في الكعبة سأدوس بقدمي على عُنُقِه"، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي عند الكعبة، لم يتحرّك ولم يقُم بما كان يتوعّد رسول الله به، فقالوا له:" ما لَك؟ فقال لهم: لقد رأيت بيني وبينه خندقاً مليئاً بالنيران"، والخندق عبارة عن حفرة كبيرة، فلم يستَطِع أبو جهلٍ الوصول إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو فعل لأخذتْهُ الملائكةُ عَيانًا).
التعريف بسورة العلق
سورة العلق سورة مكيّة، وعدد آياتها تسع عشرة آية، وهي أول ما نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من القرآن الكريم؛ حيث نزلت عليه في غار حراء، وسبب نزول هذه السورة الكريمة هو نزول جبريل -عليه السلام- على سيدنا محمد في الغار عندما قال له: "اقرأ"، فردّ عليه -صلى الله عليه وسلم-: (ما أنا بقارِئٍ)، فضمّهُ جبريل -عليه السلام- ثمّ تركه، ثمُ كرّر جبريل سؤاله ثلاث مراتٍ حتى نزلت: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
وتتحدّث سورة العلق عن فضل الله -عزّ وجلّ- على عباده، لأنّ علمهم ما كانوا يجهلونه، ولكنّ هؤلاء العباد يقابلونه بمعصية أوامره وارتكاب ما نهى عنه، فيمهلهم الله -عزّ وجل- قبل أن يعذّبهم لعلهم يرجعون عمّا نهاهم عنه ويلتزمون بأوامره، فإن لم يرجعوا فسيكون عقابهم عذاب جهنم يوم القيامة.
تعرّض المقال لتفسير آيات سورة العلق بطريقة مبسّطة، حيث تطرّق المقال إلى مظاهر قدرة الله -تعالى- من خلق الإنسان وتعليمه ما لم يعلم، وذكر المقال صفات الإنسان التي وردت في السورة، كما وتضمّن المقال قصة أبي جهل عندما حاول منع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة في الكعبة، كما وتطرّق المقال للتعريف بسورة العلق بشكلٍ مختصر.